أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أول من أمس، أن الولايات المتحدة ستزيد مساعداتها للجيوش الأفريقية التي تحارب التطرف الإسلامي، أو تقوم بمهمات خطيرة لحفظ السلام، وذلك في ختام القمة التاريخية التي عقدت في واشنطن، وحضرها قادة أفارقة.
وقال أوباما مع انتهاء القمة التي جمعته بقادة أفارقة وممثلين عن 50 دولة، إن تعزيز أمن أفريقيا سيسهم في تقوية إنجازاتها الاقتصادية، وخصوصا حقوق النساء، وتعزيز حكم القانون.
وقال أوباما للصحافيين بعد انتهاء المحادثات، إن «القمة تعكس الواقع بأنه رغم أن الدول الأفريقية لا تزال تواجه تحديات، فإننا نرى انبثاق أفريقيا جديدة أكثر ازدهارا».
وأضاف: «اتفقنا على أن نمو أفريقيا يعتمد بشكل أساسي على استمرار الإصلاحات في أفريقيا من قبل الأفارقة».
وخلال القمة تعهد أوباما أمام رؤساء الدول والحكومات الـ45 في واشنطن بتخصيص 33 مليار دولار في التزامات جديدة واستثمارات وقروض، ومعظمها سيجري توظيفه في مجال قدرات الطاقة الكهربائية التي لا تزال تنقصها الإمدادات في القارة.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن المساعدة الأميركية الجماعية المقدمة من منظمات غير حكومية ومجموعات تنمية «إنتراكشن» وعدت بأربعة مليارات دولار لتمويل جديد لقطاعي الصحة والأدوية في أفريقيا.
وقال أوباما للحاضرين: «مع جمع الاستثمارات التي أعلنت، والاتفاقات التي جرت، تكون هذه القمة أسهمت في جمع نحو 37 مليار دولار من أجل تقدم أفريقيا».
وكانت الولايات المتحدة بقيت على الحياد حين تدخلت الصين وأوروبا للمساهمة في النهوض الاقتصادي في أفريقيا.
وانتقد رجال أعمال أفارقة نظراءهم الأميركيين لأنهم يحتفظون بصور نمطية تخطاها الزمن عن القارة الأفريقية التي تعاني من التخلف والفساد، لكن القادة الأفارقة أقروا أيضا بأنه لا يزال ينبغي إنجاز الكثير، رغم أنهم رحبوا بالمبادرة الأميركية.
وتشمل الإجراءات الأمنية الجديدة تعهدا بتقديم 110 ملايين دولار سنويا على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، لدعم تشكيل قوة التدخل السريع الأفريقية.
وأضاف أوباما أن المساعدات الأميركية تندرج في إطار «تعزيز تعاوننا في المجال الأمني من أجل مواجهة أفضل للتهديدات المشتركة مثل الإرهاب وتجارة البشر».
وقال إن الولايات المتحدة ستزيد من مساعداتها لست دول أفريقية، بينها تونس، من أجل تعزيز أمن هذه الدول، كما ستساعد ست دول أخرى في القارة السمراء على تشكيل قوة تدخل سريعة لدعم قوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في مهماتها لحفظ السلام.
وأضاف أوباما أن تونس ومالي وكينيا ونيجيريا والنيجر وغانا ستستفيد من خطة مساعدة جديدة لتعزيز أمنها، في حين ستحصل غانا وإثيوبيا والسنغال وتنزانيا ورواندا وأوغندا على مساعدة أميركية لتشكيل قوة تدخل سريع أفريقية لدعم عمليات حفظ السلام.
وعن المساعدة التي تعتزم واشنطن تقديمها لكل من تونس ومالي وكينيا ونيجيريا والنيجر وغانا، أوضح أوباما أن هذا الدعم يهدف خصوصا إلى مساعدة هذه الدول «على المضي قدما في تشكيل قوات أمنية متينة ومهنية قادرة على حفظ أمن دولها».
وشدد أوباما في الوقت ذاته على أن الإصلاحات لا تزال ضرورية من أجل مواجهة التهديدات الأمنية.
وتقدم الولايات المتحدة مساعدة لوجيستية كبرى وأخرى في مجال الاستخبارات لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، في حين تساعد القوات الخاصة الأميركية أوغندا في ملاحقة زعيم الحرب جوزيف كوني.
ومن جانب آخر، ناقشت القمة الأزمات الصحية في أفريقيا مع انتشار وباء إيبولا الذي أدى إلى وفاة أكثر من 900 شخص في غرب أفريقيا.

 

*نقلا عن الشرق الأوسط