نقلت وسائل اعلام مصرية محلية و عربية عن مصادر أمنية مصرية رفيعة أن قوات الجيش والشرطة في سيناء أنها نجحت في إحباط مخطط لاغتيال وزير الدفاع السابق والمرشح لسباق الرئاسة المشير عبدالفتاح السيسي.

وذكرت المصادر أن اكتشاف المخطط تم بعد توقيف مجموعة من حركة "حماس" الفلسطينية اعترف افرادها بنقلهم رسالة مشفرة بأمر اغتيال السيسي، موجهة من القيادي الإخواني الهارب غزة محمود عزت إلى تنظيم يسمى بـ"أنصار الشريعة والشرعية" لتنفيذ المخطط الذي وضع تحت اسم "المصيدة".وقالت نفس المصادر في تصريحاتها التي نشرتها صحيفة "الرأي" استنادا الى مراسلها من القاهرة، إنها تمكنت السبت من توقيف 3 عناصر من حركة "حماس" أثناء محاولتهم التحرك جنوب رفح.

وتسللت المجموعة من غزة إلى سيناء عبر أحد الأنفاق، وقال الأمن المصري إنه عثر في حوزتهم على رسالة مشفرة اعترفوا بأنها موجهة من محمود عزت، الذي قام بتوصيلها إلى عدد من قيادات حركة "حماس" ليتدبروا أمر نقلها بطريقتهم إلى "الجماعة التكفيرية والإرهابية الموجودة في رفح".ووفقا لقيادات امنية وعسكرية مصرية فإن مجموعة "أنصار الشريعة والشرعية" تتشكل من نحو 150 عنصرا مسلحا، منهم 70 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. ولم يكن هذا التنظيم المتشدد معروفا من قبل في سيناء.

واشارت مصادر الأمن المصري إلى أنها نجحت وبعد التحقيقات الأولية في استدراج عناصر حماس الثلاثة الموقوفين، لتفكيك شفرات الرسالة، والتي تبين منها أنها تضمنت تعليمات من القيادي الإخواني الهارب الى غزة محمود عزت "بوضع خطة اغتيال وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي".وأضافت أن عزت أطلق على العملية كما جاءت بنظام الشفرة اسم "المصيدة".

وتقضي الخطة وفقا للمعلومات التي تم الكشف عنها بأن تقوم مجموعة "أنصار الشريعة والشرعية" الموجودة في سيناء، وبعد توصلها بالرسالة من عناصر حماس المقبوض عليهم، بـ"التواصل مع عناصر الإخوان في كل أنحاء مصر لتشكيل مجموعات مدربة توضع على أتم الاستعداد لتنفيذ مخطط اغتيال السيسي مع اول فرصة سانحة وفي أي محافظة، وذلك خلال تحركاته المنتظرة في جولته الانتخابية".

وأوضح أحد القياديين الأمنيين المصريين المشاركين في التحقيق مع عناصر حماس أن الحركة الإسلامية الفلسطينية والتنظيم الدولي للإخوان وضعا كل الإمكانيات اللوجستية لدعم تنفيذ مخطط الاغتيال.ووفقا لمضمون الرسالة، فأكد محمود عزت في رسالته حرفيا أن "الأمر (الاغتيال) يحظى بمباركة الدول الكبرى التي تريد التخلص من السيسي".

ويقول مراقبون إن جماعة الإخوان المسلمين التي خسرت معركتها مع الدولة والشعب المصريين اختارت أن تذهب الى الأمام في قتالها المستميت لاستعادة الحكم وإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي الى الرئاسة وهو مطلب بات يصفه الكثيرون بالجنون.وفي كانون الاول/ديسمبر 2013، اعتبرت الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا"، وهي تهمة تنفيها الجماعة التي تؤكد ان انشطتها سلمية.ويؤكد المراقبون أن مصر حسمت امرها بالتخلص من الخطر الإرهابي الإخواني بشكل نهائي. وقد ذهبت في ذلك شوطا متقدما جدا أمنيا والأهم سياسيا، حيث ينتظر ان تنتخب رئيسها الجديد في المستقبل القريب.

ومن المنتظر أن تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية الأحد في مؤتمر صحافي "كافة القرارات المتعلقة بعملية الانتخابات الرئاسية ومواعيد إجراء الانتخابات".ومن المتوقع ان ينافس السيسي اليساري حمدين صباحي الوحيد الذي اعلن اعتزامه خوض السباق الرئاسي.لكن فرص السيسي الرجل الاقوى في البلاد الذي خططت جماعة الإخوان لاغتياله والذي يراه عدد كبير من المصريين بطلا شعبيا، تبدو اكبر بكثير.

واعلن السيسي نفسه قرار الجيش المصري اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو 2013 اثر احتجاجات شعبية حاشدة عبر البلاد.ومنذ ذلك الحين، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على انصار مرسي خلفت نحو 1400 قتيل معظمهم من الاسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية.في المقابل، قتل اكثر من 400 من افراد الامن من الشرطة والجيش في هجمات لمسلحين عبر البلاد.