تواصل بوابة أفريقيا الإخبارية مواكبتها لأهم الأحداث الثقافية الذي يشهدها المغرب، آخرها الجوائز القيمة التي أعلن عنها اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب، حيث حصل شباب مبدع على اعتراف من أكبر مؤسسة ثقافية بالمغرب، بعد حوارنا مع الاستاذ عادل اضريسي الفائز في جنس المسرحية، تقرب البوابة قراءها من القاص المغربي مراد المساري الفائز بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب 2014 في جنس القصة، عن مجموعته "أنا لسْتُ لك". مراد المساري من مواليد فاتح نونبر 1987 بمدينة القصر الكبير المغربي، حاصل على الإجازة في الدراسات الأساسية تخصص تاريخ وحضارة، يشتغل أستاذا للتعليم الثانوي الإعدادي.
- ماهو انطباعك الأول وأنت تتلقى خبر فوزك بجائزة الاتحاد عن مجموعتك "أنا لستُ لك"؟
كانت فرحةً كبيرة، أن تعترف بك مؤسسة كاتحاد كُتّاب المغرب، هوّ أمرٌ يُشعرك بالفخر، خصوصاً حينما تكونُ في أول طريقك، لاشكّ أن الأمر يُحفزُ على المزيد من العطاء.
- كيف جاءت فكرة المشاركة في مسابقة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب؟
اطلعتُ على الإعلان، ثمّ شروط الجائزة، عزمتُ الأمر على المُشاركة بمجموعة قصصية كنتُ أشتغلُ عليها سلفاً، كانت فكرتي أن الفوز بها سيكون دفعة قوية لي في مساري الأدبي، وذلك ما حصل.
- عرف اتحاد كتاب المغرب مؤخرا انسحاب الكثير من أعضائه، وسجل الكثير منهم مواقف إدانة بعض السلوكيات داخله، إلى أي حد يمكن الحديث عن اتحاد له مصداقية وأمانة علمية في تقييم أعمال أدبية جديدة للأدباء الشباب، والكل يعرف شبه القطيعة بين الجيلين؟
تابعتُ كغيري عملية الانسحاب التي حدثت، ثمّ أيضا ردّ الاتحاد، أجدني ضائعاً بين الأحداث، لا أعرفُ الدواعي والتفاصيل الّتي أجبرت بعض الأعضاء على الانسحاب، شخصياً أحبّ الابتعاد عن مُجمل الصراعات، خصوصا الأدبية منها، الأدب شيء نبيل، يجبُ أن يبقى نبيلاً، لأن لا طائل من وراء كل تلك التطاحنات، وكي لا يُصبح الشأن الثقافي في المغرب شبيها بما يحدثُ داخل قُبّة البرلمان من نزاعات، العالم مُحتاجٌ أكثر للحبّ، الحبّ فقط.
بالنسبة لتقييم الأعمال الأدبية هذه الدورة، انطلاقاً من تجربتي البسيطة، ومن قناعتي الشخصية، أجد أن الشفافية كانت حاضرة، لقد وضعتُ ملفي بمصلحة البريد في آخر يوم من آجال المُسابقة، ثمّ فوجئت بفوز عملي، إذن ماذا يُمكنني أن أقول غير أن الشفافية كانت حاضرة.
- طغت في العشرية الأخيرة نقاشات عمومية حول اللغة والقراءة، وخُلق جدال بين بعض المهتمين والمثقفين بين من يدافع عن اللغة العامية (الدارجة) واللغة الفصحى، أين يتموقع مراد بخصوص هذين التيارين؟
في نهاية الأمر اللّغة وسيلة للتواصل، (الدارجة) لغة التداول اليومي، نحنُ نحتفي بها كلّ دقيقة، هي مكون أساس من مكونات الهوية الوطنية، الفُصحى لغة تُوحّد أقطار واسعة من هذا العالم، بالنسّبة لي هي ملاذي الأوحد في التعبير الجمالي، إنها اللّغة الّتي أحبّ، شخصيا أنا من أنصار الإبقاء على العربية الفُصحى لغة رسمية.
- أليس من المغامرة الكتابة في جنس القصة والكل يجمع على أن هذا الجنس لا يطاوع إلا المتمرسين أكثر في مجال الكتابة بشكل عام؟
أوافقك الرأي، القصة تفرضُ على كاتبها كثيراً من التركيز والتدقيق والتكثيف داخل اللحظة الزمنية الواحدة، هي بمثابة المجهر الّذي يُقرب و يُدقق النظر في شيء ما من أجل تكبيره وحعله مرئيا أكثر.، وهنا تكمنُ صُعوبتها، بالنسبة لي، لا أجدني مُتمرساً أو حتى بارعاً في كتابتها، اكتبُ القصة من باب حبّ القصة، لأنها تُتيح لي التعبير أكثر عن مكنوناتي الداخلية، وأيضاً الصراخ بأصوات حالات اجتماعية قريبة، إنها ذروة انصهار الفرد داخل مُحيطه.
- أليس من الجفاء تغييب طاقات شابة في الإبداع الأدبي عن البرامج التلفزية في الإعلام العمومي، عوض توريطهم في نقاشات عمومية؟
سيُحتفى بالشّباب حينما يصيرون كُهولاً ثمّ شيوخاً، تصور أن الكثير من الجوائز العالمية مُنحت لأصحابها وهم يرقدون تحت التُراب وعلى شواهدهم كلمة R.I.P "هُنا يرقد"، أظنّ أن هذا يُلخص ما أصبو إليه.
إلى أي حد يمكن لسلطة المثقف أن تستقل عن باقي السلط وما هي حدود التقاطع معها؟
أظن أن المُثقف جزء لا ينفصل عن المُجتمع، لا يوجد إنسان مثقف كصنف مُستقل عن باقي مُكونات المجتمع، والمُثقف الذي لا ينصهرُ مع قضايا بيئته، هو مُجدر تذكار مُلقى على لوح مكتب.
- ما الذي يدفع مراد للكتابة؟ ما هي المحفزات؟
الكتابة مُرادف آخر لمعنى الحياة بالنسبة لي، أوكسجين لا يُمكن العيش بدونه، الدافع الأكبر للبقاء، وهيّ في حدّ ذاتها أكبر مُحفز.
أخيراً، أوجهُ شكراً خاصاً لك صديقي سعيد غيدَّى ولبواية أفريقيا الإخبارية البارزة، والتي تهتم بقضايا المُجتمع الهامة، أتمنى لكم مزيداً من العطاء.