طيلة السنوات التي أعقبت إندلاع الأزمة في البلاد جراء التدخل الغربي السافر في العام 2011، أصرت الميليشيات المختلفة على التمترس فى العاصمة الليبية طرابلس، حيث دخلت في صراعات متواصلة على النفوذ والسيطرة في غياب جيش أو شرطة نظاميين وفي ظل عجز حكومي متواصل عن وضع حد لسيطرة المسلحين وفرض سلطة القانون.
وأمام هذا الوضع، أعلن الجيش الوطني الليبي في إبريل/نيسان من العام 2019، بدء عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة الليبية من المليشيات المسلحة، ومنذ هذا التاريخ مرت العملية بالعديد من المنعطفات الميدانية بين النجاحات والتقدمات مقابل الإخفاقات والتراجعات، غير أن الهدف النهائي الذي تم الإعلان عنه منذ عام وهو تحرير العاصمة ما زال حتى الآن لم يتحقق بعد مع تواصل غياب الحسم في المعارك الدائرة.
** انطلاق العملية
بدأت عملية طرابلس في الرابع من نيسان/ أبريل 2019، عندما قامت قوات الجيش الوطني الليبي بشن هجوم للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، في أعقاب عملية تأمين مناطق الجنوب الليبي، والتي نفذتها وحدات الجيش في يناير من العام ذاته، والتي بدأت بشكل فعلي مباشرة عقب الهجوم الذي شنته وحدات تابعة للمعارضة التشادية، على مقر اللواء العاشر التابع للجيش في منطقة تراغن جنوبي مدينة سبها، إحدى أهم مدن الجنوب الليبي.
وأعلن المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسمارى، أن الجيش تقدم نحو العاصمة طرابلس ووصل إلى المدينة، وسيطر على عدة مدن، مضيفا أن العملية العسكرية هدفها استقرار ليبيا وسلامة المواطنين في طرابلس.
وقال المسماري، خلال مؤتمر صحفي بخصوص العمليات العسكرية في طرابلس، إن الجيش الليبي يطلق اسم "طوفان الكرامة" على العملية العسكرية في طرابلس، موضحا أن العمليات العسكرية انطلقت من قاعدة الجفرة نحو طرابلس وأن قوات الجيش دخلت مناطق قصر بن غشير ووادي الربيع وسوق الخميس بطرابلس، مضيفا أن القوات تواصل تقدمها ووصلت إلى غريان وسيطرت على العزيزية.
وأعلنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أنها "عاقدة العزم على تنفيذ أوامر الشعب الليبي بتحرير كل شبر من تراب الوطن"، مؤكدة تقدمه "نحو تحرير العاصمة طرابلس". ودعت القيادة العامة جميع مقاتلي "المليشيات المسلحة" في طرابلس من "الذين لا يحملون فكرا متطرفا لترك سلاحهم ومغادرة طرابلس، والعودة إلى مدنهم آمنين".
** نجاحات وتقدمات
بدأت المرحلة الأولى من عملية طوفان الكرامة بشكل متسارع، وكان من نتائجها فتح ثمانية محاور جنوب العاصمة طرابلس، أبرزها وادي الربيع وطريق المطار وخلة الفرجان والسبيعة. وتمكنت قوات الجيش الليبي من دخول أربع مدن رئيسية تمثل حدود العاصمة، وهي: صبراتة، صرمان، غريان، وترهونة، كما توغلت في الضواحي الجنوبية لمدينة طرابلس.
وفي السادس من مايو/أيار 2019 انطلقت المرحلة الثانية للعملية بهدف دمج ومشاركة كتائب من المنطقة الغربية في العملية، وشاركت خلالها عدة قبائل أبرزها قبائل مدينة ترهونة وورشفانة والعزيزية. مع إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة عن إرسالها لكتائب وتعزيزات عسكرية من أجل المشاركة في عملية طوفان الكرامة لتحرير طرابلس من الميليشيات الإرهابية. وقد استهدفت تلك المرحلة بالأساس، استنزاف الميليشيات الإرهابية والسيطرة الكاملة على مواقعها.
وفي إطار تلك المرحلة، استأنف الجيش الوطني الليبي يوم الاثنين الموافق 22 يوليو 2019، تقدمه في جميع محاور طرابلس حيث قصف سلاح الجو مواقع الميليشيات في العاصمة تمهيدًا لتقدم الوحدات البرية. فضلاً عن قيام الجيش الوطني الليبي بشن هجوم على الكلية الجوية بمصراتة، والتي تخضع لسيطرة الميليشيات شرقي العاصمة طرابلس، في خطوة اعتبرها محللون تقدمًا كبيرًا لقوات الجيش.
وحررت وحدات الجيش عدة معسكرات مهمة، أبرزها معسكر اليرموك (بمنطقة الخلة جنوب العاصمة) في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهو ثكنة عسكرية مهمة بمحور صلاح الدين الذي يوصل إلى قلب طرابلس من الجهة الجنوبية، كما تقدمت القوات لأول مرة في اليوم نفسه إلى مبنى الجوازات بالمحور ذاته.
كما عمل الجيش الليبي على ربط المحاور ببعضها، من أجل الوصول إلى نقاط التماس بين القوات، والتي كان آخرها السيطرة على المحور الرابط بين مدينة العزيزية وطرابلس في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ومحور "الهيرة" الرابط بين منطقة العزيزية ومدينة غريان (جنوب طرابلس) في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يشكل الجيش ما يشبه القوس الذي يمنع المليشيات من الالتفاف على قواته.
** انتكاسة غريان
في تطور مفاجئ، أعلنت حكومة الوفاق الليبية، أواخر يونيو 2019، بسط سيطرتها على مدينة غريان (80 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس)، التي كانت قوات الجيش الوطني الليبي، تسيطر عليها، وتتّخذها مقراً لقيادة عملياتها العسكرية. وبدا واضحا محاولات تيار الاسلام السياسي لاستغلال هذا التطور بهدف الترويج لحسم معركة طرابلس لصالح المليشيات الموالية له.
ودخل الجيش الوطني الليبي الى مدينة غريان منذ بداية انطلاق العمليات العسكرية لتحرير العاصمة، ولم تكن هناك مقاومة لدخول الجيش الليبي، حين وصل إلى المدينة، بعد أن عقد مجلس أعيانها اتفاقًا لدخولها بدون حرب، وتعهد لقيادة الجيش بأن المسلحين المتواجدين في المدينة لن يتعرضوا لقوات الجيش.
وبعد أن سيطر الجيش على المدينة، تراجع إلى تخوم المدينة وترك مسألة تأمينها للقوات الأمنية من أبناء غريان وضباطها في المؤسسات الأمنية، غير أن من تعهد مجلس الأعيان بحياديتهم، نقضوا العهد وهاجموا المقرات الأمنية وبدأوا في إثارة الفوضى؛ استجابة لتحرك ميليشيات أسامة الجويلي في منطقة القواسم المتاخمة لمدينة غريان
وكشف مصدر عسكري مسؤول تابع للقوات المسلحة العربية الليبية، عن أسباب انسحاب قوات الجيش الليبي من مدينة غريان. وقال المصدر-الذي فضل عدم ذكر اسمه-في تصريح لـ "بوابة أفريقيا الإخبارية، "إن غريان لم تسقط نتيجة معركة ولكن للثقة العمياء في تعهدات المليشيات وأعيان المنطقة وخيانتهم للعهد". وتابع "القوات المسلحة احترمت المدينة ولم يسقط بها أي شخص ولم يتم تمشيط المدينة بناء على الاتفاق، ولكن اموال الاخوان وحكومة الوفاق هي من جندت المليشيات والعصابات واغرت الشباب على الانتفاض ضد الغرفة وكان لزاما الانسحاب منها".
وقال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، إن ما وقع في مدينة غريان خيانة من بعض أهالي غريان مقابل الأموال. وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الجيش الليبي حين دخل إلى مدينة غريان دون قتال أعطى الأمان للجميع، خاصة أن ليبيا مبنية على النسيج الاجتماعي، وأنهم وعدوا الأهالي بأن الجيش لن يستهدف أي مواطن ما لم يتعرض للجيش.
وأكد أن القوات التي دخلت إلى مدينة غريان بمساندة الخلايا النائمة، قامت بتصفية الجرحى والمصابين في مستشفى غريان، وأن التصفية التي قامت بها القوات المهاجمة تشبه عمليات "داعش". وتابع أن عملية الخيانة وقعت بتآمر الخلايا النائمة داخل غريان، وأن الجيش الآن يحاصر غريان، ويعيد ترتيب صفوفه، استعدادا للسيطرة على المدينة.
وشهدت مدينة غريان انتهاكات جسيمة على يد المليشيات المسلحة، وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لعملية تحقيق "مهينة" مع جرحى الجيش الوطني في مستشفى غريان العام، مشيرين إلى تصفية العديد من الجرحى والتنكيل بالجثث من قبل عناصر متشددة من ضمن مجلس شورى بنغازي وتنظيم أنصار الشريعة وميليشيات مصراته.
وتعتبر مدينة غريان الواقعة في مفتتح سلسلة الجبل الغربي العاصمة الإدارية لمناطق الجبل، وطريق الاتصال بين الغرب والجنوب الليبي عبر مدينة مزدة. كما أنها من جهة أخرى تشرف على الطرقات المؤدية إلى العاصمة طرابلس وطوقها، وصولاً إلى العزيزية وترهونة، وحتى إلى مصراته عبر مدينة بني وليد.
** تقدمات جديدة
وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، أعلن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بدء المعركة الحاسمة والتقدم نحو طرابلس، ودعا الوحدات المتقدمة إلى الالتزام بقواعد الاشتباك. وانطلقت قوات الجيش التي سيطرت على مواقع استراتيجية وسط العاصمة متحركة من المحاور كافة حتى وصلت إلى مشروع الهضبة (جنوب طرابلس)، وسيطر الجيش على معسكر حمزة المعروف بـ"معسكر 301" ومعسكر "التكبالي" ومنطقة "التوغاز" شمال غربي العاصمة.
ولم تمر أيام قليلة من شهر يناير/كانون الثاني حتى سيطر الجيش الليبي على واحدة من أهم المدن الليبية الاستراتيجية في المعارك والمعقل السابق لتنظيم داعش الإرهابي، مدينة سرت الساحلية (450 كيلومترا شرق طرابلس)، وسيطر على المعسكرات ومطار قاعدة القرضابية، دون قتال في 6 يناير/كانون الثاني 2020. .
ومثل إعلان الجيش السيطرة على مدينة سرت الإستراتيجية منعرجا هاما في المعركة، حيث تكتسب المدينة أهمية من الموقع الجغرافي، فهي أكثر المدن الليبية امتدادا على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط وداخلها العديد من المنشآت الإستراتيجية مثل مطار القرضابية الدولي وميناء سرت التجاري وقاعدة القرضابية الجوية ويُعد المطار والميناء من أهم المنافذ الرئيسية لليبيا على العالم.
وعلى إثر السيطرة على سرت، اتجه الجيش الليبي إلى مصراتة، وفتح محاور جديدة، أبرزها بوقرين والهيشة والوشكة شرقي المدينة التي تعتبر أكبر وأهم المدن الداعمة للمليشيات الإرهابية والتي تحتوي على ميناءين، بحري وجوي، يستخدمان لاستجلاب السلاح والمرتزقة من تركيا.
**تدخل تركي ودعم قبلي
مع تحقيق الجيش الليبي تقدمات ميدانية في عدة مواقع إستراتيجية استنجدت حكومة الوفاق بحليفتها تركيا، وهو ما ترجم بشكل علني من خلال توقيع مذكرة التفاهم المثيرة للجدل بين حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج والحكومة التركية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وذلك رغم المعارضة الإقليمية والدولية الواسعة لهذه الاتفاقية.
وأفضى التدخل التركي إلى احتدام المعارك التي فشلت كل المحاولات الدولية في احتوائها، خاصة أن تركيا انتقلت من الدعم اللوجستي بالعتاد والسلاح إلى الدعم العسكري المباشر من خلال إرسال ضباط أتراك لتدريب القوات المقاتلة إلى جانب حكومة السراج في مرحلة أولى، ثم الدفع بآلاف المقاتلين المرتزقة الذين استقدمتهم من سوريا للقتال في ليبيا.
ومثل التدخل التركي نقطة إضافية لتراجع شرعية حكومة الوفاق والالتفاف حول الجيش الليبي في معركة استعادة بسط سلطته على كامل الأراضي الليبية، وزاد ذلك من عزلة حكومة الوفاق داخليا وإقليميا ودوليا. فيما تصاعد في المقابل الدعم المحلي للقوات المسلحة الليبية وهو ما أكدته تحركات القبائل الليبية.
حيث أقدمت قبائل من شرق وجنوب ليبيا في 17 يناير/كانون الثاني 2020، على إيقاف صادرات النفط من موانئ "البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة شرق البلاد"، احتجاجا على استخدام حكومة الوفاق عوائد النفط لجلب ودفع رواتب المرتزقة السوريين، والمطالبة بإنهاء الوجود التركي في ليبيا.
واجتمع 4 الآلاف شخص من شيوخ وأعيان القبائل والمدن والنخب الليبية، في 20 فبراير الماضي، فى مدينة ترهونة غرب ليبيا على مدار يومين، للتأكيد على أن ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة وموحدة، موضحين أن بلادهم تعاني انقساما سياسيا وغزوا تركيا وتدفقا متواصلا للمرتزقة والإرهابيين، مؤكدين مقاومتهم للتدخل الخارجي وفي مقدمته الغزو التركي ورفض أي اتفاقية تشكل خطرا على الأمن الليبي.
وشهدت منطقة هراوة الخميس 05 مارس 2020، اجتماعا ضم أغلب شيوخ وأعيان القبائل الليبية لاعلان تأسيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية على مستوى ليبيا. وانتخب شيوخ وأعيان القبائل الليبية الشيخ صالح الفاندي شيخ قبائل ترهونة رئيسًا للمجلس. وتسعى القبائل الليبية لحشد الدعم للجيش الليبي في قتاله ضد الارهاب والغزو التركي.
** هدنة هشة وحسم ينتظر
وفي 12 يناير/كانون الثاني، أعلن الجيش الليبي قبوله للهدنة مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بعد مساعٍ دولية، مع احتفاظه بحق الرد على أي خروقات، وأن محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة ليس له علاقة بأي قرار لوقف إطلاق النار مع المليشيات. وبعد أسبوع من الهدنة، وفي 19 يناير/كانون الثاني، عقد مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي شاركت فيه وفود دولية عديدة دعا لتثبيت وقف إطلاق النار والتصدي للمرتزقة والإرهابيين وتهريب السلاح.
ورغم التوصيات التي خرج بها مؤتمر برلين لوقف إطلاق النار وحظر توريد السلاح إلى ليبيا والدعوة إلى تشكيل لجنة دولية لإنهاء النزاع، تجاهلت تركيا الإرادة الدولية واتفاق برلين وخرقت جميع بنود الاتفاق، حيث أمطرت طرابلس بشحنات أسلحة متطورة. كما أرسل نظام أردوغان الىلاف من مرتزقته الى الأراضي الليبية في خرق واضح لتعهداته.
وزاد التدخل التركي من تأجيج الاوضاع في طرابلس، حيث استمرت الخروقات من طرف المليشيات المدعومة بالمرتزقة واستطاع الجيش الوطني الليبي من منطلق حق الرد على خروقات المليشيات من تحرير العزيزية، مفتاح تحرير طرابلس، في 2 مارس/آذار الماضي، والسيطرة على مقر اللواء الرابع أحد أكبر المواقع العسكرية جنوب غرب العاصمة.
رغم استجابة الجيش الوطني الليبي لدعوة بعثة الأمم المتحدة، ودول غربية وعربية، منتصف مارس/آذار الماضي، بالوقف الفوري لاطلاق النار وانهاء العمليات العسكرية "لأغراض إنسانية"، قصد مواجهة فيروس (كورونا) المستجد، الذي ينشر الرعب والهلع في العالم منذ أسابيع، فقد واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق هجماتها الاستفزازية حيث شنت هجوما مفاجئا على قاعدة الوطية العسكرية.
وكشف آمر غرفة العمليات المشتركة التابعة لقوات الوفاق أسامة الجويلي، عن انطلاق عملية "عاصفة السلام" للسيطرة على قاعدة الوطية الجوية. ونقل المكتب الإعلامي لعملية بركان الغضب، عن جويلي قوله "خلال عملية "عاصفة السلام" قبضت قواتنا على عدد من عناصر "الميليشيات الإرهابية" بينهم مرتزقة أجانب، والعملية تأتي ردا على القصف المتواصل لأحياء العاصمة طرابلس والنقض المتكرر لوقف إطلاق النار"، على حد قوله.
ولكن الهجوم باء بالفشل الذريع، ولم تحافظ المليشيات على مواقعها، فيما تقدمت قوات الجيش وحررت مدن الجميل ورقدالين وزلطن والعسة ومعسكرات المليشيات بها، قرب الحدود التونسية. كما استطاع الجيش الليبي أن يقترب من معبر راس جدير الحدودي، وأن يحاصر المليشيات في مدينة زوارة، أحد أهم مداخل الغزو التركي لتوريد الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا.
ومؤخرا اتجهت حكومة الوفاق بدعم من الطيران التركي المسير الى ارتكاب انتهاكات كبيرة حيث قصف الطيران التركي المسير، فجر الإثنين 06 ابريل، مدينة بني وليد وسط ليبيا، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين. وقالت تقارير اعلامية نقلا عن شهود العيان: إن الطيران التركي المسير شن نحو 11 غارة على منطقتي تنيناي وأشميخ جنوب بني وليد.
كما استهدفت طائرة تركية مسيرة، الأحد الماضي، طائرة شحن تابعة للجيش الوطني الليبي، كانت تحمل مساعدات طبية لمستشفيات المنطقة الغربية. وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش: تم استهداف طائرة شحن بمطار ترهونة أرسلتها الحكومة الليبية لمساعدة مستشفيات المنطقة الغربية، وكانت تحمل الطائرة مستلزمات طبية عاجلة لمكافحة وباء كورونا.
وأكد عضو مجلس النواب علي السعيدي أن استهداف القوات التابعة لحكومة الوفاق لشاحنات الغذاء والدواء وكذلك المحروقات التي ترسلها الحكومة الليبية لمختلف المناطق يدل على الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات الوفاق أمام الجيش الليبي. وأضاف السعيدي في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية "اليوم الشعب الليبي يدرك تمام الإدراك أن حكومة الوفاق وكذلك المرتزقة العثمانيين لن يستطيعون أن ينتصروا على الشعب الليبي والمدعوم بجيشه الذي أوفى بتعهداته مع المجتمع الدولي في الالتزام بالهدنة ولكن لن يبق مكتوف الأيدي أمام هجمات الجماعات المسلحة" مردفا "الشعب ينتظر الانتصار في القريب العاجل على هذه الجماعات المسلحة الإرهابية".
ويشير مراقبون الى ان الجرائم والانتهاكات التي تمارسها حكومة الوفاق بدعم تركي باتت واضحة على المستوى المحلي والدولي وهو ما من شانه تعميق مأزق حكومة السراج التي تعاني أصلا من خلافات داخلية تنبئ بتفكك تحالفاتها مع مليشيات تيار الاسلام السياسي المسيطر الفعلي على مؤسسات الدولة في طرابلس والذراع التخريبي لتركيا في البلاد. ويصر الجيش الليبي على تحرير كامل تراب البلاد ويؤكد مسؤولون عسكريون أن حسم المعارك في طرابلس قادم لا محالة حيث أن انهاء سطوة المليشيات يمثل الطريق الوحيد لاعادة بناء ليبيا.