1) جرت أحداث معركة عين زارة ضد الغزاة الطليان فى يوم 8 من صفر 1330 هــ 28 من يناير 1911 م
2) تقع عين زارة جنوب شرق طرابلس ولا زال هذا الاسم يطلق على المنطقة نفسها حتى يومنا هذا حيث يوجد نصب تذكاري في موقع المعركة تخليدا لها ولشهدائها وكان يفصل موقع المعركة عن المدينة حاجز رملي عرضه خمسة أميال يمتد من الشرق إلى الغرب كما يمر لقرية وادي مجينين الذي كان يخشي الايطاليون فيضانه إذ أنه يعرقل تحركهم بالمنطقة وقد كان موقع المعركة مسرحا لتحركات المجاهدين ومركز تموينهم المتقدم وبه مستشفي لعلاج الجرحى ولما شعرت القوات الايطالية بأهمية هذا الموقع من خلال مخبريها حاولت احتلاله وقد كانت قوات المجاهدين والأتراك ترابط حول طرابلس وسيدي المصري ويمتد غربا حتى مشارف قرقارش قرب البحر وقد قدمت قواتهم بثمانية ألاف مقاتل حول منطقة عين زارة
3) عندما قررت القيادة الايطالية اقتحام موقع عين زارة طلبت المزيد من القوات وحددت وضع قوات المجاهدين بواسطة الطائرات ثم نظمت قواتها على النحو التالي
أ ـ الميمنة بقيادة الجنرال بيكوري جيرالدي مكونة من
ـ 1 ـ كتيبتين من لواء رماة القنابل اليدوية بقيادة لوكيو
ـ 2 ـ كتيبتين من لواء الالبيني بقيادة فينيستريللي يدعمها اللواء الثاني لحماية المؤخرة بقيادة جاردينا ويتكون من
ـ 1 ـ كتيبتين من جنود فوج المشاة الأربعين
ـ 2 ـ كتيبتين من جنود فوج المشاة السادس
ـ 3 ـ كوكبتين من سلاح الفرسان بقيادة لودي
ـ 4 ـ بطارية مدفعية جبال وكتيبة مشكلة من سلاح الهندسة بقيادة سباتوري
ـ 5 ـ كتيبة الخدمات مشكلة من عمال التلغراف والذخيرة والتموين والصحة ومهمتها الهجوم على منطقة عين زارة من جهة الغرب وحماية ميمنة الوسط
ب ـ الوسط : كان بقيادة الجنرال رينالدي لويدجي قائد اللواء الرابع وشكل من
ـ 1 ـ كتيبة من لواء المشاة 82
ـ 2 ـ كتيبة من لواء المشاة 84
ـ 3 ـ بطارية مدفعية جبال
وكلفت بالتحرك من مركز سلاح الفرسان لمساعدة الميمنة ومهاجمة قوات المجاهدين بين عين زارة والمدينة على أن تنتظر قوات الميمنة بالفرناج قرب معسكر المجاهدين
ج ـ الميسرة : بقيادة الكولونيل أماري وتتألف من
ـ 1 ـ كتيبة من لواء المشاة 52
وقد أسندت لها مهمة مهاجمة مؤخرة المجاهدين الذين يتصدون لقوات الوسط على أن تبقى على أهبة الاستعداد بقلعة سيدي المصري حتى يحي دورها
أما بطاريات مدفعية خط الدفاع الأول الايطالي التي تساند الفرق الثلاثة من الخلف والمكونة من
ـ 1 ـ بطارية مدافع هاون عيار 210 ملليمتر
ـ 2 ـ بطارية مدافع ميدان عيار 149 ملليمتر
فقد وزعت على الجهات الثلاثة منذ مساء الثالث من ديسمبر 1911 م لضرب قوات المجاهدين المتقدمة
أما القوات الاحتياطية فقد شكلت أخيرا من
ـ 1 ـ كتيبة من لواء المشاة 37
ـ 2 ـ كتيبة من لواء المشاة الثاني
وكلفت بالبقاء شرق مركز سلاح الفرسان على أهبة الاستعداد وبقيت مجموعة من القوات الايطالية لحماية المدينة ومداخلها وقدرت هذه القوات بستة عشرة ألفا من المقاتلين
بداية المعركة
4) كانت القوات الايطالية قد مهدت لهذه المعركة بقصف مكثف لمنطقة تاجوراء عن طريق البحر لإخراج المواطنين منها حتى لا يساهمون مع المجاهدين وحتى يتيسر لهم اقتحام قوات المجاهدين وعلى ذلك توجهت فرق القوات الايطالية الثلاث تدعم بعضها بعضا بالهجوم على قوات المجاهدين المتصدية لهم في منطقة سيدي المصري والفرناج في فجر الرابع من ديسمبر 1911 م واستمرت المعركة من الساعة الثامنة صباحا حتى الثالثة من بعد الظهر حيث انسحب المجاهدون بعض الشيء واستولى الايطاليون على مواقعهم وأخذوا ما وجدوه بها من مدفعية وغيرها كان عددها 8 مدافع في حالة جيدة
5) بلغت خسائر القوات الايطالية مئة قتيل ووفاة الكولونيل باستويللي أحد القادة القوات الايطالية وتم لهم احتلال عين زارة وانسحب المجاهدون إلى خط الدفاع الثاني بسواني بني ادم والمنطقة الشرقية من عين زارة لتواصل القتال
كما استشهد عدد من المجاهدين كان من بيتهن ابراهيم حسونة القرمانلي وجرح عدد أخر من بينهم رمضان الشتيوي السويحلي
6) تذكر المصادر الايطالية أن المجاهدين فقدوا عدة مئات من القتلى والجرحى ولكنهم نقلوهم عند انسحابهم وقد استمرت المناوشات حول الموقع حتى 8 من ديسمبر 1911 م وقد هلل الايطاليون لانتصارهم بهذه المعركة التي اعتبروها وسيلة إعلامية للرفع من معنويات جيشهم وشعبهم اللذين بدءا يشعران بشيء من اليأس لما وجد من مقاومة من قوات المجاهدين في المعارك السابقة إلا أن هذا الانتصار لم يكن حاسما لاستمرار المقاومة فيما بعد ذلك بالمنطقة عينها
7) تظاهرت قيادة المجاهدين بالهجوم على قرقارش غرب المدينة لتظليل القوات الايطالية هناك ثم وجهت قوات أخرى قوامها ما بين 6500 ـ 7000 مقاتل نحو معسكر القوات الايطالية بعين زارة إلى الجنوب الشرقي من مدينة طرابلس حيث تتمركز القوات الايطالية منذ اندحارها في معركة بئر طبراز بتاريخ 19 من ديسمبر 1911 م بقصد طردها من هناك حتى تتفرغ قوات المجاهدين إلى الجبهة الغربية وبالتالي إرجاعها إلى الوراء حتى يسهل التضييق عليها ومحاصرتها
8) اقتحمت القوات الوطنية بقيادة المرغني بن سالم وعلى بن تنتوش والفيتوري الرويملي معسكر القوات الايطالية عند الساعة الثالثة صباحا حسب التاريخ المذكور واشتبكت بالقوات المتمركزة به
9) استمرت المعركة على أشدها حتى الساعة 8،40 صباحا فتدخلت المدفعية الايطالية ولكنها لم تؤثر في تقدم المجاهدين لاحتمائهم بالكثبان الرملية
10 عقدت الحكومة الايطالية على نتائج هذه المعركة أملا كبيرا حيث بعت جيوليتي إلى الجنرال كانيفا في 6 من ديسمبر 1911 م برقية جاء فيها
( أعتقد أنه بعد انتصار يوم 4 من ديسمبر 1911 م أصبح من السهل أكثر من ذي قبل إقناع العرب بأن السيطرة الايطالية صارت أمرا مفروغا منه )