دعا متحدث باسم الأقلية المسلمة في افريقيا الوسطى، اليوم الجمعة، إلى "إجلاء" المسلمين المحتشدين في محيط المسجد المركزي بالعاصمة، في ظل صراع طائفي تعيشه البلاد.

وأوضح سعودي عبد الرحمن دودو، الناطق باسم الأقلية المسلمة بالدائرة الثالثة في بانغي أن "النازحين المتمركزين في مخيم المسجد المركزي وحي (بي-كا 12)، يجب إجلاؤهم إلى بامبري (وهي مدينة في وسط البلاد ونقطة عبور إلى الشمال حيث يقطن أغلبية مسلمة) حتى عودة الأوضاع إلى طبيعتها".

وبحسب دودو، ينتظر عملية الإجلاء قرابة الـ 2000 شخص في حديقة المسجد المركزي الواقع في حي الـ"كيلومتر5"، إضافة إلى 2500 شخصاً إضافياً قابعين في مساكن وقتية بالقرب من حي الـ "بي كا 12"، ويهددهم الموت بشكل يومي.

ورأى دودو، أن "احتمال التعايش بين المسلمين والمسيحيين يبدو ضعيفا"، وقال: "إذا كان المسيحيون لا يرغبون في التعايش معنا، فلم يعد لنا مستقبل هنا، ونطالب في هذه الحالة بإجلائنا نحو الشمال، نطالب بتقييم ممتلكاتنا للحصول على تعويضات وسنقوم بتكوين جمهوريتنا، لكن ليس هذا ما نرغب فيه".

وكان الجنرال فرانشيسكو سوريانو، قائد القوات الفرنسية "سانغريس"، أعلن أمس الخميس لوسائل الإعلام أنه يرفض مبدأ إجلاء المسلمين الذي اقترحته المفوضية العليا للاجئين، قائلا: "مهمتنا حماية السكان والقيام بكل ما في وسعنا من أجل أن يواصلوا العيش حيث عاشوا طوال حياتهم".

وكانت المفوضية العليا للاجئين قررت الثلاثاء الماضي إجلاء 19 ألف من المسلمين الذين يتعرضون لتهديدات ميلشيات "أنت بالاكا" المسيحية.

وتعرضت منذ شهر يناير عدة أحياء من العاصمة وحي "ميسكين" على وجه الخصوص إلى التدمير ما أدى إلى هجرة السكان المسلمين عنها.

ووصفت منظمة العفو الدولية في تقرير لها في فبراير، ما حدث من هجرة قسرية  لمسلمي الجنوب الغربي للبلاد تحت تهديدات ميليشيات "أنتي بالاكا"، بـ"التطهير العرقي".

و"أنتى بالاكا" هي ميليشيا ذات مرجعية مسيحية، تشكّلت ردا على تحالف "سيليكا" السياسي والعسكري، ذي المرجعية الإسلامية في البلاد.

وتعيش افريقيا الوسطى منذ الخامس من ديسمبر الماضي صراعا طائفيا استدعى تدخّل فرنسا عبر ما يعرف بعملية "سانغاريس"، كما قام الاتحاد الافريقي بنشر بعثة دولية لدعم افريقيا الوسطى والتوصّل إلى تسوية للنزاع فيها.  

ويواصل المسلمون الفرار من منازلهم في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، ومختلف أنحاء البلاد إثر تصاعد الهجمات الطائفية، حيث زاد استهدف الأقلية المسلمة منذ تنصيب كاثرين سامبا-بانزا المسيحية، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد شهر فبراير، خلفًا لميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، الذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية.

دجوتوديا، زعيم ميلشيات سيليكا، كان قد تولى رئاسة البلاد في أبريل من العام الماضي، بعد شهر واحد من إطاحة المليشيات بالرئيس السابق فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003.