تختلف العادات والتقاليد الاجتماعية من شعب إلى آخر، بعضها يعتبر عادياً والبعض الآخر قد يراه البعض ضرباً من الجنون. و الموريتانيون من أكثر شعوب العالم تمسكا بعاداتهم المتوارثة من قديم الأزل، ويبدو هذا واضحا وجليا من خلال أزيائهم وفي طقوس حياتهم وسلوكهم اليومي، بالإضافة إلي مظاهر الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية. ولتضاريس موريتانيا وطبيعتها الجغرافية المتنوعة أثر كبير في تعدد العادات وغرابة بعضها وظرافة البعض الآخر

"التسمين القسري للفتيات وسيلة لجلب الزوج المناسب" !

يحب الرجال في موريتانيا - خلافا لأغلب الرجال في العالم - الزواج من النساء الممتلئات "السمينات"، ويتحاشون النساء الرشيقات، وكلما أزداد وزنها كانت حظوظ الأم أوفر في تزويجها أبنتها بسرعة أكثر. وينظر إلى ظاهرة التسمين القسري المعروف بموريتانيا تحت مسمي" لبلوح" من منظور اقتصادي أيضا، ذلك أن الفتاة السمينة ترمز إلى الثراء والبعد الاجتماعي المرموق. وتقوم الامهات بإيجار مربية للسهر على  إجبار بناتهن على  زيادة الوزن بسرعة حيث تخضع البنت من سن 5 سنوات لبرنامج خاص لتضخيم الوزن بسرعة حتى تصل في سن 15 عاما - وهو السن المناسب للزواج- الوزن 80 كيلوغرام .- ويكون برنامج تسمين الفتيات أساسا في فصل الخريف من كل عام، وهو موسم تساقط الأمطار في موريتانيا حيث يتم نقلهن إلى البوادي البعيدة عن المدن حيث تكثر ألبان الماشية والبقر ويتم إجبارهن تحت التعذيب والإكراه على تناول كميات كبيرة من الألبان وتناول أطعمة مليئة بالدهون ومنعهن من ممارسة أي نشاط بدني يمكن أن ينقص الوزن أو يؤثر علي عملية التسمين وهكذا يتم تقسيم يومهن ما بين الأكل والشرب والنوم.

"العقود الرسمية للزواج في موريتانيا تحرم التعدد"

عقد الزواج في موريتانيا ينفي إمكانية تعدد الزوجات ! تتضمن عقود الزواج في موريتانيا شرطا مهما، يعتبر من أركان العقد حيث يشترط على الزوج ألا يتزوج للمرة الثانية ومعظم العقود تتضمن شرط "لا زوجة سابقة ولا لاحقة" وهو ما يعني فسخ الزواج مباشرة بعد زواج العريس من أي امرأة أخرى. ويحرص أهل العروس على كتابة هذا الشرط وقت تحرير عقد الزواج بهدف ضمان السعادة للفتاة وسلامة حياتها الزوجية مما يمكن أن تعاني منه في حالة وجود الضرّة، ويلقى هذا الشرط قبولاً كبيراً في المجتمع الموريتاني، وتعتبره المنظمات الحقوقية انتصاراً لحق المرأة في الزواج دون شريكة. بينما يفسر المهتمون سكوت السلطات عن هذا الشرط وقبولها به بأنه رغبة في القضاء على ظاهرة تعدد الزوجات والمشاكل المترتبة عليها، رغم عدم وجود نص قانون يسمح بوضع هذا الشرط في عقد الزواج.

الموريتانيات يحتفلن بالطلاق !

لا مجال للحديث عن وصمة عار اجتماعية بسبب فشل الزواج في موريتانيا التي تحتفل نساؤها بـ"طلاقهن"، تماما كما تحتفلن الزواج. ومن العادات التقليدية الراسخة أن تحرص الأسر، لا سيما الأمهات والأخوات، على استقبال المطلقة حين تعود من بيت زوجها بالزغاريد، لدعمها لئلا تشعر بالفشل. ويعود احتفال الموريتانيات بالطلاق لافتخارهن بعدد المرات اللاتي تدخل فيهن المرأة عش الزوجية والذي هو أكبر برهان على جمالها وحسبها وأنوثتها مما خولها استقطاب المزيد من الأزواج. وتختلف طقوس الاحتفال بالطلاق حسب الطبقة الاجتماعية والمستوى المادي لأهل المطلقة، حيث تقيم بعض المطلقات حفلاً أشبه بالعرس يحضره الفنانون والمقربون، بينما تكتفي بعضهن باستقبال الصديقات والقريبات ويتم فيه الحديث أساسا عن تجربة المطلقة القادمة وعن مواصفاتها للفارس المقبل.

"ختان البنات عادة  تجتاح أرياف موريتانيا"

يعتبر ختان البنات من العادات الغريبة المنتشرة في الريف الموريتاني  وتعتبر هذه الظاهرة من أشكال العنف الأكثر خطورة ضد المرأة في موريتانيا، شأنه شأن التسمين القسري للفتيات الصغيرات لتأهيلهن للزواج المبكر، حيث يمثل هو الآخر نوعا من أنواع العنف الذي لا زال يمارس بحق المرأة الموريتانية.

وتفيد إحصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية أن نسبة ختان البنات بلغت %72، في حين ترتفع تلك النسبة في المناطق الداخلية حيث تفرض التقاليد والعادات سطوتها داخل المجتمعات المحافظة

ويعتبر الباحث "العالم ولد السالك" أن الختان مازال من أكثر الممارسات المضرة بالفتيات شيوعا في موريتانيا، رغم أنه أصبح موضوع سجال كبير في المجتمع. ويضيف "نسبته بلغت 72%، وترتفع أكثر في الأوساط الريفية لاسيما في الولايات الأربع الأكثر احتضانا لهذه الممارسة شرق وجنوب البلاد.

اما الباحث "الشيخ ولد بادي"فقال إن  سبب وجود ظاهرة الختان في المجتمع الموريتاني هو خوف بعض الأسر المحافظة  على بناتها من الفضيحة وبالتالي يعمدون الي ختان بناتها من أجل إضعاف رغبتهم الجنسية رغم المخاطر المترتبة عن هذه الظاهرة