تأمل أوروبا في إحياء محادثات التجارة الحرة المتوقفة مع دول الخليج في إطار مساعيها لمواجهة التزايد "المقلق" للاتجاهات الحمائية من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة، بحسب ما صرح نائب المفوضية الأوروبية يوركين كتاينين، لفرانس برس أمس الثلاثاء.
وقال كتاينين المسؤول عن الوظائف والنمو والاستثمارات والتنافسية في المفوضية، خلال زيارته العاصمة السعودية: "نود إحياء مفاوضات التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي".
ومحادثات التجارة الحرة التي بدأت قبل نحو 30 عاماً بين دول المجلس الست والاتحاد الأوروبي متوقفة منذ عدة سنوات، بحسب كتاينين، رئيس الوزراء الفنلندي السابق.
إلا أنه قال عقب محادثات مع مسؤولين سعوديين من بينهم وزيرا المالية والتجارة، إن الأمور اختلفت الآن مع "الزخم السياسي" المؤيد للمفاوضات.
وقال: "لقد كان من الجيد أن نسمع أن السلطات هنا وكذلك في الإمارات متفقون معنا.. على أن الوضع السياسي مقلق للغاية".
وأشار إلى "تزايد الحماية" وقال "من الصحيح نوعاً ما" أن السياسات الانعزالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منحت دفعاً لجهود التجارة الحرة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي.
وقال إنه في حال استئناف محادثات التجارة الحرة فإن ذلك "سيكون مؤشراً قوياً" للعالم بأن الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول الخليج يؤمنان بالتجارة المفتوحة.
وتتزايد الحماية في الدول المتقدمة اقتصادياً ومن بينها الولايات المتحدة، حيث أصبحت العولمة تعتبر وبشكل متزايد مسؤولة عن خروج الوظائف وتدهور مستويات المعيشة، إلا أن كتاينين قال إن "الفوائد تأتي من زيادة التجارة".
وأكد على أن ضرورة "تحديث" الاقتصادات في أوروبا والخليج هو عنصر آخر يزيد من احتمالات استئناف محادثات التجارة الحرة.
وعقب المقابلة توجه كتاينين لإجراء محادثات مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يقود مساعي المملكة لإصلاح الاقتصاد.