رأى الباحث المغربي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبدالله أبوعوض الحسني، أن تفعيل دور الاتحاد المغرب العربي يمكن تحقيقه عن طريق الإيمان السياسي بفكرة الاتحاد.

وقال الحسني في حوار مع "بوابة إفريقيا الإخبارية"، "لا يمكن الحديث عن اتحاد بين دول جيران في الجغرافيا، أعداء في التوجهات السياسية، وقد يكون للدبلوماسية العربية الدور الأهم في خلق توافق يحفظ مصالح دول المغرب العربي، وفي نفس الوقت يرفع مردودية التبادل والتقارب بين دول الاتحاد"، مشيراً إلى أنه ومن آليات التفعيل، تثمين وظائف المجتمع المدني داخل هذه الدول لتشكل دبلوماسية موازية، ترفع الحرج عن حكومات الدول التي قيدت بالمصالح الغربية خاصة.. وإلى نص الحوار

-هناك دلائل واضحة عن مدى احترام وتقدير الشعوب المغاربية لبعضها البعض.

-للدبلوماسية العربية الدور الأهم في خلق توافق يحفظ مصالح دول المغرب العربي.

-دول الاتحاد المغاربي ليست بمنأى عن مطامع الدول التي سبق وأن استعمرتها.

-ندعو لوجود إرادة سياسية قوية وفاعلة تروج للمصالح المشتركة بين دول الاتحاد المغربي.


ما تقييمك للعلاقات الدولية فيما بين دول المغرب العربي؟ 

يمكن تقسيم طبيعة هذه العلاقات إلى قسمين، علاقة شعب، وعلاقة دولة. 

فالعلاقات بين الشعوب المغاربية ليس لها أي طابع عنصري أو اقصائي، بل بالعكس، هناك دلائل واضحة عن مدى احترام وتقدير هذه الشعوب لبعضها البعض، ومن أمثلة ذلك الشعب المغربي والجزائري الذي ارتبط التقارب بينهما تاريخياً لدرجة المصاهرة. 

أما من حيث علاقة الدول كترجمة للممارسة السياسية، فإن هذه العلاقات تعرف قمة التربص ببعضها، والبحث عن تقويض أي مساهمة يمكن أن ترفع من المردود الاقتصادي والاجتماعي، غير أنها تبقى متفاوتة فيما بينها.

ما تأثيرات بعض الأزمات الواقعة بين دول المغرب العربي على المشهد السياسي في المنطقة؟

أول هذه التأثيرات ينعكس على الدينامية الاقتصادية التي تعرف تباطؤاً حقيقياً من حيث المردودية، فمن هذه الدول ما يمتلك ثروة تكمل حاجيات الدول الأخرى في المغرب العربي من فوسفات وبترول وغاز ومعادن... والسبب الرئيس يرتبط بالمشهد السياسي، فليس هناك توافق من حيث البنية السياسية الداخلية، ينعكس سلباً على طبيعة العلاقات الخارجية.

لذا فإن المشهد السياسي المتناحر بين الطائفية والإيديولوجية والهوياتية، من المشاكل الرئيسية التي تنخر جسد المغرب العربي في توافق الدول مع بعضها البعض.

من وجهة نظرك.. هل يشكل اتحاد المغرب العربي بوابة لخروج دول المنطقة من أزماتها؟

ليس دول المنطقة فقط، بل مؤثراً رئيساً حتى على سياسة الشرق الأوسط وكل الدول العربية إن لم نقل الإسلامية.

والأزمة الحقيقية هي بين الحكومات التي بالملاحظة نجد بعضها من يشتغل على خصوصياته الوطنية، وبعضها يشتغل وفق أجندة خارجية تعمل على الاستفادة من الوضع المتدهور في العلاقات الخارجية لهذه الدول، لذا يمكن الجزم أن أي تقارب سيكون دفعة نمو لكل دول المغرب العربي.

كيف يمكن تفعيل دور اتحاد المغرب العربي؟

تفعيل دور الاتحاد المغرب العربي بالإيمان السياسي بفكرة الاتحاد، فلا يمكن الحديث عن اتحاد بين دول جيران في الجغرافيا، أعداء في التوجهات السياسية، وقد يكون للدبلوماسية العربية الدور الأهم في خلق توافق يحفظ مصالح دول المغرب العربي، وفي نفس الوقت يرفع مردودية التبادل والتقارب بين دول الاتحاد.

ومن آليات التفعيل، تثمين وظائف المجتمع المدني داخل هذه الدول لتشكل دبلوماسية موازية، ترفع الحرج عن حكومات الدول التي قيدت بالمصالح الغربية خاصة.

ما أهم التحديات التي تواجه منطقة المغرب العربي بشكل عام؟

أهم التحديات التي تواجه الاتحاد المغرب العربي، يمكن تلخيصها في التحديات الداخلية، والخارجية.

فالداخلية، يشكل الوضع الاقتصادي المتردي لبعض دول الاتحاد فتيل الحراك الاجتماعي النائم، إذا استيقظ سيقابل هذا الحراك مفهوم الانفجار، من حيث التوزيع العادل للثروة، والعدالة الاجتماعية، والاستقرار الاجتماعي.....

ومن حيث التحديات الخارجية، فدول الاتحاد ليست بمنأى عن مطامع الدول التي سبق وأن استعمرتها، إذ لا زالت هذه الدول في شق الاتفاقيات القديمة، أو الالتزامات والتعهدات الجديدة، تعرف سيرا عاديا لا زال يربط رقبة دول الاتحاد اقتصاديا وثقافيا.

برأيك.. هل الأوضاع تتجه نحو تحقيق تقارب دولي مغاربي أم العكس؟

بالعكس الأوضاع تزداد تباعداً، رغم تآلف الشعوب، ورغم أن إرادة بعض حكومة دول الاتحاد تسعى لرفع الحرج عن دولة الجوار، إلا أننا نجد ردود فعل معاكسة من تلك الدول، وتجاوز البعض الحد للذهاب إلى الإعلان عن العداء المباشر في وسائل إعلامه.

لن نقول بفقدان الأمل، بل ندعو لوجود إرادة سياسية قوية وفاعلة، تروج للمصالح المشتركة بين دول الاتحاد بعيداً عن المزايدات المدفوعة بلا أجر، لبعض الدول الغربية التي تجد فيها مصلحتها.