أصبح الوضع الوبائي في ليبيا "غير مطمئن" خاصة بعد تسجيل أرقام قياسية متتالية و ارتفاع متواصل لحصيلة الإصابات بالفيروس التاجي المستجد كوفيد 19 مقابل جمود "مقلق و محير" لنسب الشفاء التي تشهد ارتفاعا طفيفا و غير ملحوظ جعل من ليبيا تحتل المرتبة الأخيرة بأضعف نسبة شفاء على الإطلاق عالميا حسب آخر إحصائيات للصحة العالمية.
سجلت ليبيا أمس الجمعة 28 أغسطس، 329 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي حالات الإصابة المؤكدة في البلاد إلى 12,958 حالة إصابة،منها 11,394 حالة نشطة و 1,333 حالة شفاء أي بنسبة 10.29 % و التي اعتبرت الأضعف عالميا، و 231 حالة وفاة أي بنسبة 1.78 %. 

وأصبحت نسبة الشفاء من فيروس كورونا في ليبيا الأق على الإطلاق بعد تسجيل دولة بليز، الواقعة في منطقة أمريكا الوسطى، والتي كانت الأخيرة عالميا  تعافي 93 مصابًا من مرض "كوفيد-19"، من إجمالي 870 حالة إصابة مسجلة في البلاد، بنسبة شفاءٍ بلغت 10.7% تقريبا.

كما تعتبر نسبة الشفاء في ليبيا أيضا الأضعف عربيا و مغاربيا حيث سجلت كل من تونس (40% ( و ليبيا انخفاضا ملحوظا في نسبة الشفاء بينما حافظت المغرب و الجزائر، رغم ارتفاع عدد الإصابات، على نسبة شفاء تجاوزت 70 %  أما موريتانيا فشهدت تطورا ملحوظا لنسبة الشفاء التي فاقت 90% .
الغرب الليبي..تأزم عام شمل الوضع الوبائي

يعيش الغرب الليبي على وقع المظاهرات التي اندلعت منذ 23 أغسطس في مد و جزر مع الحكومة و مع التدخل" السافر" للمليشيات، مظاهرات اندلعت تنديدا بالوضع المعيشي المتردي و انتشار الفساد وانعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء و الماء و الصحة و غيرها إضافة إلى سطوة المليشيات و ترويعهم للأهالي و تعديهم على ممتلكاتهم بالسرقة و الإبتزاز و القتل حتى. فالأزمات تحيط بالغرب الليبي من كل جانب و انتشار كورونا يعتبر تهديدا حقيقيا يزيد الوضع العام سوءا.
تسجيل طرابلس أعلى عدد إصابات في ليبيا حيث بلغت آخر الإحصائيات حسب المركز الوطني لمكافحة الأمراض بليبيا 4,732 أي بنسبة تقارب 40%   من جملة الإصابات بالبلاد. تليها مصراتة بـ 2,414   حالة إصابة مؤكدة أي بنسبة 20%  لتمثل المدينتان معا (طرابلس و مصراتة) نسبة تقارب 60%  من إجمالي الإصابات بليبيا.
و كان وزير الصحة بحكومة الوفاق قد نبه إلى خطورة الوضع منذ بداية شهر أغسطس واصفا إياه " بالغير مطمئن" خاصة بعد انفجار عدد الإصابات في مدة تقل عن الشهرين، كما أكد مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض  بدر الدين بشير النجار، "أن الوضع الوبائي في ليبيا مثلما يلاحظ الجميع في تفاقم، وخاصة في مدينتي طرابلس و مصراتة، وكذلك الجنوب، مشيرًا إلى أن هناك انتشارًا بمعظم المناطق بمدينة طرابلس وخاصة بلدية أبوسليم، وبلدية حي الأندلس، ومنطقة سوق الجمعة. كما أشار النجار إلى أن هناك انتشار على مستوى المناطق في ليبيا حتى وإن كان الكثير من المناطق بها حالات متفرقة وغير متركزة بالمقارنة بطرابلس ومصراتة وبعض مناطق الجنوب، لكن الوضع الوبائي في ليبيا يعتبر متفاقم، على حد تعبيره في آخر تصريحات له حول الوضع الوبائي العام بالبلاد.وضع وبائي ينذر بالأسوأ خاصة مع تردي الوضع العام بالبلاد و ضعف عدد التحاليل المجراة يوميا إضافة إلى تردي البنية التحتية الصحية التي حذرت منها منظمة الأمم المتحدة مرارا و أكدت أنها ستكون الحلقة الأضعف في قدرة ليبيا على مكافحة ومقاومة تفشي فيروس كورونا و يعود ضعف البنية التحتية الصحية إلى الحرب و الصراعات التي تعيشها البلاد منذ سنوات.