قال المحلل السياسي الليبي أحمد العبود في تصريحات لبوابة إفريقيا الإخبارية، إن المنطقة ستعرف منعرجا جديدا، بعد حادثة شارلي ايبدو، واعتبر أن ما تسميه وسائل الإعلام الغربية ب11" سبتمبر فرنسي"، ستكون ارتداداته في منطقتنا العربية.
وردّ العبود في سؤال عن هذه التداعيات بالقول، حقيقة أنا متخوف من انعكاسات هذه الهجمات على بلدان المغرب العربي، بشكل عام وعلي ليبيا بشكل خاص ، ففرنسا قد حذّرت في العديد من المناسبات السابقة من تنامي الخطر الارهابي وفوضى المليشيات والسلاح في ليبيا، ومردّ تخوفي هذا، أن تكون مقدمة لتدخل فرنسي أوربي في ليبيا علي غرار ما وقع في 2011 . يضاف إلى ذلك شكوى دول إفريقية وتخوفها من الوضع في ليبيا مثل تشاد و النيجر. والجنوب الليبي في نظر الفرنسيين أصبح حاضنة وملاذا للتنظيمات الإرهابية ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وداعش وشقيقاته من أنصار الشريعة الفارّة من الحرب في شمال ليبيا وعلى وجه التحديد بنغازي. في اعتقادي هجمات شارلي ايبدو والمحل اليهودي سوف تكون الحجة للتدخل الفرنسي وله سنده الشرعي
وسوف تؤيد إيطاليا وإسبانيا هذا التدخل، بعد أن تردّدت في الآونة الأخيرة.و طبعا مثل هذا التدخل لن ترفضه الولايات المتحدة وبريطانيا
منعطف خطير
وقال المحلل السياسي الليبي، نحن أمام منعطف خطير جدا،فالغرب يدفع فاتورة تخليه عن ليبيا بعد سقوط نظام القذافي، فهو لم يساعد ليبيا في بناء مؤسسات الدّولة الدفاعية و الأمنية.وغضّ الطرف عن توغل وتمدّد التنظميات الإرهابية من القاعدة وداعش وغيرها. ليبيا أصبحت مرتع للجماعات الارهابية والتنظيمات والمليشيات وعصابات الجريمة المنظمة التي تنشط في تجارة الرقيق والمخدرات والهجرة غير الشرعية، و الغرب مسؤول مسؤولية قانونية وأخلاقية عما يحدث في ليبيا. على الغرب التخلي عن سياسته القديمة ومراجعة سياسته في دعم تمكين الإسلاميين.
ما المطلوب؟
يعني، هل سنشهد تحولات في العلاقة بين الحكومة الليبية و الغرب و حتى العرب في ما يتعلق بالإرهاب خاصة بعد أن تخلى عنها الجميع في الفترة الماضية؟ بوضوح هل سيتم دعم الجيش الليبي في محاربة الارهاب في ليبيا؟
على الغرب إجراء مراجعة شاملة لحساباته في ليبيا وأن يدعم البرلمان المنتخب والحكومة المنبثقة والجيش الليبي في حربه على الإرهاب صراحة وعلنا وعليه أن يرفع الحظر المفروض علي تسليح الجيش الليبي، حتى يتمكّن الجيش الوطني من محاربة الإرهاب حتى دون تدخّل خارجي. المطلوب هو دعم الجيش و ليس التدخّل الخارجي، لأن نماذج الحرب على الإرهاب التي خاضته الدّول تقودنا إلى القول بأن التدخل الخارجي العسكري على الأرض كانت فاشلة ففي أفغانستان والعراق والصومال و حتي التحالف الدولي الذي يحارب داعش اليوم يمر بعثراث. و في المقابل نجحت التجربة المصرية والجزائرية والسعودية في الحرب على الإرهاب لكونه استند على جيش وطني ومؤسسات سياسية راسخة وشرعية وتأييد شعبي.
مصير المهاجرين
الارتباط المغاربي ، بشمال المتوسط قديم و وثيق، خاصة في علاقة بالمهاجرين، فأي مصير للمهاجرين، في ظل وجود يمين متطرف صاعد في كل أوروبا؟
يقول أحمد العبود، أتوقع تشديد الإجراءات الأوربية اتجاه المهاجريين ترافقه أصوات يمينية عنصرية سوف تستغل أجواء الشّحن الإعلامي ضد الإسلام وضدّ العرب المغاربة، لتضغط في هذا الاتجاه المتشدد. المستفيد الأكبر هو اليمين الفرنسي المتشدد والخاسر الأكبر هم ملايين العرب المغاربة و الأفارقة الباحثين عن فرص عمل والباحثين عن تصحيح أوضاعهم في فرنسا.