افتتحت دار أوبرا باريس موسمها الجديد على مسرح قصر غارنييه مع أوبرا "لا ترافياتا" لجيوسيبي فيردي. أوبرا تناسب كل الأزمنة. هذا ما أثبته مخرجها الأسترالي سيمون ستون. لقد أخرج بطلتها من القرن التاسع عشر لتعاصر القرن الحادي والعشرين.

رغم أن السوبرانو الجنوب أفريقية بريتي يندي ما زالت في بداياتها، لكنها تألقت في دور فيوليتا فاليري. أما التينور الفرنسي بنجامين برنهايم فلعب بنجاح دور العاشق المفجوع الفريدو جيرمون.

يندي تصف فيوليتا، في هذا الإخراج الجديد، بالسيدة "العصرية، تعيش كما يحلو لها. تدافع عن أنوثتها وطريقة حياتها".

وتضيف السوبرانو "إنها تمثل الحرية (...) كانت تبكي لأجل الحرية... وكبشرٍ نقول جميعنا: أريد أن أكون حراً".

لقد أراد المخرج سيمون ستون تحديث هذه الأوبرا. فحوّل فيولتا لامرأة مؤثرة، لها علاقات اجتماعية واسعة، مستقلة وماهرة في الميدان الرقمي.

ويقول التينور بنجامين برنهايم إن هذا المخرج "خلق عالماً من الشبكات الاجتماعية على الانترنت ورسم رغبة ملايين الأشخاص في متابعة أحد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يحظى هذا الشخص بالإعجاب والتعليق وإظهار المتابعة له".

وأضاف أن هذا نجح فعلاً "وبشكل جيد وقد ثَبُت أن "لا ترافياتا" لا زمان لها".

فيردي في كتابته للأوبرا، وضع أحداثها في باريس فهي تحكي قصة حياة ماري ديبليسي، إحدى أشهر المحظيات الفرنسية. وكتب روايتها الاديب الفرنسي ألكسندر دوما الابن في رواية غادة الكاميليا.

ويشير التينور إلى أنه يمكن "التجول في باريس، والعثور على أماكن عديدة فنتخيل تلك الحفلات التي دارت في صالوناتها. إنها حقاً مليئة بالقصص والمشاعر".

من جهتها، تعبر السوبرانو عن مشاعرها الدفينة "لأن أحداث الرواية تدور في باريس مع امرأة عاشت فيها، جاءت حقيقية. لأنني حين أسير في الشوارع أحس بأنني هي وربما تسير هنا".

ويستطرد برنهايم "جاءت إلى أوبرا غارنييه لمشاهدة عرض أو أكثر. الغناء في غارنييه سحري وكأنك تعيش قصة خيالية. لا يمكننا سوى أن تتخيل الموسيقى والمغنين وأن كل تلك المقاعد سمعتها خلال تلك السنوات العشر أو المئة الماضية".

السوبرانو بريتي يندي مرت بتجربة مماثلة لتجربة فيولتا مع كل ما فيها من عواطف جياشة ونهاية مأساوية "هناك، أيضاً، الكثير من الأمور الشخصية التي عشتها في حياتي الخاصة وكانت صعبةً للغاية. تلك اللحظات استطاعت أن تعطيني فكرة عما عاشته من تضحيات في حياتها الشخصية".

تستمر أوبرا "لا ترافياتا" حتى 16 أكتوبر المقل بحسب "يورونيوز".