أصدرت محكمة مصرية أمس قرارا بإيداع المتهمة بضرب حفيدتها "جنة" في أحد مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية.
وأصدرت المحكمة قرارها أمس الأربعاء، بإيداع الجدة (40 سنة) المتهمة بضرب حفيدتها جنة (4 سنوات)، حتى الموت، تحت الملاحظة في مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالعباسية، لبيان مدى سلامة قواها العقلية ومسؤوليتها عن أفعالها خلال مده 6 أشهر من قبل شهر سبتمبر الماضي، وهو تاريخ اكتشاف واقعة التعذيب وحتى تاريخه.
وقررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى 1 ديسمبر لنظر الدعوى وإيداع تقرير المستشفى.
وشهدت الجلسة حالة من الجدل بين المحامين وأسرة المجنى عليها، بعد قيام محاميا الدفاع عن المتهمة بالدفع بعدم سلامة قواها العقلية، بحسب موقع صحيفة "المصري اليوم".
وقدم محامي المتهمة مستندات تفيد قيام المتهمة بمحاولة انتحار يوم زفافها من زوجها الثاني بعدما قطعت شريانها وشرحت أجزاء من جسمها بآلة حادة وتم نقلها المستشفى للعلاج وذلك عام 2008، وقام الزوج بطلاقها بسبب ذلك.
وقال المحامي أمام المحكمة "المتهمة تعاني من مرض عقلي وإلا كيف ارتكبت مثل تلك الجريمة الشنعاء"، وتابع أن المتهمة تعاني من خلل نفسي وعقلي منذ صغرها بسبب قسوة أسرتها حيث كان والدها يعاملها بقسوة شديدة ويعاقبها بالعنف والضرب.
وعليه طالب من المحكمة احالتها لمستشفى الأمراض العقلية لبيان مدى سلامة قواها العقلية، وهو الطلب الذي اعترض عليه المحامي المدعي بالحق المدني عن المجني عليها الطفلة المتوفاة، وأكد على أن "المتهمة تمارس حياتها بشكل طبيعي ولديها طفل عمره عامين، ولم ترتكب بحقه أي ممارسات تعذيبية كما فعلت بحق الطفلة جنة".
وأثارت قضية الطفلة جنة أثارت سخطا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بتوقيع أقصى العقوبة على المسؤولين عن تعذيب وقتل الطفلة، مستنكرين أن يحمل إنسان كل هذا الكم من القسوة وانعدام الإنسانية.
وطالب المجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر، بتوقيع أقصى عقوبة على الجناة باعتبارها جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار وفقا لحكم المادة 230 و231 من قانون العقوبات وهي عقوبة الإعدام، بحسب بوابة "أخبار مصر".
وعلق شيخ الأزهر، أحمد الطيب، على جريمة مقتل "جنة"، ونشر الحساب الرسمي لـ"الأزهر الشريف" عبر موقع "تويتر" تصريحات شيخ الأزهر، قائلا "تألمت كثيرا بعد سماع ما ارتكب من جريمة وحشية بحق الطفلة البريئة "جنة"، تلك الطفلة الملائكية التي تحملت ويلات العذاب على يد من أوكلوا برعايتها، فما تعرضت له من حرق وتعذيب هو فاجعة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
وتابع "الآن صعدت روحها البريئة إلى بارئها تشكو ما حل بها من ألم وعذاب في غفلة منا جميعا، ما حدث للطفلة جنة يضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا تجاه أطفالنا وأبنائنا، ولنعلم جميعا أننا محاسبون أمام الله عليهم".
وأضاف شيخ الأزهر "أطالب بتوقيع أقصى العقوبة القانونية على من سولت له نفسه المريضة ارتكاب هذه الجريمة الوحشية، وأدعو الله أن يحفظ أبناءنا من كل مكروه وسوء".