أعدت قبل أيام وكالة الاستخبارات الأمريكية تقريرا مفصلا عن المقاتلين المغاربة الذين سبق لهم أن اعتقلوا في غوانتانامو ورفعته إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إطار حربها على الإرهاب.

وأعدت يومية المساء الصادرة نهاية الأسبوع، ملفا جاء فيه "أنه من أبرز المغاربة الذين خصص لهم تقرير مفصل محمد مزوز الذي يقود تنظيم شام الإسلام في سوريا بعد مصرع مؤسسه إبرهيم بنشقرون" مضيفة أن " هذا التقرير يأتي في إطار تحذير الرئيس الأمريكي من التساهل مع المقاتلين بعد صفقة إطلاق سراح بعض سجناء غوانتانامو مقابل الجندي الأمريكي الذي كان في قبضة طالبان".

و تضيف الصحيفة في المقابل بأن بعض كبار القادة في البنتاغاون قج حدروا من "التفاوض مع طالبان أو فتح باب الحوار مع هؤلاء وهو ما دفع بالبيت الأبيض إلى الاعتذار للكونغرس الأمريكي عن الصفقة، وذلك أمام مستجدات الساحة السورية المعقدة، والتهديدات التي أصبحت تشكلها الجماعات المقاتلة على الحدود الجنوبية للمغرب، واحترافها تهريب السلاح والبشر من دول جنوب الصحراء نحو الشمال".

وحسب الجريدة ذاتها " فنجد اسماء عبد الكريم المجاطي، وحسن الطور فقيه معسكرات المقاتلين وعبد الله تبارك سائق بن لادن وحافظ أسراره وناصر عبد اللطيف وزير دفاع أسامة بن لادن، ومحمد السليماني، المغربي الذي نجا من غوانتانامو وحكم ريف حلب".

بينما كتبت يومية الاتحاد الاشتراكي عن النساء الانتحاريات، من خلال تقرير للمركز الفرنسي للبحث حول الاستخبارات جاءت خلاصته أن "النساء لا تختلفن عن الرجال الإرهابيين ويعشن صعوبات شخصية تسهل مهمة استقطابهن للقيام بعمليات انتحارية".

كما نقرأ في التقرير ذاته " أن العشريات الأخيرة أكدت أن النساء اللواتي لا يزال ينظر إليهن في العديد من الثقافات على اعتبار أنهن الخالقات الودودات والساذجات للحياة الإنسانية، بإمكانهن هن أيضا في بعض الظروف النضال والتصرف أمثال إخوتهم الذكور سعيا إلى نيل وضعية الشهيد".

موجات الجهاديين

تعتبر 2014 سنة مواجهة المغرب أمنيا وسياسيا لإشكالية “الموجة الرابعة من الجهاديين المغاربة”. فمن المنتظر أن يعود الى المغرب أولئك المقاتلين الذين ذهبوا الى سوريا في إطار الحركات المقربة من تنظيم القاعدة الى محاربة نظام بشار الأسد وشيعة حزب الله وإيران. الأمر الذي يشكل تحديا للأجهزة الأمنية والقضائية ويجعلها في موقف صعب للغاية بين تكرار سيناريو اعتقالات “الجملة” أم التعاطي السياسي والأمني الذكي ومن ذلك اللجوء الى شيوخ السلفية كمحاورين للعائدين من باب “صمام الآمان”.
يعتبر الملف السوري هو الموجة الرابعة من “الجهاديين المغاربة”، إذ ارتفعت مشاركة المغاربة بشكل لافت وأصبحت نوعية للغاية من خلال عمليات استشهادية وقيادة بعض التجمعات المسلحة. وفي هذه الموجة  شارك بكثافة مغاربة سبتة ومليلية المحتلتين، وأغلبهم أدى الخدمة العسكرية في الجيش الإسباني مما أكسبهم تدريبا غربيا على القتال، ليتعزز هذا الجهاد "بنون النسوة" مع ما كشفه تقرير المركز الفرنسي للبحث حول الاستخبارات.