أصدرت المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء مسودة قائمة بالسلع الأمريكية مُعرضة لتعريفات جمركية انتقامية من الاتحاد الأوروبي، وسط خلاف بين بروكسل وواشنطن على إعانات لشركات تصنيع الطائرات.
وتغطي القائمة، طائرات، ومواد كيماوية معينة، ومنتجات غذائية مثل السمك، والمأكولات البحرية والفواكه، والمشروبات الكحولية، والتبغ.
وستطبق الرسوم على واردات بنحو 12 مليار دولار، أي ما يعادل قيمة إعانات غير قانونية لشركة بوينغ الأمريكية لصناعة الطائرات، كما هو محدد من جانب منظمة التجارة العالمية.
ويتمثل الخلاف القائم منذ فترة طويلة حول الإعانات المالية التي تمنح لشركة بوينغ ومنافستها شركة "إيرباص" الأوروبية، وفي مارس(أذار) الماضي، قضت منظمة التجارة العالمية بأن الولايات المتحدة الأمريكية أخفقت في وقف بعض الإعانات المالية لبوينغ.
وأعلنت منظمة التجارة العالمية أيضاً أن الإعانات المالية الأوروبية لـ"إيرباص" غير قانونية، وقضت في مايو(أيار) 2018 بأن الاتحاد الأوروبي أخفق في إلغاء دعمه لإيرباص، وقالت سلطات التجارة الأمريكية الأسبوع الماضي إنها ستقدم قائمة بمنتجات أوروبية ستواجه رسوماً إضافية بسبب الإعانات المقدمة لإيرباص.
وقال مسؤول أوروبي أمس، إن "التكتل مستعد لمناقشة تسوية لقضيتي بوينغ وإيرباص، ما من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة عادلة ومتوازنة"، وأضاف "من غير المحتمل أن تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي المتعلقة ببوينغ حيز التنفيذ قبل بداية العام المقبل".
وستراجع القائمة المبدئية التي وضعها الاتحاد الأوروبي خلال فترة من المشاورات العامة حتى 31 مايو(أيار) المقبل، ثم ستحدد منظمة التجارة العالمية أي تدابير مضادة ملائمة، وبعد ذلك سيصدر الاتحاد الأوروبي قائمةً نهائيةً مخفضة.
ويهدد الخلاف بتدهور العلاقات التجارية عبر الأطلسي المتوترة بالفعل بسبب تعريفات جمركية على الواردات التي فرضتها الولايات المتحدة على الصلب، وتهديدات بفرض تعريفات جمركية أعلى على السيارات الأوروبية، ولكن مفوضة الاتحاد الأوروبي المعنية بشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم، دعت في بيان إلى استمرار الحوار.
وقالت: "لا نريد استراتيجية الصاع بالصاع، ورغم أننا مستعدون بتدابير مضادة إذا لم يكن هناك سبيل آخر، ما زلت أؤمن بأن الحوار هو الذي يجب أن يسود".
وتأتي القائمة بعد إعلان المفوضية الإثنين الماضي إكمال المحادثات على اتفاق تجاري محدود يتعلق بسلع صناعية مع الولايات المتحدة الأمريكية بحلول أكتوبر(تشرين الأول) المقبل.