تقدم مؤسسة "إل بوريتو فيليز" أو "الحمار الصغير السعيد" الإسبانية جلسات علاجية مجانية باستخدام الحمير للعاملين في المجال الطبي، الذين يحاربون في الصفوف الأمامية ضد فيروس كورونا المستجد.
يمكن لهذه الجلسات المعروفة باسم العلاج بمساعدة الحيوانات، أن تساهم بالتخفيف من الاضطرابات الجسدية والعقلية، بما في ذلك التوتر والاكتئاب والقلق.
ورغم ارتباط هذا العلاج بالخيول، يقول الخبراء إن الحمير أنسب لمساعدة الاضطرابات العقلية أو العاطفية نظرًا لطبيعتها اللطيفة واحترامها الحدسي للمساحة الشخصية.
مؤسسة الحمار الصغير السعيد تقع في غابة مترامية الأطراف على حافة منتزه دونانا الوطني في الأندلس جنوب إسبانيا، وهي جمعية غير ربحية تضم 23 حمارًا عملت مع مرضى الزهايمر والأطفال الذين يعانون من مشاكل.
وبدأ مشروع "دكتور دونكي"، الذي يعنى بالأطباء، في أواخر يونيو كوسيلة لتوفير فترة راحة للعاملين في الخطوط الأمامية الذين يكافحون الفيروس الذي أودى بحياة حوالي عشرات الآلاف، وترك المسعفين في حالة من الصدمة والإرهاق، وفق "يورونيوز".
يقول لويس بيجارانو، مدير منشأة الحمار الصغير السعيد، إن الفكرة جاءت من كتاب عن الغابات العلاجية في اليابان، حيث يقضي الناس وقتًا بين الأشجار لتقليل التوتر والاكتئاب كبديل للعلاج.
تقول ماري باز لوبيز، أخصائية الأورام البالغة من العمر 31 عامًا، التي يعمل في مدينة خاين الجنوبية وسمعت عن علاج الحمير عبر التلفزيون: "لم نتلق أية مساعدة نفسية رغم أنني أعلم أنها موجودة في أماكن أخرى"، وبعد ساعة من التجول في الغابة مع حمار يدعى ماغايانس، تعترف ماري بأنها تشعر براحة أكبر: "إنها حيوانات تبث الكثير من الحنان وتولد الكثير من الرفاهية العاطفية".
أما مجريات الجلسة المقدمة، فتتضمن جولة للزائر مع الحمار رفقة مرشد، وفي حالات معينة يمكن للزائر العودة عبر الغابة مع الحمار وحده دون المرافق.
وعند العودة إلى المركز الرئيسي، يقوم الزائرون بإعداد الطعام للحيوانات، ثم هناك خيار "حمام الحمير" والدخول إلى الحلبة للاستمتاع بتجربة غامرة مع مجموعة منها.
تقول عالمة النفس ماريا جيسوس أرك، التي قدمت استشارات للمشروع، إن الدراسات تشير إلى أن العلاج بمساعدة الحيوانات يؤدي إلى حدوث تغييرات على المستوى الفسيولوجي، مما يؤدي إلى تنشيط الأوكسيتوسين، الذي له علاقة بالمتعة، وزيادة الإندورفين وتقليل الكورتيزول في الدم الناتج عن الإجهاد.
على الرغم من أن مشروع "الحمار السعيد" كان من المفترض أن يستمر حتى نوفمبر، إلا أن بيجارانو قرر تمديده ويفكر حالياً بإفساح المجال أمام الزوار لقضاء الليل في المركز.