يرتبط شهر رمضان لدى التونسيين بتقاليد وعادات كثيرة وتعتبر المدينة العتيقة بالعاصمة تونس أحد أهم مظاهر الإحتفال والبهجة بالشهر الكريم، إذا تصبح المدينة العتيقة ليلا بكل تفاصيلها العريقة المتميزة ومقاهيها ذات الطابع التونسي المميز وحوانيتها المترامية على أطراف الشارع المبلط بالحجارة البسيطة اللامعة، محط رحال شهر رمضان وعبق من لياليه.
دروب متقاطعة جميلة تعج بالحياة تضيئها الفوانيس الخافتة وأصوات الحضرة والمالوف المتسللة من هنا وهناك. مع اختلاط الروائح من البخور إلى رائحة المقروض والحلويات التونسية والعطور التقليدية ورائحة الشيشة بمقاهي المدينة..تمازج غريب منقطع النظير يزيد من جمال المدينة وعراقتها.
في مدخل المدينة من جهة ساحة القصبة مقر الحكومة التونسية وأغلب الوزارات، يتربع جامع الزيتونة العريق الضارب في القدم والحضارة والتاريخ حيث ترفع صلوات التراويح والذكر مضفية روحانية عجيبة على المدينة العتيقة وأحوازها.
فهنا يحط رمضان رحالة بكل تفاصيل العراقة والجمال التونسي ويجتمع الذكر بالسمر في عودة عبر الزمن والتاريخ لا تستطيع أن تعيشها إلا في المدينة العتيقة بالعاصمة تونس.
ومن أبرز التظاهرات التي تقام بالمدينة العتيقة مهرجان "ليالي المدينة" التي تؤثثها سهرات كثيرة ومختلفة تنشطية، موسقية، شعرية ومسرحية وغيرها. و قد استعاد مهرجان المدينة نشاطه في شهر رمضان هذه السنة، إذ ستقام دورته الثامنة والثلاثين من من 7 إلى 25 أفريل/أبريل 2022.
وعقدت الهيئة المديرة للمهرجان برئاسة زبير الأصرم ندوة صحفية،خلال الأسبوع الماضي بفضاء قصر خير الدين في المدينة العتيقة بالعاصمة، كشفت خلالها عن برمجة هذه الدورة التي تتضمن 15 عرضا.
وأفادت الهيئة أن العروض تتوزع على فضاءات النادي الثقافي الطاهر الحداد والنادي الثقافي بئر الأحجار ودار الأصرم ومكتبة مدينة تونس " دار ابن عاشور "، وهي فضاءات كائنة في المدينة العتيقة بقلب العاصمة تونس، بالإضافة إلى برمجة عروض في المسرح البلدي وقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة.