يعيش الطلبة الليبيون في المملكة المغربية معاناة حقيقية نتيجة تردي الحياة السياسية الليبية ، وانقسام البلاد الى حكومتين وبرلمانين . ويشتكي العديد من الطلاب الليبيين من الأوضاع المتردية التي يعانونها داخل المملكة وخارجها، بسبب عدم وجود سفارة ليبية فاعلة تناقش اوضاعهم وتحل مشاكلهم ، ناهيك عن عدم وجود سفير يقوم بأعمال الجالية الليبية بما فيهم الطلاب، اضافة الى أن هناك قنصليتين ليبيتين في المغرب : الأولى بالرباط والأخرى بالدار البيضاء (مرتبات كل منهما ١٠٠٠٠ € عشرة الألف أورو شهريا لكل قنصل)، وهما ليسا على علاقة طيبة بالسفارة الليبية في الرباط لخلافات سياسية يأتي تأثيرها على الطلاب وتعطيل مصالحهم. وتكمن مشاكل الطلاب الليبيين بالمملكة في عدم الحصول على تأشيرات لدخول الكثير منهم، رغم تسجيلهم بالجامعات المغربية وتوفرهم على ما يفيد بأحقيتهم في الحصول على التأشيرة المغربية، زِد على ذلك اقفال القنصلية المغربية في ليبيا الأمر الذي يجعل الطلاب يسافرون الى العاصمة التونسية لتقديم مستندات الحصول على التأشيرة ، ومع هذا كله فقد أكد أحد الطلاب المتضررين من تفاقم الأزمة أن أكثر من( ٤٠٠٠ ) أربعة آلاف طلب مقدم من قبل طلاب ومواطنين وسياح ليبيين للقنصلية المغربية بتونس من بداية أزمة عملية قسورة التي أدت الى اقفال كل السفارات الأجنبية في ليبيا ، بما فيها القنصلية المغربية بطرابلس ، ولم تنظر الخارجية المغربية الا في عشر طلبات قامت القنصلية بالسعي حديثا لحصولهم على تأشيرة دخول ، اما سواهم فلم تنظر القنصلية والسفارة فيهم رغم أحقيتهم بالتأشيرة ، وهناك أيضا، عدم تكليف مراقب مالي للسفارة مما أدى الى تعطيل إجراءات المنح المخصصة للطلاب المنتشرين في ربوع المملكة، وقد أكد الطالب (م أ) ان منحته لم تمنح له منذ بداية شهر اغسطس الماضي هو وعدد (37) من زملائه ، الامر الذي حرمه من البقاء فقرر الرجوع لليبيا ، مضيفاً الى ذلك ان هناك أمورا تتعلق بمسألة التأمين الطبي قام المشرف الطلابي بإيقافها لدعم وجود ميزانية كافية .
أما فيما يخص أخبار المدرسة الليبية بالرباط ( مدرسة وجدة الليبية) فقد أكد أحد أولياء الأمور لبوابة إفريقيا الإخبارية أنه لا توجد دراسة فعلية في المدرسة ، ناهيك عن الصراعات بين أولياء الأمور فيما بينهم ، وصراع آخر بين المدرسين وإدارة المدرسة غير الموجودة على حد تعبيره، اضافة الى حالات الغش في الامتحانات والرشاوي التي يتلقاها المدرسون من بعض أولياء الأمور لينجح اولادهم بدرجات متفرقة ، وأكد قائلا : هل يعقل أن نسبة نجاح الطلاب في المدرسة 100% ولا يوجد حالك رسوب واحدة؟!!.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة المغربية تعتبر من بين الدول التي يختارها الطلاب الليبيون لاستكمال دراساتهم العليا بجامعاتها المنتشرة في طول المملكة وعرضها، وتؤكد المصادر ان ما بين ٤٠٠ الى ٤٥٠ طالب وطالبة موفدون للدراسة فيها سواء كمبتعثين على حساب الدولة الليبية ( الجامعات الليبية- هيئة شؤون المحاربين) أو على حسابهم الخاص .