أجمعت الأحزاب السياسية في الجزائر، على توجيه أصابع الاتهام الى المنظمة الارهابية الانفصالية المسماة "الحركة من أجل الحكم الذاتي للقبائل" والمعروفة بالاسم المختصر "الماك"، وقالت إنها وراء افتعال الأزمات في منطقة القبائل لإثارة الفتنة وضرب الوحدة الوطنية، متهمين أطرافا داخلية وخارجية بمحاولة إشعال النعرات والتحريض على التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، في حين طالب بالعض منها بضرورة تسليم المدعو فرحات مهني إلى الجزائر في أقرب وقت.

وتتواصل ردود الأفعال الحزبية المستنكرة للأحداث الأخيرة التي عرفتها الجزائر، جراء الحرائق التي مست العديد من الولايات، والتي صنفت ضمن الفعل الاجرامي، خاصة بعد استشهاد المواطنين والعسكريين، يضاف لها الحادثة التي هزت الرأي العام الجزائري، بعد مقتل الشاب جمال بن اسماعيل الذي اتهم زورا أنه من مفتعلي الحرائق، لإثارة فتنة بين المكونات الاجتماعية الجزائرية.

وأكد حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عن رفضه المطلق لمثل هذه الأفعال التي أقل ما يقال عنها أنها همجية وإجرامية، مشددا على أن جهاز العدالة هو الجهة الوحيدة التي تملك الحق في إدانة ومحاسبة ومعاقبة كل مذنب، ووفق ما يقتضيه القانون.

كما دعا الحزب إلى توقيف ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة البربرية، التي صنفها ضمن خانة “الجريمة المنظمة”، حيث جاء في نص البيان الصادر عن الحزب "نطالب بإبلاغ الرأي العام بنتائج التحقيقات الموسعة لفضح الدسائس وملاحقة الهاربين من القانون والمحتمين بظلّ أطراف خارجية تكيدُ لبلدنا المؤامرة تلو المؤامرة"، مؤكدا ان هذه المنطقة التاريخية ظلت عرضة لأنشطة إجرامية تقوم بها الحركة الإرهابية الانفصالية “الماك”، بقيادة المدعو فرحات مهني، الذي نطالب بتسليمه إلى الجزائر ليلقى جزاءه."

وتبنت حركة البناء الوطني نفس الموقف، من خلال ما صرح به رئيس الحركة عبد القادر بن قرينة، الذي يرى أن عملية مواجهة الحرائق الاجرامية التي عرفتها عدة مناطق جزائرية، والهبة التضامنية التي قدمها الشعب الجزائري، رسالة واضحة لكل من يريد أن يلقي بسمومه على الجزائر، ويسعى لنشر الفتنة والتحريض عبر انتهاج أسلوب دعم الحركات والمنظمات العنصرية والإرهابية.

وأضاف رئيس الحركة أن التكالب على الجزائر عبر استهداف وحدة أراضيها وشعبها لم يعد خفيا، وإن تسلسل الأحداث وترابط خيوط الفتن فضحت مدبريها وعرّت الأطراف التي تقف وراءها، مؤكدا في الصدد ذاته أن الجزائر، التي استطاعت دوما تجاوز محنها مهما عظمت، قادرة على مواكبة التحولات التي تشهدها المنطقة، كما أنها على جهوزية تامة لمواجهة التهديدات والمخاطر المنبثقة عن هذه التحولات.

وبخصوص الحرائق، قال عبد القادر بن قرينة إن عملية مواجهة الحرائق الاجرامية المهولة التي عرفتها مناطق متعددة بالوطن، وما أظهرته من هبة تضامنية كبيرة من طرف جميع الجزائريين واندماجهم في جبهة واحدة، مدنيين ومجندين من الجيش الجزائري وأعوان من الحماية المدنية وغيرهم، لهي رسالة واضحة إلى من دأب على إلقاء سمومه على الجزائر، من خلال محاولة إشعال النعرات ونشر الفتنة والتحريض عبر انتهاج أسلوب دعم للحركات والمنظمات العنصرية والإرهابية، وأن من يراهن على تصادم بين أبناء الشعب الواحد قد فشل في رهانه وخاب ظنه، فالجزائر، ستبقى واحدة موحَدة وهي اليوم في تلاحم كامل بين الشعب مع جيشه وهي قادرة على رد أي عدوان.