قلل خبراء في الحركات الإسلامية من تهديدات “تحالف دعم الشرعية” المؤيد للرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي بالدعوة إلى عصيان مدني، لافتين إلى أن الجماعة تضحك على أنصارها لأنها تصعد بالعلن وتدفع بالوسطاء سرا بحثا عن “مصالحة” مع الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي.

وكان تحالف دعم الشرعية دعا في بيان له الأربعاء ما أسماه الحراك الثورى إلى أسبوع جديد من المظاهرات، وقد جاءت الدعوة متزامنة مع المبادرة التي كشف عنها تحالف الإخوان المنشقين للمصالحة بين الجماعة والدولة .

وقال عمرو عمارة منسق “تحالف الإخوان المنشقين” لـ”العرب” إن المبادرة تنص على تشكيل مجلس للمصالحة الوطنية من قيادات بالأزهر والكنيسة وبعض الدعاة السلفيين، مثل الشيخ محمد حسان ومحمود المصري وشخصيات نقابية .

وأشار عمارة إلى أن نصوص المبادرة لم تكتمل لكنها تتضمن قبول الإخوان بالأحكام الصادرة ضد قيادات الجماعة، احتراما للقضاء والتزامهم بالتعبير عن الرأي وفق ما ينص عليه الدستور الجديد، أي التعبير دون تخريب أو عنف.

وأضاف أن المبادرة الجديدة استفادت من المبادرات التي سبق أن أطلقها كل من حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية والمفكر الإسلامي أحمد كمال أبو المجد.

وفي سياق متصل علمت “العرب” أن حسن نافعة يتواجد حاليا في قطر لإقناع قيادات الجماعة بالمبادرة الجديدة وسيعود في 21 من شهر يوليو الجاري، ومن المتوقع أن يلتقي بالقيادي الإخواني محمد علي بشر، من أجل إقناعه بالترويج للمبادرة داخل القواعد الإخوانية .

من جهته، قلل كمال حبيب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية من فرص نجاح مبادرة الإخوان المنشقين للمصالحة بين الدولة والجماعة، مؤكدا أنه على الرغم من أهميتها إلا أن شروطها الموضوعية لم تنضج بعد، مشيرا إلى أن الدولة والإخوان مازالا في حاجة إلى مزيد من الوقت لإدراك أهمية المصالحة.

وحول دعوات الإخوان إلى العصيان المدني، ذكّر حبيب بأن هذا ليس التهديد الأول من الجماعة بتنفيذ عصيان مدني، موضحا أنها غير قادرة على تنفيذ تهديدات، وأنها فشلت في استغلال غضبة الفقراء من الغلاء واكتفت بإصدار بيان تنتقد فيه رفع الدعم شأنها شأن أي حزب كرتوني.

بدوره شكك محمد أبو سمرة القيادي السابق بـ”تحالف دعم الشرعية” في قدرة التحالف على تنظيم عصيان مدني، وقال لـ”العرب” إن فكرة العصيان المدني جديدة على الإسلاميين وتحتاج إلى مشاركة فئات كثيرة من القوى السياسية، وفي مقدمتها الأحزاب والقوى اليسارية التي تجيد الترويج لهذه الأفكار.

واعتبر الجهادي السابق أن دعوة التحالف بمثابة تطور جديد في سياسته، محذرا في الوقت نفسه من أن فشل الدعوة يعني موافقة المواطنين على سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

إلى ذلك، أكد منير أديب الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أن الإخوان أو أي فصيل إسلامي آخر غير قادرين على تنفيذ عصيان مدني، مشيرا إلى أن” تحالف دعم الشرعية” الإخواني بدأ في استخدام لغة متطرفة لجذب المصريين واستمالتهم إلى مظاهراته، وأن الشعب المصري لا يمكن أن ينخدع بمثل هذه الدعوات.

 

*نقلا عن العرب اللندنية