تدور الأزمة الليبية في حلقة مفرغة قد تبدو للمواطن البسيط انها ازمة ازلية لن يتم حلها قريبا فبتعاقب المبعوثين على ليبيا، وبصدور دستور راه الكثيرون أن معيب، وما تفعله بعض الدول في تدوير الازمة الليبية لصالحها، تتوالد جملة من الأسئلة في راسه قد يناقشها حتى في طوابير الخبز ولن يجد لها حلا في هذا الحوار البسيط مع الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحسين التهامي حاولنا الحصول على إجابة لما يدور حولنا من أحداث:
في البداية يجيبنا حول هذا السؤال وغيرها من الأسئلة الكاتب والمحلل السياسي أحمد التهامي في الحوار الآتي:
لا أعتقد ذلك ...ومع إن كل الاحتمالات تظل مفتوحة ولا يمكن استبعادها بشكل كامل إلا إنني أرجح أن يلجأ المبعوث الجديد إلى العمل على استكمال ما توصلت إليه ستيفاني بدل أن يعود لمعالجة مشكلات تم الانتهاء منها؛ كما أن الأمين العام غوتيرش أشاد بما توصلت إليه ستيفاني؛ ولكن يبدو لي إن الضجة المثارة في غرب البلاد والمطالبة غير المفهومة ببقاء ستيفاني سببها الإحساس انهم يفقدون صديقا لطالما عمل لمصلحتهم في نفس الوقت الذي تتغير فيه موازين القوى العالمية من حولهم ويستعد فيه الحلفاء لتغيير مواقفهم وذلك هو سبب الهلع الخوف من الخسارة.
كيف رأيت اتفاق مجلسي الدولة والنواب في الغردقة المصرية على ‘جراء الاستفتاء على مسودة الدستور الذي أعدته الهيئة التأسيسية ؟!
الحقيقة إن كل مشروع ما يسمى بالدستور في ليبيا يدفعني إلى الضحك بألم بسخرية فقط؛ فالتاريخ يخبرنا إن الرئيس المصري المخلوع في ثورة 2011م كان عنده دستور ولا أروع، وكذلك زين العابدين، لذلك استغرب ما الذي يدفع بعض الليبيين إلى الظن إن الدستور سيكون فعالا ومؤثرا في الحياة العامة في ليبيا؟! التاريخ أيضا يخبرنا إن الدساتير القوية الفعالة المؤثرة هي نتاج لقوى اجتماعية فعالة ومؤثرة، هي صفقة بين طبقات لم تنمو بعد في ليبيا، لذلك أراها مسارا عبثيا جدا وأرجح أن الهدف من الاتفاق تأخير إجراء الانتخابات المزمعة في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم، فالمدد القانونية التي تطلبها إجراءات الاستفتاء تقتضي وقتا يصل إلى منتصف العام 2022م، وهكذا فان مطلبا صغيرا وتافها يعيق عملا وطنيا ويعطله.
وعن إمكانية تقييم الدور التركي في ليبيا في هذه الفترة؟
يقول: تركيا نجحت في تعطيل مسيرة إعادة بناء الدولة في ليبيا عبر دعمها للقوى المشتتة التي تسيطر على مناطق في طرابلس وبقية غرب البلاد، وهي اليوم في سياق اعتماد استراتيجية دفاعية انسحابيه ليس في ليبيا فقط، بل في سوريا قبل ليبيا وهي الأكثر أهمية للأمن القومي التركي فمطالب تركيا بحماية خط حدودها الجنوبي من تواجد الأكراد حتى لا يمتد أثرهم إلى الداخل التركي هو ما دفع تركيا إلى التدخل في ليبيا قصد مساومة روسيا لتحصل على ضمانات في الشمال السوري تسمح لها بمراقبة تحركات الاكراد، وحين يئست من الحصول على هذه الضمانات لجأت إلى حشد قواتها في جبل الزاوية في الشمال الغربي السوري، وبدأت تفكر في مفاوضة الرئيس الأسد وهذا يعني قرب انسحابها من ليبيا.
دائما ما يهم المواطن البسيط والمطحون هو سؤال وحيد ألا وهو هل ثمة في الأفق حل قريب للازمة الليبية؟
نعم، أتوقع أنه ثمة مبادرة مصرية تحظى بقبول روسي يتم الآن طبخها وستظهر قريبا إلى العلن والزيارات المصرية الأخيرة إلى بنغازي وطرابلس هي في إطار التجهيز لهذه الصيغة.
وأخيرا سألناه عن إمكانية حدوث تغيير في السياسة الأمريكية تجاه ليبيا بعد دخول بايدن إلى البيت الأبيض ؟!
من المبكر توقع حدوث تغير فبايدن يحتاج إلى أكثر من ستة أشهر قبل أن يعلن ملامح عامة لسياساته في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وفي اعتقادي فإن الموضوع الليبي لن يحظى بأي اهتمام أمريكي وسيقل التركيز الأمريكي عليه مادام ثمة حل يرتب للازمة الليبية؛ وفي كل الحالات لن يتجاوز الاهتمام الشكلي ولن يصل إلى مستوى الأداء السياسي الأمريكي في الشهور الأخيرة لرئاسة ترامب حيث كان ثمة بحث عن انجاز للقول بالتصدي لروسيا في ليبيا.