يشارك  السفير والمندوب الدائم لدولة إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي بالمغرب حميد رضا دهقاني ، في الدورة العشرين للجنة القدس والتي تنعقد يومي 17 و18 من يناير بمراكش برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس.

مشاركة المسؤول الإيراني في المؤتمر، تأتي في وقت أعلن فيه سابقا من مصادر مختلفة، غير رسمية أن المشاركة الإيرانية كانت مقررة على صعيد تمثيلية أرفع، ربما على صعيد وزير الخارجية بنفسه.

 إلا أن حضور إيران في المؤتمر بالسفير والمندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، يحتمل أكثر من قراءة : فقد تعتبر تكريسا لتأزم العلاقات بين الرباط وطهران المقطوعة ديبلوماسيا منذ العام 2009 ، حيث صرحت الوزيرة المغربية المنتدبة لدى وزير الخارجية مباركة بوعيدة أن "أجندة الدبلوماسية الخارجية لا تتضمن أي تطبيع مع إيران".

 كما تعتبر في قراءة أخرى، نقطة إيجابية في العلاقات بين البلدين خاصة وأن المؤتمر يترأسه العاهل المغربي بنفسه، علاوة على  الدور الهام الذي أصبحت تلعبه إيران على الساحة الدولية .

ويعتقد المحلل السياسي المغربي عبد الرحيم المنار اسليمي، أن هناك تحولا قادما في العلاقات المغربية الإيرانية سيعيد بناء العلاقات الدبلوماسية بينهما من جديد مشيرا إلى أن السفير والمندوب الدائم لدولة إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي حميد رضا دهقاني، مثقف ينتمي إلى جيل الإصلاحيين الأكثر قربا إلى الرئيس الإيراني الجديد وبات في الأشهر الأخيرة أكثر حضورا في بعض اللقاءات الفكرية بدول الخليج حاملا خطابا جديدا حول إيران يدعو من خلاله إلى التقارب والتعاون مع الدول العربية، فهو رجل حوار يحاول تقديم صورة عن إيران الجديدة.

وقال المحلل السياسي المغربي عبد الرحيم المنار اسليمي إن العلاقات المغربية الإيرانية وإن قطعت دبلوماسيا فإنها  لم تشهد طيلة هذه المرحلة تصريحات أو تصريحات مضادة بين الدولتين مما يسهل إمكانية التقارب.

كما أن بداية تقارب إيران مع دول الخليج عامل من شأنه أن يعيد العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران، لكون أحد أسباب التوتر ارتبطت بموقف إيران من بعض دول الخليج.

وأخيرا التقارب الأمريكي - الأوروبي الإيراني من شأنه أن  يدفع  بالدول العربية ومنها المغرب إلى إعادة التفكير في علاقتها بإيران بحثا عن التوازن داخل المتغيرات الدولية الجديدة.

وقال سليمي إن "الدبلوماسية المغربية تحتاج إلى إعادة قراءة إيران الجديدة جيدا"، فإيران، حسب المحلل السياسي، قوة إقليمية جديدة دخلت مرحلة التنافس الدولي على شمال إفريقيا إلى جانب قوى جديدة أخرى هي تركيا وإسرائيل والصين، فضلا عن القوى التقليدية: أمريكا ، بريطانيا، فرنسا وروسيا.