أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس، أن اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين المقرر عقده غدا الثلاثاء، سيبحث الدعم العسكري العربي لليبيا ضد تنظيم داعش الذي ارتكب مجازر مروعة في مدينة سرت الساحلية، بحسب ما نشرت العرب اللندنية اليوم الاثنين.

ونقلت صحف محلية ليبية عن أحمد أبوزيد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قوله، إن وزيري الخارجية الليبي محمد الدايري والمصري سامح شكري، اتفقا خلال الاجتماعات المكثفة بينهما، على ضرورة التحرك العربي والدولي والمطالبة بدعم الدول العربية لليبيا لمواجهة جرائم تنظيم داعش في سرت.

ولم يتضح بعد وبشكل تفصيلي كيف سترد الدول العربية على الطلب الليبي، وما إذا كان الدعم العسكري المحتمل، سيقتصر على الجانبين اللوجستي والاستخباراتي، أم سيكون دعما عسكريا مباشرا بشنّ ضربات جوية انتقائية على مواقع داعش في سرت، وهو ما تطالب به حكومة عبدالله الثني المعترف بها دوليا.

في الفترة الماضية، أصوات ليبية منادية بتشكيل تحالف عربي لمواجهة داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، على غرار التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضدّ ميليشيات الحوثي الشيعية في اليمن.

وقد تطرح التطورات الراهنة في سرت ذلك المشروع بقوّة في النقاشات المرتقبة الثلاثاء، حيث تدرك دول الجوار الليبي، أن تمدد جماعات إرهابية كداعش وأنصار الشريعة وتوابعهما من مجالس وكتائب متطرفة، جغرافيا وتغولها عسكريا، أصبحا بلا شكّ تهديدين مباشرين لأمنها القومي، خاصة مع بروز تنظيمات متطرفة تتبنى الفكر والنهج الدموي ذاته في عدد من تلك الدول.

وكان سلاح الجوّ المصري قد وجّه في منتصف فبراير من العام الحالي ضربات جوية موجعة استهدفت مواقع داعش في مدينة درنة، بعد ساعات من بث التنظيم شريطا مصورا لإعدام 21 مواطنا مصريا ذبحا.

وقد أقرّت الحكومة الليبية نهاية الأسبوع الماضي، بعجزها منفردة عن مواجهة التنظيم الإرهابي الذي سيطر على سرت المطلّة على البحر الأبيض المتوسط والواقعة في منتصف الساحل الليبي بين العاصمة طرابلس غربا وبنغازي شرقا.

وطالبت الدول العربية بتوجيه ضربات جوية جراحية ضد نقاط تمركز مقاتلي داعش. وقالت في بيان أصدرته مساء أول أمس، “نناشد الدول العربية الشقيقة ومن واقع التزاماتها تجاه الأخوة العربية وتطبيقا لقرارات الجامعة العربية بشأن اتفاقيات الدفاع العربي المشترك، بأن توجه ضربات جوية محددة الأهداف للنقاط التي يتمركز فيها مقاتلو داعش الإرهابي بمدينة سرت بالتنسيق مع جهاتنا المعنية”.

واتهمت أيضا المجتمع الدولي بالتخاذل، مندّدة بصمته المريب تجاه الجرائم البشعة التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي، فيما يحظر مجلس الأمن الدولي توريد السلاح للجيش الليبي، ما أضعف جهود القضاء على التنظيمات الإرهابية.

وكان رئيس هيئة عمليات الجيش الليبي شعيب يوسف الصابر قد وصل السبت، إلى القاهرة على رأس وفد عسكري رفيع، في زيارة لم يكشف عن تفاصيلها، لكن تركيبة الوفد توحي بأن المباحثات ستكون بالأساس أمنية وعسكرية.

وكشفت مصادر كانت قد شاركت في استقبال الوفد العسكري الليبي، أن الأخير سيلتقي مع كبار المسؤولين المصريين لبحث آخر التطورات على الساحة الليبية، على ضوء المجازر التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت.

وقالت، إن من بين ما سيطرحه، المساعدات التي يمكن أن تقدمها مصر للحكومة الشرعية التي تتخذ من طبرق مقرّا لها. واستغل داعش الفراغ الأمني والاضطرابات السياسية الناجمة عن الصراع بين حكومتين وبرلمانين متنافسين، للسيطرة على المدينة وترويع أهلها.

وذكرت تقارير محلية، أن داعش قام بصلب 12 شخصا بطريق مراح في ضاحية سرت الشرقية وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، بينما قتل وأصيب العشرات في معارك متواصلة اندلعت الأسبوع الماضي، بين أهالي المدينة وجماعات تابعة لقوات فجر ليبيا الموالية للحكومة الموازية في طرابلس وقوات حكومية من جهة ومقاتلي التنظيم الإرهابي من جهة ثانية. وكان أهالي سرت، وخاصة سكان الحي رقم 3 الذين أجبروا على النزوح، قد أعربوا عن خشيتهم من أن ينفذ التنظيم الإرهابي عمليات إعدام جماعية في حق العشرات من الشبان الذين أسرهم خلال المواجهات المسلحة التي دارت طوال الأيام الماضية.

وتحولت المدينة الساحلية، إلى ساحة لمعارك طاحنة، قتل فيها على أرجح التقديرات أكثر من 100 شخص، من بينهم مرضى وجرحى قتلوا في مستشفى أحرقه إرهابيو داعش. كما قتل وأصيب العشرات من القوات الحكومية، في هجمات متفرقة شنّها التنظيم على مواقع للجيش الليبي بشرق البلاد.

ونفذت الحكومتان المتنافستان خلال الأسبوع الماضي، ضربات جوية على معاقل داعش في سرت لكن قدراتهما العسكرية محدودة وتستخدمان طائرات قديمة تعود لفترة القذافي. وكانت دار الإفتاء الليبية في طرابلس، قد دعت بدورها المواطنين القادرين على حمل السلاح إلى النفير العام لمواجهة تنظيم داعش.