لاتزال الأطماع التركية التي عبر عنها أردوغان الإثنين الماضي تثير موجة عارمة من سخط وغضب الليبيين الذين رأوا فيها تحديا لسيادة دولتهم وتعديا على كرامتهم الوطنية 

وفي هذا السياق دعا  رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي  طلال الميهوب جامعة الدول العربية الى اتخاذ موقف حاسم إزاء تصريحات  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول ليبيا وسوريا

وقال الميهوب في تصريحات له ،  أن أردوغان واهم عندما ينظر إلى ليبيا من الزاوية العثمانية،لافتا إلى أن الليبيين ليسوا خونة تابعين مطيعين لما يقول

وأضاف  أن الرد الأنسب على أوهام أردوغان هو القضاء على مليشياته الإرهابية وتحرير العاصمة منها.

وكان الرئيس التركي أوضح الإثنين الماضي ان الاتراك يتواجدون في ليبيا وسوريا من أجل حقهم  في جغرافيتهم احتراما لارث الأجداد ،فهم من نسل “يونس أمره” في اشارة الى القاضي العثماني الشهير.

ووصف أوردوغان بلاده تركيا بوريث الامبراطورية العثمانية،مشيرا الى سعيه لاحياء  ما وصفه بالمجد القديم للأتراك .

و أكد عضو مجلس النواب الليبي  سعيد مغيب ، أن  “المليشيات تجمعت في طرابلس تحت مسميات مختلفة وتحت أجندات مختلفة سواء عرقية أو مناطقية وإرهابية، وبينها من له أطماع سياسية كتنظيم الإخوان الإرهابي الذي يتحصل على تمويل خارجية  ويطمع أن تكون ليبيا في قبضته”.

وأوضح ، في تصريحات له ، أن “لتركيا مخططا للسيطرة على شمال أفريقيا العربي رغم أن الشعب المصري أفسد ذلك المخطط حتى الآن” ،لافتا الى أن ” ليبيا أصحبت قاب قوسين من تطهير العاصمة للتمهيد لعودتها إلى قلب الوطن وبالتالي بعد تحرير كامل ترابها ومن ثم الوصول إلى المصالحة الوطنية وبناء الدولة المدنية”.

وأبرز عضو مجلس النواب، محمد العباني، عدم رغبة الليبيين في حضور تركيا لمؤتمر برلين الدولي، المزمع عقده بشأن ليبيا، باعتبارها طرفا مباشرا في الصراع الليبي ومشيرا إلى أهمية القضاء على المجموعات المسلحة، لأنه لا يمكن بناء الدولة المدنية في ظل وجودها على الأرض، مطالبا بضرورة اعتبار مجلس النواب المنتخب من كل الليبيين الشرعية السياسية الوحيدة في البلاد، واعتبار اتفاق الصخيرات وثيقة غير دستورية، لعدم شرعنتها محليا.

و أعرب عضو مجلس النواب علي السعيدي عن رفضه لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص ليبيا ، لافتاً إلى أن تاريخ الدولة العثماني في ليبيا لم يكن مشرفا

ووجه السعيدي  رسالة إلى أرودغان، قال فيها إنه« لا مكان للأتراك في ليبيا بعد الدمار والقتل الذي دعمتموه خلال السنوات التسع الماضية» مؤكدا  أن ليبيا لن تسمح لأردوغان بالعودة من جديد لأن الأتراك يقومون على نشر الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد ويستبيحون دماءهم في سبيل تحقيق مصالحهم فهم لم يزرعوا يوما شجرة في ليبيا ولم ينشئوا مدرسة بل كانوا ينشرون دائما الجهل والتخلف والقتل.

كما أدان عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول أحقيته بالبقاء في ليبيا.

وقال الدرسي، أن هذه التصريحات تعكس أطماعه، مشيرا إلى أن الدولة العثمانية التي يتحدث عنها أردوغان تنازلت عن ليبيا والليبيين لإيطاليا بموجب معاهدة أدرنة التي وقعت عام 1912 وتركت الشعب الليبي آنذاك بدون سلاح وعتاد يواجه الاستعمار الإيطالي.

ووجهت  مجموعة أبناء ليبيا  بيانا الى   أمين عام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من خلال مبعوثه الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، قالت فيها إن تصريحات أردوغان ما كانت لتكون لولا ما وصفها البيان بـ “بقايا” السلطة الحاكمة في طرابلس مع حلفائها الإسلاميين المتحالفين مع تركيا ، وفق نص البيان ، محذرة من مغبة هذه التصريحات ومن محاولة فرضها كأمر واقع على الأرض مطالبة الأمين العام بإدانتها صوناً لحق الشعوب على أراضيها كما حذرت من تداعيات هذه التصريحات والمشاريع على المجتمع الليبي من خلال إثارة النعرات القومية والعنصرية.

وقالت المجموعة التي تضم عدداً من الدبلوماسيين السابقين والأكاديميين والنشطاء «تابعنا كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح منتدي ( تي آر تي ) بمدينة اسطنبول وما جاء فيها من خطاب استعماري صريح، ادعى فيه المتحدّث بما أسماه حق بلاده المزعوم في بلادنا ليبيا، وهو ما يهمنا بالمقام الأول، إضافة لحقّها في عدة دول بينها الجمهورية العربية السورية، ضمن ما يعتبره جغرافية سلطنتهم العثمانية القديمة »

وجاء في البيان « إننا إذ نرفض تماماً ما جاء في هذا الحديث الذي أرغى وأزبد فيه أردوغان عن ما أسماه حق بلاده المزعوم في إحياء إرثها في بلادنا ومنطقتنا، وهو الذي لا نذكره كمواطنين ليبيين إلا كإرث ملطخ بالدم والتفقير والتجهيل والضرائب والسلب والنهب، ودكّ القرى بالمدافع، وقتل الآلاف من أجدادنا، كما يفعل اليوم مع أبنائنا بطائراته المسيّرة في طرابلس وضواحيها، وكما فعل أجداده سابقاً في مذابح العرب والأكراد والأرمن وشعوب البلقان.

فإننا نعتبر ما جاء في حديثه، كاشفاً للنقاب عن نواياه الحقيقية القديمة الجديدة، بإقامة خلافة مزعومة في بلادنا عبر جيوشه المتطرفة من دواعش وقاعدة وإخوان، في ظل حكم حلفائه من بقايا السلطة العاجزة غير الشرعية المتمترسة مع إسلامويها خلف سكان طرابلس، ومؤسساتها المالية التي تُنهب جهاراً نهاراً بتحويل مقدرات الليبيين من ذهب وعملة أجنبية إلى المصارف التركية، دعماً للإَاقتصاد التركي المهلهل » وفق نص البيان

وأضاف البيان « إن ما جاء في خطاب أردوغان يعد مخالفة واضحة وفجة لميثاق الأمم المتحدة، وتعدياً صارخاً على سيادة بلادنا التي يطمح المعني بجعلها مسرحاً لهكذا مشاريع مشبوهة، إضافة لما حمله من إثارة لنزعات عرقية وقومية ستكون آثارها مدمرة على بلادنا ومجتمعنا . وفي هذا الصدد نود التعبير عن مخاوفنا من ترسيخ هذه الأطروحات عبر تزايد الوجود العسكري التركي العدواني غير المشروع في غرب بلادنا، ومن استخدام  اجتماع برلين  المزمع عقده حول الوضع في ليبيا لترسيخ التدخل التركي في بلادنا.ولذلك نطالب بإقصاء تركيا عن اجتماع برلين، بعد إعلان رئيسها عن نواياه الإمبريالية بكل وضوح »

صلف إستعماري

بدوره  عبّر مجلس مشايخ ترهونة، في بيان صادر عنه عن استنكاره الشديد لما ورد في كلمة أردوغان، حيث كما طالب المجلس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأن تعمل على إيقاف الصلف التركي الاستعماري.

ودعا المجلس كافة القبائل الليبية بأن تدرك حقيقة ما يجري على الساحة الليبية من دعم تركي لجيشها في طرابلس المتمثل في الدواعش والقاعدة والإخوان في ظل حكم حلفاء تركيا من بقايا السلطة العاجزة وغير الشرعية في طرابلس.

كما دعا  كافة الجمعيات والمؤسسات الأهلية، والتجمعات السياسية إلى إصدار البيانات الرافضة لسياسة أردوغان الاستعمارية ، لافتا إلى أن المنظومة الدولية وفقا لمعاهداتها وقوانينها وأعرافها تقبل بمثل هذا الخطاب المتخلف الذي يعد في حقيقته كافي لارتكاب أردوغان جرائم ضد الإنسانية.

وختم مجلس مشايخ ترهونة بيانه، بالتشديد على أن خطابات أردوغان لن تثبط الجميع من عزائمهم لمواجهة هذا الاستعمار.

كما اعتبرت اللجنة التأسيسية للنقابة الوطنية للصحفيين الليبيين، كلمة الرئيس التركي، رجب أردوغان، والتي ادعى فيها حق بلاده المزعوم في ليبيا، انتهاكا صارخا وفاضحا لسيادة الشعب الليبي، وتكشف عن السياسة الاستعمارية التي ينتهجها حزب العدالة والبناء التركي، وتعيد إلى الأذهان الحقبة الاستعمارية المؤلمة للدولة العثمانية في ليبيا.

ووجهت اللجنة التأسيسية في بيان لها أمس، رسالة إلى كافة الصحفيين الأتراك، بأن مثل هذه التصريحات الاستعمارية المتخلفة تزيد من حالة النفور والكراهية تجاه الحكومة التركية، ورئيسها، مؤكدة على ضرورة أن يعمل الصحفيون والإعلاميون الليبيون على كشف التاريخ العثماني البغيض، وما اقترفه في حق ليبيا، والعمل على كشف النوايا الاستعمارية لأردوغان.

ووصف  “الحراك الوطني من أجل ليبيا” تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بانتهاك السيادة الليبية.

وقال الحراك في بيان،  إن” تصريحات أردوغان أظهرت خبايا نواياه الاستعمارية وادعاءه بحقوق دولته في أوطاننا، ونيته في إعادة إحياء تلك الحقبة الاستعمارية المقيتة، التي جلبت لنا التخلف والاستبداد على مدار مئات من السنين” ، مؤكدا أنه يقف إلى جانب جميع الليبيين في استنكارهم وتنديدهم لتصريحات أردوغان التي اعتبرها “تعديا صارخا”، مطالبا كافة الليبيين “للوقوف صفا واحدا في وجه هذا التعدي السافر”.

وكان أردوغان صرح الإثنين الماي   في منتدى “تي ار تي” بالقول ” إن تركيا تتواجد في ليبيا لأن هذا حقها وحق إخوانها في المستقبل.. ولنشارك القدر مع إخواننا.. وتركيا تتواجد في كل جغرافيتها القديمة لها وتقدم المساعدة لكل من يطلب منها ذلك”.