أرجأت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة السبت اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في جمهورية الكونغو الديموقراطية الى "الاسبوع المقبل"، ما يعني المزيد من الترقب لمعرفة هوية من سيخلف الرئيس جوزف كابيلا.
وقال رئيس اللجنة كورناي نانغا لفرانس برس "ليس ممكنا نشر النتائج الاحد"، موضحا أنه تم حتى الآن فرز ما بين 45 و48 في المئة من بطاقات الاقتراع وسيتم إعلان النتائج "الاسبوع المقبل".
وخاض الانتخابات التي جرت في 30 كانون الأول/ديسمبر 21 مرشحا تنافسوا على منصب الرئيس جوزف كابيلا الذي حكم البلاد لنحو 18 عاما.
ولم تعرف الدولة الغنية بالمعادن انتقالا سلميا للسلطة منذ استقلالها عن بلجيكا في 1960.
وكان من المفترض أن يتنحى كابيلا قبل عامين، لكنه تشبث بالسلطة مثيرا احتجاجات واسعة تم قمعها بوحشية وأسفرت عن عشرات القتلى.
وجرت الانتخابات الأحد بعد ارجائها مرارا. وتنافس فيها مرشح السلطة إيمانويل رامازاني شاداري في وجه اثنين من مرشحي المعارضة هما فيليكس تشيسيكيدي السياسي المخضرم ومارتن فايولو الذي دخل مؤخرا معترك السياسة.
ورغم أن يوم الانتخابات كان هادئا نسبيا، إلا أن التوتر تزايد بسبب عملية الفرز الطويلة وسط خشية كثيرين من التلاعب بالنتيجة لصالح شاداري، فيما قد يؤدي أي تأخير إلى تفاقم الوضع.
- "التزموا الحقيقة" -
يشهد الوضع توترا متزايدا منذ الانتخابات بعد أن قطعت السلطات خدمة الانترنت ومنعت بث إذاعة فرنسا الدولية.
ومع تزايد المخاوف إزاء انتقال السلطة في أكبر دول جنوب الصحراء والبالغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، ضاعفت الدول الغربية الضغط على كينشاسا لضمان أن تكون عملية الفرز دقيقة وشفافة.
وقال الاتحاد الأوروبي الجمعة إن "جمهورية الكونغو الديموقراطية تقف في لحظة تاريخية نحو انتقال ديموقراطي". وحض السلطات على "ضمان أن تتطابق النتائج مع أصوات الكونغوليين".
بدورها حضت واشنطن كينشاسا على نشر نتائج "دقيقة" وهددت بفرض عقوبات على كل من يسعى إلى "تقويض العملية الديموقراطية" في المستعمرة البلجيكية السابقة.
والسبت أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالة وجهها إلى مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين نشر نحو 80 عنصرا من القوات المسلّحة الأميركية في الغابون "تحسبا لاحتجاجات قد تتخللها أعمال عنف في جمهورية الكونغو الديموقراطية على خلفية الانتخابات التي أجريت في 30 كانون الأول/ديسمبر".
وجاء في الرسالة التي نشرها مكتبه الإعلامي أن الانتشار العسكري هدفه "ضمان سلامة الرعايا والموظفين والمرافق الدبلوماسية الأميركية في كينشاسا".
بدوره قال الاتحاد الأوروبي الذي نشر فريقا يضم 80 شخصا لمراقبة الانتخابات، إن احترام رغبة الناخبين مسألة في "بالغ الأهمية".
ورغم اجتماع مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة الجمعة لمناقشة الانتخابات، إلا أنه لم يصدر بيانا ختاميا. وسيعقد جلسة أخرى الثلاثاء.
والكنيسة الكاثوليكية النافذة في الكونغو والتي نشرت أكثر من 40 ألف مراقب للإشراف على الانتخابات، قالت الخميس إنها تعرف الفائز بدون أن تكشف اسمه.
وحض مؤتمر الاساقفة الكونغوليين الذي كان في مقدمة الاحتجاجات التي دعت كابيلا للاستقالة، مفوضية الانتخابات على نشر النتائج "والالتزام بالحقيقة والعدالة".
غير ان الائتلاف الحاكم ندد بغضب ببيان الكنيسة متهما مؤتمر الأساقفة "بالانتهاك الخطير" للدستور ولقانون الانتخابات عن طريق "الاعلان بشكل غير قانوني عن انماط انتخابية" لصالح مرشح معين.
والانتخابات الأخيرة التي جرت في 2006 و2011، والتي فاز في كليهما كابيلا، شهدتا إراقة دماء. ويخشى كثيرون من تكرار لأعمال العنف في حال التشكيك في النتائج.
ورفضت المعارضة نتائج الانتخابات تلك.
وشهدت الكونغو الديموقراطية بين 1996 و2003 حربين اسفرتا عن مقتل الملايين.