فر ألفا نيجيري على الأقل إثر هجوم شنه مسلحو جماعة "بوكو حرام" المتطرفة على بلدة في ولاية "بورنو" شمال شرق البلاد، حسب مسؤول محلي. وقال نائب حاكم ولاية بورنو، الحاج زانا عمر مصطفى، للصحفيين مساء أمس، إن سكان بلدة باما، فروا بعد اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش ومهاجمين من مسلحي "بوكو حرام".
وأوردت تقارير أن عشرات قتلوا في هجوم "بوكو حرام" على الرغم من أن السلطات لم تعط تأكيدا رسميا بشأن عدد القتلى حتى الساعة .
ولفت المسؤول المحلي إلى أن الجيش يسيطر على الوضع، خلافا لتقارير أشارت إلى أن "المتمردين" سيطروا على المنطقة. ومضى المسؤول قائلا "باما لم تسقط في يد المتمردين، والجيش يسيطر على الموقف".
وتابع "الهجوم على بلدة باما أمر مؤسف للغاية، ولكني أريد أن أطمئن شعبنا بأن الحكومة تسيطر على الوضع". وأوضح أن "هؤلاء (النازحين) تتم رعايتهم، بينما تشتبك قوات الأمن مع المتمردين في معركة شرسة، ويستحقون الإشادة".
وناشد المسؤول السكان المحليين بالكف عن نشر معلومات في وسائل الإعلام من شأنها أن تخلق "حالة من الذعر لا داعي لها". وأشار إلى أن السكان المشردين نقلوا إلى مخيم قائم للنازحين داخليا، ومدرسة عامة في مايدوغوري العاصمة الإقليمية للولاية.
وطالما كانت ترغب الجماعة في السيطرة على باما، مدينة التجارة وصيد الأسماك التي تبعد 58 كلم جنوبي مدينة مايدوغوري، العاصمة الإقليمية لولاية بورنو المضطربة. غير أن الجيش الذي عزز تواجده بشدة في المنطقة، أحبطت في وقت سابق محاولات "بوكو حرام" للاستيلاء على المدينة.
وحاول المسلحون الاستيلاء على بلدة "باما" عام 2013، ومجددا في فبراير/ شباط من هذا العام الجاري، فتصدى الجيش لهم وأحبط كلا المحاولتين، ما خلف ضحايا على الجانبين.
وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، أعلن أبو بكر شيكاو، زعيم "بوكو حرام"، الذي تصنفه الولايات المتحدة بأنه "إرهابي عالمي"، في شريط فيديو مدته 52 دقيقة، سيطرته على مناطق في شمال نيجيريا، معتبرا أنها ضمن "الخلافة الإسلامية".
وقال مسؤولون حكوميون، في اليوم التالي، إن مسلحي "بوكو حرام" استولوا على بلدة غامبورو نغالا على الحدود النيجيرية الكاميرونية، وهو ما يزيد المدن الرئيسية في شمال نيجيريا التي سيطرت عليها جماعة "بوكو حرام" إلى أربعة.
وسبق أن أعلنت "بوكو حرام" سيطرتها على بلدة جوزا في ولاية بورنو، والبني يادي في ولاية يوبي، وماداغالي في ولاية أداماوا.
وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.
وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها -رغم طابعها المتشدد- ضد ما تصفه بـ"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.