أعلن مسؤول في دار النشر "غاليمار" الباريسية الخميس لم يكشف عن هويته "توفي كلود لنزمان صباح اليوم في منزله بعدما تدهور وضعه الصحي بشكل كبير خلال الأيام القليلة الأخيرة"، مضيفا أنه "تم التأكد من وفاته في مستشفى سان بتراير" في العاصمة الفرنسية.
ولد كلود لنزمان في العام 1925 ببلدية "بوا دو كولومب" في الضاحية الباريسية وكان قد أنتج حوالي عشرة أفلام من بينهم "شوها" وهو فيلم وثائقي حول المحرقة النازية، فيروي حقبة مظلمة في تاريخ القرن العشرين تمثلت في إبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية بأوروبا.
أما فيلمه الأخير، فلقد صدر أمس الأربعاء تحت عنوان "الأخوات الأربع" وهو عبارة عن فيلم تم تركيبه من صور تبقت من أشرطة تصوير فيلم "شوها".
حصل لنزمان على عدة جوائز أبرزها جائزة "سيزار" شرفي في فرنسا العام 1986 وجائزة "الدب الذهبي" الشرفي في مهرجان برلين السينمائي في 2013 وذلك تكريما لمجمل إنتاجه السينمائي.
شارك كلود لنزمان في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي وعمره لم يتجاوز 18 سنة. كما عمل صحافيا في جريدة "فرانس ديمانش" و"الأوقات الحديثة" فيما كانت تربطه علاقة صداقة مع المفكر والفيلسوف جان بول سارتر وربطته قصة حب بالأديبة سيمون دو بوفوار التي عاش معها بين 1952 و1959.
يعتبر كلود لنزمان من المدافعين عن دولة إسرائيل إذ أنجز فيلمه الأول في 1973 تحت عنوان "لماذا إسرائيل؟" قبل أن يتفرغ لمدة 12 سنة لإنجاز فيلم مهم آخر وهو "شوها".
وتوالت ردود الفعل بعد وفاة المنتج كلود لنزمان إذ اعتبره حاخام فرنسا الكبير هايم كورسيا من بين الذين "كرسوا حياتهم لتصوير (أعمال عن) المحرقة إلى درجة أننا ننسى في بعض الأحيان الأعمال السينمائية الأخرى التي قام بها".
أما الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي فلقد وصف ليزمان بـ"أكبر السينمائيين وبالرجل الطيب"، مضيفا أنه "يشعر بنوع من الندم بسبب الشجار الذي كان يقع بينهما من حين إلى آخر".
أما الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، فلقد كتب في تغريدة على حسابه على تويتر: "مع رحيل كلود لنزمان نكون قد فقدنا سينمائيا وكاتبا عظيما. فيلمه حول المحرقة سيبقى خالدا للأبد".