ما إن وقعت حادثة تفجير القنصلية الإيطالية حتى بدأت التساؤلات حول الهدف من استهداف إيطاليا تحديدا، أو على الأقل أولوية استهدافها لدى التنظيمات التكفيرية.

مؤيدو التنظيمات الدينية، حسب موقع البوابة المصري، احتفلوا على مواقع التواصل الاجتماعي باستهداف القنصلية الإيطالية، مشيرين إلى الأهمية الرمزية لسفارة روما المدينة التي وعد الله ورسوله عباده المؤمنين بفتحها بعد مدينة القسطنطينية التي فتحها الأتراك عام 1453م.

ومع أن الحديث الشريف الذي بشّر بفتح القسطنطينية لم يشر بشكل صريح إلى فتح روما، إلا أن الجماعات الدينية بشكل عام لعبت على شعور كثير من الشرائح المستهدفة للتجنيد في صفوفها، استنادا إلى تلك النبوءة، وهي أن زمن الفتح الإسلامي سيعود وأن جماعة المسلمين -المتمثلة في جماعتهم بالضرورة-ستقوم باحتلال أوروبا والوصول إلى روما، وذلك بعد أن هيمن هؤلاء الغربيون على المسلمين حينا من الدهر، ومن ثم فإن الانضمام إلى التنظيم هو الخطوة الأولى لعودة الأمة الإسلامية قوية وهزيمة الغرب وعودته ذليلا كما كان.

التفسير الثاني لاستهداف القنصلية الإيطالية دون غيرها مرتبط بالمجموعة التي قامت بالتنفيذ، وطبيعة ارتباطاتها التنظيمية والجغرافية، فالمرجح هو قيام تنظيم «المرابطون» بتنفيذ العملية، وهو تنظيم ينشط في شمال إفريقيا وليبيا على وجه الخصوص، ويتزعم فرعه المصري هشام عشماوي، ضابط الصاعقة المصري المفصول من القوات المسلحة، أما القائد العام للجماعة فهو مختار بلمختار، الذي ترددت أنباء عن مقتله منتصف الشهر الماضي.

ويأتي استهداف القنصلية الإيطالية، وفق هذا التحليل، للعداء الشديد بين إيطاليا وتنظيمات الشمال الإفريقي، خصوصا في ليبيا، حيث تعتبر تلك التنظيمات «روما» عدوها اللدود الذي يسعى للقضاء عليها عبر دعم خصومها اللوجيستي أو بالقيام بعمليات مباشرة تستهدف قادتها ومعسكراتها.

أما التفسير الثالث فهو أن القنصلية الإيطالية لم تكن مستهدفة في حد ذاتها، وأنه ربما كان يوجد هدف آخر ربما تكشف عنه التحقيقات في قادم الأيام.