التقى الرئيس التركي رجب أردوغان برئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ، في إسطنبول، لتدارس آخر المستجدات في ليبيا و تعزيزعلاقاتهما الثنائية وبحث القضايا الإقليمية حسب الصحف التركية. وقالت الرئاسة التركية ، إن أردوغان أعلن خلال الاجتماع أن تركيا "ستواصل الوقوف في تضامن مع حكومة الوفاق،  وأكد مجددا أن أولوية تركيا هي استعادة الاستقرار في ليبيا دون تأخير"، مضيفا أن "السلام والاستقرار في ليبيا سيفيدان جيرانها والمنطقة بأسرها ، بدءا بأوروبا" ، و "على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حاسم في هذا الصدد".

وبالتزامن مع زيارة السراج لإسطنبول، وقعت وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية اتفاقية نوايا حسنة مع مصرف ليبيا المركزي لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات الاستثمار وريادة الأعمال والتكنولوجيا.و قال وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارانك "إن تركيا وليبيا تواجهان تهديدات عدة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وإنهما تخوضان نضالا معا ضد التهديدات المشتركة". وأكد ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين البلدين "لترسيخ هذا النضال المشترك بشكل أكبر، لا سيما بعد التقدم المحرز في المجالين العسكري والسياسي"، مضيفا أن الوقت قد حان للمضي قدما في التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا وريادة الأعمال والموارد البشرية عبر مشاريع ملموسة.

و منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 ، ابتليت ليبيا بالصراعات و التدخلات الأجنبية و عجت البلاد بالمليشيات و المرتزقة  و أعلنت تركيا علنا دعمها لحكومة الوفاق و قامت بحشد المرتزقة و السلاح نحو التراب الليبي متجاوزة كل الإتفاقيات العالمية التي تمنع ذلك. كما وقعت أنقرة اتفاقيات بحرية وأمنية مع حكومة الوفاق الوطني العام الماضي وزودتها بطائرات مسيرة .

في 21 أغسطس ، أعلنت السلطات المتنافسة في ليبيا بشكل منفصل الوقف الفوري لإطلاق النار وتنظيم انتخابات عاجلة  في البلاد التي تعاني من سنوات الصراع ، وهي مبادرة أشادت بها الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية والغربية. وقد انطلقت مشاورات جديدة " جادة" بين جميع الأطراف أمس الأحد في بوزنيقة المغربية بين وفدي المجلس الأعلى للدولة والبرلمان الليبي في طبرق.

وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء،  أن الهدف من الاجتماع هو "الحفاظ على وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لإنهاء النزاعات بين الأطراف الليبية". جاء الاجتماع بين الهيئتين بعد زيارة رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للمغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية. كما ، قامت نائبة الممثل الخاص للأمين العام ، ستيفاني ويليامز ، بزيارة عديد الدول الإ فريقية من ضمنها المغرب  في إطار مشاوراتها مع الأطراف الليبية والشركاء الإقليميين والدوليين لإيجاد حل للأزمة الليبية.

وجرت المشاورات الأولية خلال اليومين الماضيين حول توزيع المناصب السيادية على الأقاليم الليبية الثلاثة، ضمن مخطط لإعادة تشكيل السلطات المركزية وفق مخرجات مؤتمر برلين، حسب الصحف المغربية.كما يتم النظر في تعيين محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي، ونائب عام ومسؤولين جدد في النيابة العامة، وكبار المسؤولين في ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية وهيئة مقاومة الفساد.

في الوقت ذاته تراقب تركيا تطورات المباحثات الجديدة وتواصل مشاوراتها و مباحثاتها مع السراج و توقيع اتفاقيات لا شأن للأطراف الليبية التي تبحث عن حل جذري للصراعات بها، كما تواصل دعمها العسكري وإرسال الأسلحة والمرتزقة من الفصائل السورية الموالية لها في خرق واضح لرغبة الأطراف الليبية في حلول سياسية لا عسكرية.