عاد تنظيم داعش الإرهابي للظهور من جديد في ليبيا، حيث استهدف التنظيم بداية الأسبوع بوابة عسكرية للجيش الليبي في تراغن جنوب ليبيا، بحسب ما أفادت وكالة أعماق التابعه له، الاثنين. وأسفر الهجوم عن تدمير آلية عسكرية للجيش عند مدخل مدينة تراغن.
وقالت وكالة أعماق في منشور تداولته حسابات موالية للتنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي، بأن الهجوم الذي نفذه مقاتلوه السبت الماضي قد أسفر عن تفجير آلية للكتيبة 628 مشاة بمدخل مدينة تراغن جنوب غرب ليبيا.
و نقلت وكالة "رويترز" عن عبد السلام شنقله وهو قائد عسكري بالجيش الليبي في المنطقة قوله، أن المتفجرات خبئت في مركبة تابعة لقوات الجيش الوطني اللييبي، مؤكدا أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا.
هذا الظهور المفاجئ لتنظيم داعش في الجنوب الليبي يتزامن مع تطورات المشهد العسكري والأمني والسياسي العام في البلاد والتدخّل التركي المباشر في الصراع لدعم حكومة الوفاق ضد الجيش الليبي. وهذا التزامن في نظر الكثيرين هو مؤشر آخر على التحالف الواضح بين الإرهاب والميلشيات في مشروعه المعادي للجيش الليبي ولمشروع بناء الدّولة ومؤسساتها الأمنية والعسكريّة، حيث أن هذه التنظيمات لا تعيش إلا في ساحات الفوضى وغياب الدّولة.
هذا التحالف القائم بين حكومة الوفاق والمليشيات المنضوية تحتها والتنظيمات الإرهابية، ترعاه تركيا الراعي الأساسي للحركات الجهادية والإسلامية المتطرفة في المنطقة.
** الطيرة.. إرهابي يقاتل تحت "الشرعية الدّولية":
مؤشر آخر حول هذا التحالف بين حكومة الوفاق والجماعات والعناصر الإرهابية برعاية تركيّة، هو ظهر الإرهابي سعد عبد السلام الطيرة أحد قادة تنظيمي أنصار الشريعة ومجلس شورى مجاهدي درنة المصنفتين منظمتين إرهابيتين يتبعان لتنظيم القاعدة في ليبيا، وهو يقاتل إلى جانب قوات حكومة الوفاق ضد قوات الجيش الليبي في محاور القتال جنوب طرابلس.
الطيرة هو أحد أخطر العناصر الإرهابية المطلوبة محليا ودوليًّا لدى الأجهزة الأمنية، وهو من مواليد حي الساحل الشرقي بمدينة درنة شرق ليبيا عام 1977، ويُكنى داخل التنظيمات المسلحة بـ"أبي الزبير الدرناوي"، ويخوض المعارك ضمن صفوف كتيبة "أبو سليم" الإرهابية بقيادة سالم دربي ويعد عضوا وقائدا ميدانيا بارزا لدى الكتيبة.
وحارب الطيرة في التحالف الإرهابي في درنة رفقة المجرمين الإرهابيين المعروفين المصريين هشام عشماوي وعمر سرور، وقد ظهر في وقت سابق في إصدارات مصورة بثتها الجماعات الإرهابية بالمدينة، وهو يتوعد قوات الجيش الليبي بتنفيذ عمليات إرهابية.وتواجد الطيرة ضمن مجموعة "إبراهيم الجظران" كما تحرك بين مدن (الشاطئ – سبها) لفترة وانتقل إلى جنوب بني وليد ومنها إلى مصراتة، ومنها إلى تاجوراء، وأعلن عن تواجده مؤخرا في طرابلس ضمن المليشيات المسلحة في محور عين زارة ودخل في مواجهات عديدة ضد المواجهات ضد القوات المسلحة الليبية.
حكومة الوفاق الليبية التي تستتر بما تسمّيه "الشرعيّة الدّولية" في ظل غياب أي شرعيّة محلية قانونية أو دستوريّة، وفي غياب الدّعم الشعبي لها وهي تضطر لاستجلاب المرتزقة للدفاع عن وجدوها وعن مصالحها ومصالح المتداخلين معها، تستر أيضًا بالتنظيمات والعناصر الجهاديّة والإرهابيّة في تحالف قائم مثلثه تركيا وحكومة الوفاق والجماعات الإرهابية، وهدفه هو محاربة الجيش الليبي وأي مشروع لقيام الدّولة في ليبيا.
** الرويضاني الإرهابي المنتدب للدفاع عن "مدنيّة الدّولة":
في ذات سياق هذا التحالف الثلاثي القائم، أعلن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، إن وحدات القوات المسلحة في محاور طرابلس، ألقت القبض على الداعشي السوري محمد الرويضاني.
وأوضح اللواء أحمد المسماري، أن الرويضاني المكنى "أبوبكر"،هو أحد أخطر عناصر داعش في سوريا، وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لما يعرف بـ"فيلق الشام". وأشار إلى أن القيادي الداعشي ألقي القبض عليه وهو يقاتل مع مليشيات السراج التي يقودها ضباط أتراك.
وشدد المسماري على أن ذلك يعد دليلا آخر على العلاقة بين الرئيس التركي رجب أردوغان وتنظيم داعش الإرهابي.وتم القبض على المرتزق الداعشي من قبل القوات المسلحة الليبية خلال المواجهات ضد عناصر الميلشيات المنضوية تحت حكومة الوفاق والمرتزقة السوريين في كمين تم نصبه بمعسكر اليرموك مساء السبت.
وقال الضابط في شعبة مكافحة الإرهاب سليمان الجارح في تصريحات إعلاميّة أن الرويضاني، مقيم بمدينة حمص حي بابا عمرو، وهو مطلوب للسلطات السورية في قضايا اغتصاب، كما أنه مطلوب على ذمه عدة قضايا قتل بسوريا آخرها قتل رجل لأجل أن يغتصب زوجته، ثم اختفى لفترة قبل أن يهرب إلى ليبيا. وأوضح الجارح أن التحقيقات الأولية أوضحت أن البويضاني ، يمتلك حسابين على موقع فيسبوك، أحدهما باسم، محمد حمص، والآخر باسم أبو بكر البويضاني.
هذه العملية التي قام بها الجيش حيث تم عرض صور للرويضاني، يعتبرها المراقبون ضربة لتنظيم "داعش" الإرهابي وللجماعات الإرهابية المتحالفة موضوعيا مع حكومة الوفاق الوطني في حرب الجميع ضد الجيش الليبي. حيث سارع تنظيم داعش الإرهابي بعد ذلك مباشرة لإعلان مسؤوليته عن تفجير سيارة عسكرية تابعة للجيش الليبي في مدينة تراغن جنوب غربي البلاد، في ما إعتبره مراقبون ردّ فعل واضح على اعتقال الرويضاني.