إيهاب فوزى سعد عطاف الربيعى، شاب ليبي، ولد في طرابلس 1993، وتخرج من كلية اللغات، تحولت قصته بين ليلة وضحاها إلى قضية رأي عام، بعد وفاته إثر حادث وصفته والدته بالمدبر.

"بدون عائلتك ستأكلك الذئاب حتى ولو كنت أسد قوي" أخر تدوينات الفقيد الربيعي التي كتبها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكأنه يريد الإبلاغ عن أن هناك من يتربص به.. 

من شرفة شقته في كندا سقط الربيعي في الثالثة فجرا في أواخر نوفمبر 2019، لتنتهي حياته فيما لاتزال قصته حية، فالجميع يتسأل هل سقوطه كان طبيعيا، أم جريمة مدبرة.

والدة الربيعي لم تدخر جهدا لتقصى الحقائق من أجل الكشف عن تفاصيل حادثة وفاة أبنها، فأنشأت صفحة باسم "المغدور إيهاب فوزى سعد الربيعى" عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وبدأت في نشر كل المعلومات والأدلة التي وصلتها من ابنها قبل وفاته بأيام، لعل من يسمع، ولعلها تجد من خلال ذلك طريقة لإظهار الحق، أو على الأقل فتح تحقيق وتحريك دعوى قضائية تتسم بالنزاهة والشفافية إنصافا للعدالة.  

تواصلت معنا الأم لتروي لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، تفاصيل آخر محادثات جرت بينها وبين ولدها الربيعي قبل وفاته بساعات، وقالت الأم: "القضية تبدو في غاية الغموض، حيث بدأت القصة مع بداية عقد قران ابني بتاريخ (14/9/2017)على ابنة (ع س ز)، وللعلم خلال السنتين كانت إقامة ابني فوزي الربيعي بين تونس وليبيا، وبعد انتظار سنتين تحصل الفقيد على تأشيرة دخول كندا بتاريخ (8/10/2019) من السفارة الكندية في تونس، ودخل إلى كندا يوم (1/11/2019) عبر مطار مونتريال، وخلال الأسبوع الثاني لوصوله بدأ يشتكي من زوجته وعائلتها ومن عمل والدها الذي قال إنه غير قانوني وأن هناك شبهات تزوير واحتيال وراء عمله، وقبل وفاته بأسبوع حدثت مواجهة بينه وبين زوجته كشف خلالها لزوجته بما عرفه وأخبرها بالأدلة التي تحت يديه، وأخبرها أيضا بأنه عاقد العزم للذهاب إلى محامى ليضع كل الأوراق والمستندات التي تحصل عليها".

وتابعت الأم لتروي تفاصيل ما قاله ابنها لها قبل وفاته بساعات لتقول: "أخبرني ولدي الربيعي بأنه حدثت مشادة عنيفة بينه وبين زوجته بعد أن عرف أنها تقوم بالتجسس عليه عن طريق القرصنة المعلوماتية، وبعد أن عرفت أنه على علم بنشاطهم وطرق عملهم في التزوير والاحتيال على السلطات الكندية والليبية، وأنه تم التحايل على السلطات باسمه على أنه يدرس في كندا منذ سنة 2017، على الرغم من أنه لم يدخل كندا الا في 2019، وأخبر زوجته بأنه لن يصمت على هذا التزوير والاحتيال وأنه سيتخذ الإجراءات القانونية ليحمى نفسه، ثم وبعد ذلك تواصل معي ولدي فقيدي يوم (18/11/2019) عبر تطبيق الماسنجر وبعث صور للمستندات المزورة، وكل الأوراق التي تمكن من الحصول عليها، وكان يشتكى أن الأمور وصلت مع زوجته وعائلتها إلى طريق مسدود، وأنه مصدوم مما سمعه من صديقتها واكتشفه بنفسه، وفي يوم (22/11/2019) وفي ظروف غامضة أخبروني بوقوع فقيدي من شرفة شقته في الساعة الثالثة فجرا، وللعلم ابنى كان على اتصال بي حتى الساعة 2 ليلا بتوقيت ليبيا، وكان أيضا متواصل مع أصدقائه وشقيقه عن طريق الماسنجر، وبعد الوفاة اتصل بي بعض الأصدقاء المقيمين في كندا لتقديم واجب العزاء وأخبروني أن الجيران سمعوا أصوات صراخ وأصوات عالية بشقتهم ليلة وقوع الحادثة، الأمر الذي الشك أصبح عندي يقينا بأن موت أبنى ليس حادثة عارضة"، بحسب قولها. 

واستدركت الأم قائلة، "أضع بين إياديكم صور لمستندات تحصل عليها فقيدي قبل وفاته يوم 18/11/2019، وأرسلها لي عن طريق الماسنجر، وقال لي يا أمي احتفظي بهذه الأوراق لأنها مهمة وخطيرة جدا، وأنه سيبحث على محامي ليعرض عليه الأوراق، ولما اتصل بي هاتفيا كان خائف جدا منهم بعد اكتشاف تلاعب صهره وزوجته بأوراق مزورة على أنه يدرس بكندا من 2017 وتأشيرة مزورة بدخول كندا، والكارثة الأكبر أن الأوراق عليها ختم واعتماد السفارة الليبية في كندا"، على حد وصفها.

وأضافت الأم، "في يوم (16/12/2019) وصل جثمان فقيدي المغدور إلى مطار امعيتقة الساعة 6 صباحا، بدون جواز سفر وإنما شحن بواسطة بوليصة شحن، وفي الخارجية طلب مني جواز سفره والنموذج رقم 16 لنتفاجأ بأن جواز السفر لم يرسل مع الجثمان، وانما أرسل بعد وصول الجثمان في يوم 25/12/2019، وقمت بتقديم شكوى بخصوص وفاة المغدور إلى النيابة العامة والمحامي العام، وقدمت المستندات والوثائق التي تحصل عليها المغدور، ومنها خاطب المحامي العام الطب الشرعي بإعادة تشريح الجثمان لمعرفة سبب الوفاة، وتم تشريح الجثمان وطلبت اللجنة التي قامت بتشريح الجثمان تقرير الطبي من لحظة سقوط الفقيد حتى وفاته، وتقرير التشريح وملخص الواقعة، وإلى تاريخنا هذا لم استلم إلا تقرير مبدأي من تشريح الجثمان بالمركز الطبي، وقالوا لي أن التقرير النهائي بعد أخذ العينات بعد 10 أيام، وطلبوا التقرير الطبي وتقرير الطب التشريحي وملخص الواقعة من كندا، ولم تصلني أي تقارير طبية أو تشريحية بالخصوص، كما قدمت مذكرات شكاوي للمحامي العام والنائب العام بمخاطبة الخارجية الليبية ومنها للسفارة الليبية في كندا بشأن مطالبتي بالتقرير الطبي وتقرير تشريح الجثمان وملخص الواقعة".

كما قالت الأم: “وبخصوص صهر أبنى (ع س ز)، فهو كان يعمل في السفارة الليبية في كندا، بعقد محلي سابقا، من تاريخ 1/9/2011، وأسس شركة أو مركز للاستشارات والإدارة، ونشاط الشركة للطلبة الدراسين بكندا، وهي "شركة وهمية" لتحويل الأموال نظرا لارتفاع سعر الدولار والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتبين أن هناك طلبة وهميين ومن بين هؤلاء الطلبة أوراق -المغدور إيهاب رحمه الله عليه-". 

واختتمت الأم حديثها مع بوابة إفريقيا الإخبارية، موجهة رسالة ونداء إنساني إلى النائب العام والمحامي العام بالتدخل وفتح تحقيق من قبل الخارجية الليبية لإظهار الحق وتقصي الحقائق، قائلة "بعد أن فشلت كل محاولاتي لإظهار حقيقة وفاة أبنى بسبب ما وصفته بالفساد المالي بالسفارة الليبية في كندا وتورط صهره بالتزوير والنصب والاحتيال على الدولة بأوراق ومستندات مزورة باسم الفقيد إيهاب، أين النائب العام والمحامي العام، بالرغم أنى قدمت شكوى بهذا الخصوص وقدمت المستندات والوثائق، نداء إنساني من أم مكلومة على أبنها هرب من وطن مزقته الحروب ليقع في لوبي النصب والعبث بأموال الدولة ويقتل بدم بارد".

وبوابة افريقيا الإخبارية، إذ تنشر هذه الرواية على لسان أم فقدت ابنها في بلاد الغربة، وتؤكد أنه قتل ولم يمت طبيعيا، فأننا نطرح هذه القضية من هذه الزاوية في انتظار باقي زواياها المختلفة، سواء من جهة النيابة العامة في ليبيا، أو المسؤولين بالسفارة الليبية بكندا لتكتمل الصورة، وتتجلى الحقيقة.