أعلن الناطق باسم قوات القيادة العامة، اللواء أحمد المسماري، اليوم الخميس، إعادة تمركز وحدات قوات القيادة العامة خارج العاصمة طرابلس، مع شرط التزام الطرف الأخر بوقف إطلاق النار، في إشارة إلى قوات حكومة الوفاق.
وأكد المسماري في بيان إن القيادة العامة ستستأنف عملياتها وستعلق مشاركتها في المحادثات العسكرية للجنة «5+5» حال عدم التزام الطرف الأخر بوقف إطلاق النار. وقال إن إعلان القيادة العامة يأتي كمبادرة سياسية وإنسانية واستجابة لدعوات بعض الدول والمنظمات المهتمة بالشأن الليبي، وكذلك في ضوء قبول القيادة استئناف المحادثات العسكرية في لجنة «5+5» تحت إشراف أممي ورغبة في إنجاح أعمالها المرتقبة.
وجاء بيان القيادة العامة للقوات المسلحة في ظل حراك إقليمي ودولي لحل الأزمة الليبية ، وبعد اتصالات أجرتها جهات أمريكية وروسية وايطالية وفرنسية وألمانية مع قيادة الجيش وبعد زيارة أداها المشير خليفة حفتر الى القاهرة وتقضي التوافقات باستئناف مسار 5 زائد 5 العسكري حول الإجراءات الأمنية في جنيف وذلك في إطار إحياء مخرجات مؤتمر برلين المنعقد في مايو الماضي ووفق مصادر مطلعة ، فإن القوى الدولية طلبت من قيادة الجيش الوطني الليبي إظهار حسن نوايا بإعادة الانتشار خارج الحيز الإداري لطرابلس ، وذلك لقطع الطريق أمام المحتل التركي الذي يصر على استمرار الحرب بدعوى أن الجيش موجود داخل العاصمة ولا يمكن فتح أبواب الحوار معه ، وأنه قدمت ضمانات بالدفع نحو الحل السياسي.
وقال الناطق باسم الجيش أحمد المسماري، الخميس، أن الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي لتنفيذ تعهداته بشأن الأزمة الليبية .وفي الأثناء ، أعلن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر خلال زيارته إلى مصر التي التقى خلالها عدة مسؤولين عسكريين مصريين، أنه لا مفاوضات مع حكومة الوفاق قبل سحب المجموعات المسلحة والعسكريين الأتراك.وتمحورت زيارة حفتر إلى مصر حول التدخلات العسكرية التركية في الشأن الداخلي، إضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب والهجرة غير القانونية وتأمين الحدود ومناقشة استئناف المحادثات بين الأطراف الليبية 5+5.
وجدد المشير طلبه برفع حظر التسليح عن الجيش، وأبلغ المسؤولين المصريين بتدخل الجيش التركي بشكل مباشر في معارك ليبيا، فيما تتفق مصر مع حفتر برفضها التدخل التركي والتدخلات الخارجية في ليبيا، وضرورة تفكيك المجموعات المسلحة ووقف تزويدها بالسلاح، وأنها لن تسمح بأي تهديد لحدودها الغربية.ويرى المراقبون أن هناك قلقا دوليا واضحا من التدخل التركي، وأن الهدف من دعوة الجيش للانسحاب من طرابلس سحب بساط المبررات من تحت أقدام النظام التركي وطالب السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، المرتزقة الموجودين بالأرضي الليبية بمغادرة ليبيا فوراَ ،مشيرا الى إن النزاع في ليبيا يجب أن يتوقف بشكل فوري.ودعا الدبلوماسي الأمريكي جميع الأطراف إلى الإنخراط في الحوار.
بينما شارك وزير الخارجية المصري سامح شكري، الخميس، في الاجتماع الوزاري للمجموعة المصغرة للائتلاف الدولي لمكافحة داعش عبر خاصية “الفيديو كونفرانس”، والذي دعا إليه وزيرا خارجية الولايات المتحدة وإيطاليا.
وصرح المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المُستشار أحمد حافظ، بأن وزير الخارجية أكد خلال كلمته أنه على الرغم من انشغال المجتمع الدولي بتناول آثار جائحة “كورونا”، إلا أنه يجب ضمان استمرار جهود الائتلاف لكبح طموح تنظيم داعش باستغلال تلك الأزمة الصحية لتنفذ هجمات ارهابية وخلق ملاذات آمنة جديدة.وأوضح “حافظ” أن وزير الخارجية المصري أشار إلى أهمية أن يولي الائتلاف أولوية قصوى لموضوع تنامي خطر تنظيم داعش في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، بالإضافة إلي ضرورة استكمال الائتلاف لجهود هزيمة داعش ومنعه من إعادة تشكيل نفسه في العراق وسوريا، مع الحفاظ على السيادة والوحدة والسلامة الإقليمية للدولتيّن. كما أكد ترحيب الحكومة المصرية ببذل المزيد من الجهود المشتركة مع الحكومة العراقية لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار في العراق وإعادة بناء مؤسساته، منوهاً كذلك بضرورة وقوف الائتلاف بجانب الشعب السوري عن طريق دعم التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة.
كما استعرض وزير الخارجية الرؤية المصرية حول مسألة المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق، موضحاً أن ما حققه الائتلاف في هذا الصدد يُعد مهدَداً نتيجةً للدور الذي تضطلع به تركيا في تجنيد وتدريب ونقل الآلاف من المقاتلين الأجانب من سوريا إلى ليبيا.وفي هذا السياق، شدد الوزير “شكري” على ما تمثله الممارسات التركية من انتهاكات واضحة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن وللأهداف التي يصبو الائتلاف إلى تحقيقها، وهو ما يتعين معه أن يعمل الائتلاف على ضمان عدول تركيا الفوري عن هذه الممارسات والالتزام بواجباتها القانونية، فضلاً عن ضرورة اضطلاع مجلس الأمن ولجان العقوبات المعنية التابعة له بمسئولياتها في هذا الصدد.
وبدورها أكدت الخارجية الروسية على لسان المتحدثة باسمها، ماريا زاخاروفا، الخميس، وجود إرهابيين في صفوف المجموعات المسلحة في ليبيا.وعبّرت، زاخاروفا، عن قلقها إزاء مستجدات الوضع في ليبيا، مشيرة إلى ارتفاع عدد الجرائم المرتكبة على أيدي المجموعات المسلحة في المنطقة الغربية.وتابعت زاخاروفا بأن صفوف مقاتلي الوفاق تضم مسلحين تم نقلهم من سوريا، بمن فيهم عناصر من “جبهة النصرة” المدرجة من قبل مجلس الأمن على قائمة التنظيمات الإرهابية، وهي تنشط الآن تحت تسمية جديدة هي “هيئة تحرير الشام”، محذرة من أن الهدنة الإنسانية التي أعلنها الجيش الوطني على خلفية جائحة كورونا تشهد انتهاكات مستمرة، من قبل الجماعات المسلحة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا فائز السراج لزيارته على عجل بهدف إطلاعه عن نتائج المفاوضات السرية التي جرت خلال الأيام الماضية ، فيما دعت روسيا أحمد معيتيق لإبلاغه بما تم التوصل إليه من توافقات.