مع اقتراب قوّات الجيش الليبي من قلب العاصمة طرابلس ودخوله منذ يوم أمس إلى أوّل الأحياء السكنية في حي الزهور بمنطقة صلاح الدّين، وسيطرته اليوم على طريق المطار حتى معسكر النّقليّة وخزانات النّفط. ومع محاولات أردوغان التحشيد الدّيبلوماسي لموقفه من  في ليبيا والبحث عن دعم دولي لمشروعه العسكري في البلاد، ومع فشله في حشر الموقف التونسي ضمن سياق هذا المشروع، حيث أعلنت تونس بشكل رسمي وقاطع رفضها لأي اصطفاف في الأزمة الليبية رغم تصريحاته وزيارة غير المعلنة ولقائه مع الرئيس قيس سعيد. ومع إعلان حكومة الوفاق طلبها الرّسمي من تركيا للتدخّل العسكري في ليبيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ تركيا بدأت تجنيد عناصر من الفصائل السورية الموالية لها لإرسالها إلى ليبيا.

وقال المرصد، على موقعه الرّسمي، أمس الخميس، إن فصائل سورية موالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل من يرغب في الانتقال إلى ليبيا، للقتال في صفوف حكومة الوفاق المتمركزة في العاصمة، طرابلس.  

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن المكاتب الأربعة في عفرين تشرف عليها فصائل "فرقة الحمزات، الجبهة الشامية، لواء المعتصم، لواء الشامل".

وقال المرصد إنه رصد عشرات الأشخاص يقصدون تلك المراكز، للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت حماية تركية هناك.

وذكر المرصد أن الفصائل الموالية لتركيا تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب في ليبيا وتقدم مُغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 إلى 2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهريًا، فضلا عن خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة.

كما نقل المرصد عن مصادر أخرى قولها إن مقاتلين اثتين لقيا حتفهما قبل أيام في ليبيا، وهم من مُهجري دمشق ومنتسبي الفصائل الموالية لتركيا.

هذه المعلومات أكّدها نعمان بن عثمان، المقرّب من حكومة الوفاق الليبية وأحد أبرز وجوه دعايتها الإعلامية، والمحلل في قناة "ليبيا الأحرار" الممولة قطريا والتي تبث من تركيا حول وصول 300 مقاتل تركي إلى ليبيا من أجل دعم قوات حكومة الوفاق في مواجهات قوات الجيش الليبي في المعارك الدّائرة وسط العاصمة طرابلس.

إلى ذلك كشفت مجلة فوربس الأمريكية أنّ التدخل في ليبيا بالنسبة لتركيا هو أساس الموقف التوسعي المتنامي الذي يمكّنه الربيع العربي ويقوده كل من الإيديولوجيات والضرورات الاقتصادية. أولاً وعلى الفور توفير الوقت لعملاء تركيا الإسلاميين والمصراتيين في ليبيا وحلفائهم  كجزء من قاعدة أردوغان الذي يريد تضمان وجود تركيا كطرف فعال في أي تسوية مستقبلية في ليبيا.

وثانياً من المرجح أن تعتمد تركيا على مشاريع الطاقة والبنية التحتية المستقبلية. ولمواجهة التدخلات الأخرى اشترت حكومة الوفاق الوطني كميات كبيرة من المعدات العسكرية التركية بما في ذلك 25 طائرة مقاتلة على الأقل تم تدمير معظمها في القتال، بحسب المجلة.

وفي ذات السياق، قالت صحيفة "الأندبندت" البريطانية، في تقرير لها، أن تركيا تميل إلى التراجع. وبعد تعهد أردوغان بإرسال قواته إلى ليبيا تلقت شمال قبرص المدعومة من تركيا طائرات بدون طيار لمساعدة أنقرة في  مشاريع التنقيب عن الغاز بالقرب من الجزيرة.

وتابعت الصحيفة بالقول أنّ إنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا يمكن أن يكون أكبر خطأ استراتيجي لأردوغان. 

إلى ذلك، أكّد عضو مجلس النواب، علي السعيد اليوم الجمعة في تصريحات إعلاميّة، إن تركيا لم تكن بعيدة عن الدعم اللوجستي والفني منذ بداية الحرب.

وأكّد السعيدي في تصريحاته أن الرئيس رجب طيب أردوغان بعث بمقاتلين من سوريا وقد وصلوا فعلاً إلى طرابلس وتحديداً في محوري صلاح الدين وعين زارة.

وكشف السعيدي أن المقاتلين الأجانب وصلوا إلى طرابلس عبر شركة الخطوط الإفريقية وتحديداً عبر طائرةٍ من نوع إيرباص 319 مسجلة تحت الرقم 5AONO قامت بأكثر من 5 رحلات برعاية وإشراف جهاز المخابرات التركية.

وفي سياق هذه التأكيدات المتتابعة، نقلت وكالة بلومبرغ  عن مسؤولين كبار في ليبيا وتركيا، أن القوات السورية المعارضة  ستنتشر قريبا في غرب ليبيا  وتباشر الانخراط في المعارك، مشيرةً إلى إن حكومة الوفاق رفضت بداية الأمر هذا التدخل ولكنها رضخت له بعد التقدمات الأخيرة للجيش الوطني باتجاه وسط العاصمة.

وقال مسؤول تركي لبلومبرغ – رفض الكشف عن هويته- إن القوة المساندة التي يطلق عليها “لواء السلطان مراد” هي إحدى ألوية الجيش السوري ولن تكون محسوبة على القوات الرسمية التركية، وأشار المسؤول التركي إلى أن بلاده قد ترسل قواتها البحرية لــ”حماية” طرابلس، مؤكدا أن القوات التركية ستقوم بتدريب وتنسيق المجموعات المسلحة التابعة للوفاق.