منذ أن أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة خطته الأممية للحل في ليبيا أمام المجتمع الدولي سنة 2017، تفاءل الليبيون خيرا بالتحولات التي يمكن أن تطرأ على الأزمة الليبية التي ظلت لسنوات عصية عن الحل.

وتضمنت خطة سلامة نقاطا أساسية كان أولها تعديل الاتفاق السياسي وفقا للمادة 12 من الاتفاق والانتخابات والمؤتمر الوطني الجامع.

ومع وصول غسان سلامة مبعوثاً دولياً إلى ليبيا،تصاعد مستوى الأمل في الأوساط الليبية والدولية للتوصل إلى تسوية سياسية دراية المبعوث الأممي الجديد بشئون المنطقة العربية أكثر من سابقيه ، وقربه من أصحاب القرار في المنطقة،وارتباطاته المتعددة بالعديد من زعماء العالم.

لكن السياسات التي يراها البعض منحازة لطرف بعينة أغضبت شريحة واسعة من الأطياف السياسية والمكونات الاجتماعية الليبية، وذلك بسبب فشل البعثة الأممية فى تنفيذ خطتها التى أعلن عنها غسان سلامة وعدم قدرته على لعب دور الوسيط بين الفرقاء الليبيين.

في هذا الإطار،التقى غسان سلامة الشهر الماضي بمسؤولين مصريين والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في إطار محاولات تفادي فشل خطته وإنقاذ خطوات الطريق التي يعكف على التحضير لها حاليًا، وتستهدف عقد الملتقى الوطني الجامع خلال الفترة المقبلة.

وجاءت هذه الجولة لسلامة إثر جدل أثير الفترة الماضية، بعد حملة انتقاد وصلت حد اعتباره "جزء من الأزمة"، وطالبت بتنحيته من مهمته في ليبيا، عندما قال في إحاطته أمام مجلس الأمن:"إنّ الوضع في الجنوب الليبي لا يزال متدهورا ومثيرا للقلق، واصفا المنطقة بـ"خاصرة ليبيا الضعيفة"، ما اعتبره أنصار الجيش ومؤيدو عمليته التي أعلنتها قيادته العامة في شهر يناير، تحت عنوان "تطهير الجنوب" تجاهلاً لدور الجيش في مكافحة الإرهاب، وما حققه في هذا الاتجاه.

في نفس السياق،نفى مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا، غسان سلامة، تورط البعثة فى الصراع القائم بليبيا، مؤكدا على حياديتها ودورها الوسيط بين أطراف النزاع.

وأكد سلامة، فى تصريحات صحفية على استمرار تواصله مع القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر بخصوص الحل السياسى الذى تقود البعثة الجهود الرامية إليه.

وأشار إلى أن دور البعثة الأممية فى ليبيا يهدف إلى تقريب وجهات النظر والإسهام فى وقف إطلاق النار، وأنها تؤيد أى جهود للمصالحة ووقف إطلاق النار، لافتا إلى أنه أيد وأشاد بجهود الأعيان الذين قادوا جهود المصالحة وتمكنوا من وقف إطلاق النار جنوب طرابلس.

وشدد المبعوث الأممى على أن المطلوب هو تحييد السلاح عن العملية السياسية، موضحًا أن ثوابت البعثة الأممية مكافحة الإرهاب وتأييد كل من يحاربه وحماية المدنيين وعدم تعريضهم وممتلكاتهم للخطر.

ويعول أبناء الشعب الليبى على اجراء الانتخابات فى البلاد لاخراج ليبيا من الأزمة الراهنة وانهاء الانقسام السياسي الحالي فى البلاد، بعد تعثر كافة الجهود لنزع فتيل الأزمة فى البلاد وسط وجود ميليشيات مسلحة تسيطر على العاصمة طرابلس.

وأكد مبعوث الأمم المتحدة رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، غسان سلامة في تصريحات تلفزية أن خطة العمل من أجل ليبيا التي أعلنها قبل أكثر من عام لتسوية الأزمة القائمة في ليبيا تسير ببطء بسبب كثرة العراقيل في ليبيا، مشيرا إلى أنه ليس له الحرية لتغيير الخطة.

وقال سلامة للقناة متحدثا عن اجتماع أبوظبي الذي جمع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر إنه متمسك بخطته تماما رغم العراقيل.

يؤكد مراقبون أن النجاحات التي يحققها الجيش هي التي دفعت المبعوث الأممي من أجل المضي قدما في إتجاه تعديل خطه،هذه المستجدات جعلت من سلامة يأخذ بعين الإعتبار المخاوف الجدية في المشهد الليبي من تغلغل الجماعات الإسلامية و فرض أطروحتهم في عملية التسوية لذلك لم يتبعد المبعوث الأممي تأجيل آخر للإنتخابات حتى تحقيق تسوية تاريخية تشمل جميع الأطراف.