يستطيع الطفل ببكائه أن يُثير جنونك وقد يضطرك لفعل ما يريد غصبًا عنك فقط لتهدئته أو تعنيفه وزيادة الموقف سوءًا، إذًا ما الحل أمام دموع التماسيح التي يذرفها طفلك يوميًّا للحصول على ما يريد؟  أنصحك أولًا بمعرفة الدافع من بكاء طفلك وفي أغلب الأمر يكون إما بسبب الرغبة في لفت انتباهك، أو هربًا من أداء مهمة ما منه مثل ترتيب لعبه أو الجلوس على النونية.

فإذا كان غرضه لفت انتباهك عندما تنصرفين عنه لبعض الوقت، أمامك خياران إما أن تتجاهليه تمامًا دون حتى النظر إليه، أوتعاقبي طفلك بطريقة مناسبةمثلا أن تطلبي منه أن يذهب إلى الركن المخصص للعقاب (Time out) حتى ينتهي من بكائه.

أما إذا كان غرضه الهرب من طلب أو توجيه ما، فضعي قاعدة أساسية للتعامل مع نوباته بكائه لهذا الأمر، كأن تخبريه مثلًا بأنه متى يبدأ في البكاء دون سبب، فإنكِ ستعدين من 1 إلى 5 حتى يفعل ما طلبتيه أو تتوجهين إليه وتمسكين يديه وتجعلينه يفعل المهمة التي كلفتيه بها. وبالطبع رغبة الطفل في الاستقلالية وعدم فرض أي شيء عليه، سيجعله فيما بعد يتفادى إجبارك له على ما أي فعل ما.

نصائح اتبعيها للتقليل من نوبات بكاء طفلك دون سبب:

أوضحي له أن البكاء أسلوب مرفوض

دعي طفلك يعلم أن أسلوبه في التعبير عن رغباته بالبكاء أسلوب مرفوض، فصوته الباكي مُزعج للجميع، وقلدي صوته ليعي ما تقولين. واشرحي له أنكِ لا تستطيعين فهم ما يقول وهو يبكي، وأنكِ تعلمين تمامًا أن دموعه هذه ليست حقيقية.

ضعي أمامه العديد من المهام الاختيارية

عددي ونوعي الخيارات أمامه ليشعر بأنه صاحب قرار نفسه، مثلًا إذا كُنت تريدين منه قراءة الكتب أو الاستحمام، فقبل أن يبدأ في البكاء، خيريه بين القراءة أولًا أو الاستحمام. وبهذا سيعتد برأيه ويزيد شعوره بالاستقلالية.

تفهمي مشاعره وأظهري له تفهمك

شاركي طفلك مشاعره وأظهري له مدى تفهمك لها، مثلًا كأن تقولي أعلم أنك ترغب في شراء بالونة أخرى، لكن هذا مكلف وأنا لا أمتلك كل المال اللازم لشراء بالونة أخرى. ومن شأن ذلك أن يجعله يشعر باحترامك لمشاعره وتفهمه لسبب رفضك طلبه.

علميه التعبير عن مشاعره بطريقة جيدة

مثلًا إذا كان يبكي بحرقة طلبًا لشراء الحلوى في السوبر ماركت، قبل الدخول إلى السوبر ماركت أخبريه بأنه إذا أرد شراء شيء عليه أن يستخدم صوتًا جميلًا، وأن يقول أولًا: "من فضلك" ويوضح ماذا يريد، وأن عليه اختيار شيء واحد كحد أقصى وغير مسموح بأكثر من ذلك.

امدحيه إذا التزم بتعليماتك

لا تتجاهلي أبدًا أي تحسّن في تصرفاته وطريقة تعبيره عن مشاعره، فمتى التزم بما هو مطلوب وطلب منك ما يريد بصوت حسن وأسلوب لائق، قولي له بنبرة صوت سعيدة حتى في حالة رفض ما يريد: "أنا سعيدة جدًّا أنك طلبت ما تريد بأسلوب لائق، وسوف أشتري لك الحلوى الآن/ أو سوف نؤجل ذلك إلى ما بعد الغداء"، وبهذا سيتعلم مع الوقت كيف يُمكن أن يحصل على ما يريد دون اللجوء إلى البكاء.

لا تشعريه بالملل

احرصي على إشغال طفلك طوال الوقت ووضع جدول له يتضمن مواعيد الطعام ومواعيد القيلولة والنوم مبكرًا، ولا تدعيه يشعر بالملل أبدًا. وبالطبع لا أتحدث هنا عن تركه أمام التلفاز أو أحد الأجهزة المحمولة، ولكن تنظيم وقته ليحظى باللعب مع رفاقه أو الخروج والتنزه لبعض الوقت وممارسة الأنشطة اليدوية وما إلى ذلك.

7. خصصي بعض الوقت له وحده

خصصيبعض الوقت لتقضيه مع طفلك بالمنزل،فأحيانًا قضاء عشر دقائق بتركيز مع طفلك واللعب معه بالسيارات أو العرائس أو الصلصال أو ألوان الأصابع أو الرقص على الموسيقى، يقيكِ الكثير من نوبات البكاء. لأنه بذلك يتعلم كيفية اللعب وإلهاء نفسه بنفسه إن أراد، وكذلك سيشعر باهتمامك وحبك لبعض الوقت، فلن يضطر إلى البكاء لجذب انتباهك.

وفي النهاية، حاولي أن تكوني دومًا هادئة، لا تتعصبي أو تتوتري أمام بكاء طفلك، واغمريه بالحب والحنان الذي يحتاج إليه، وحاولي توفير مناخ هادئ له، ما يسهم في تخفيف نوبات بكائه.