بينما نجد معنويات الرأي العام العالمي منتكسة لأن الشعوب تنظر سلبا إلى أداء اقتصاد بلدانها، تدهشنا إفريقيا (وعلى رأسها السنغال) بتفاؤلها وثقتها في المستقبل، وذلك وفقا لتصنيف مركز بيو الأمريكي للدراسات.

بعد ست سنوات من صدمة العالم بالأزمة المالية، وفي الوقت الذي بدأ الاقتصاد العالمي ينتعش ولو بشكل غير متساو في جل أنحاء المعمور، بدا الرأي العام الدولي، عموما، قاتما وقلقا إزاء مستقبل الاقتصاد. كان ذلك هو الاستنتاج الرئيسي للدراسة التي أُنجزت على 44 دولة و48643 مستجوب شملهم الاستطلاع في ربيع سنة 2014، نشرت مؤخرا من قبل مركز بيو الأمريكي للدراسات.

ما يدل على هذه النظرة المتشائمة الكونية أن 69٪ من المستطلعين في جميع أنحاء العالم لديهم نظرة سلبية لأداء دولهم بشكل عام، على أن 60٪ لهم نفس الرؤية فيما يتعلق بالاقتصاد لوحده.

وفي المقابل 46٪ فقط من بين هؤلاء يعتقدون أن الوضع الاقتصادي سيتحسن. من علامات العصر الراهن أنه كلما تطورت البلدان إلا وازداد عدد المواطنين غير الراضين والمتشائمين بشأن الأوضاع الاقتصادية والمستقبل الذي ينتظرها.

ليس في الأمر غرابة إذن عدم الرضا والتشاؤم الذي يستحوذ على اليونانيين الذي يعتقد 97٪ منهم أن الوضع الاقتصادي سيء مقابل 53٪ يرون أن الأمور ستزداد سوءا. وهم متبوعين في عدم رضاهم عن اقتصاد بلدهم بالإيطاليين بنسبة 96٪ والإسبان ب 93٪ والأوكرانيين ب 93٪، فيما تحتل فرنسا المرتبة الثانية من حيث تشاؤم مواطنيها بشأن اقتصادهم بنسبة 48٪. وعلى النقيض من ذلك، تتربع الصين الصدارة بنسبة 89٪ من المواطنين الراضين عن اقتصادهم و80٪ من المتفائلين بشأنه، يليهم في ذلك الفيتناميون والهنود.

إفريقيا المتفائلة

أما فيما يتعلق بأفريقيا، فقد شملت الدراسة تسعة بلدان إفريقية وكشفت أن القارة السمراء هي الأكثر تفاؤلا بخصوص الإنجازات الاقتصادية المستقبلية. 59٪ من الأفارقة الذيم شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الوضع في بلادهم سوف يتطور بشكل إيجابي. وفي المقابل، 51٪ فقط منهم يرون أن الظروف الاقتصادية الحالية غير مرضية، وهو معدل يبقى أعلى بكثير مما هو الحال بالنسبة للأوروبيين والشرق أوسطيين، حيث الأغلبية الساحقة غير راضية.

ومن بين الدول الإفريقية الأكثر تفاؤلا السنغال، حيث يعتقد 73٪ من المستطلعين أن الوضع الاقتصادي سيتحسن في السنوات المقبلة. تأتي بعدها نيجيريا وغانا، إذ أن الغالبية العظمى من سكان البلدين يعتقدون أن بلديهما واقتصادهما عموما يسيران بشكل مرضى وينظرون إلى المستقبل الاقتصادي بهدوء شديد.

أخيرا، من بين الانشغالات التي تؤرق معظم الشعوب الإفريقية نسجل قضايا البطالة والتضخم. وهي مسائل شائكة وخطيرة بالنسبة لـ 95٪ من التونسيين و 88٪ من السنغاليين على سبيل المثال.

في ما يلي ترتيب الدول الأكثر تفاؤلا في إفريقيا (حسب النسبة المئوية للأشخاص الذين يشعرون أن الأوضاع الاقتصادية ستتحسن في السنوات المقبلة):

  1. السنغال (73٪)
  2. نيجيريا (72٪)
  3. تنزانيا (60٪)
  4. غانا (59٪)
  5. أوغندا (57٪)
  6. تونس (56٪)
  7. جنوب أفريقيا (51٪)
  8. كينيا (46٪)
  9. مصر (31٪)

وفي ما يلي تصنيف الشعوب الإفريقية الأقل رضا عن الأوضاع الاقتصادية في بلدانها (النسبة المئوية للذي صرحوا بعدم الرضا):

  1. تونس (88٪)
  2. غانا (77٪)
  3. مصر (76٪)
  4. نيجيريا (61٪)
  5. كينيا (60٪)
  6. السنغال (47٪)
  7. جنوب أفريقيا (49٪)
  8. أوغندا (37٪)
  9. تنزانيا (32٪)