بينما كان المستشار مصطفى عبد الجليل (رئيس المجلس الإنتقالي السابق) يستعد للصعود الى الطائرة بمطار الأبرق شرق مدينة البيضاء في طريقه لعبور احدى المطارات الأوروبية التي سيتوجه منها الى البرازيل تلبية لدعوة شخصية له من ((الفيفا)) باعتباره لاعبا دوليا بالفريق الليبي سابقا، لحضور الاحتفالات بافتتاح فعاليات كأس العالم ،  أطلق دعوته المدوية بـ ((إقالة الشيخ الصادق الغرياني)) من وظيفة المفني العام في ليبيا "بسبب فقدانه لشرط من شروط الاهلية، هو فقدان ثقة الليبيين به بحسب ما نص عليه قانون تعيين منصب المفتي". 
ولم تتوقف الدعوة الى إقالة (الشيخ الدكتور) الصادق الغرياني مفتي الديار الليبية عند حدّ ما أطلقه المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الإنتقالي السابق  إلى "عزل مفتى منصبه، فورا" ، حيث قال عبد الجليل : "أنه ومع احترامه لعلم الشيخ «الغرياني» وتاريخه النّضالي ، إلَّا أنّ تصريحاته الأخيرة التي وصف من خلالها من يواجه الإرهاب بأنه يحارب الإسلام والمسلمين، يخالف شروط أهلية تولي دار الإفتاء" حسبما تناقلته وسائل إعلام ليبية وعالمية ، بل أصبحت مسألة اقالة الغرياني مطلبا ملحّا في كامل التراب الليبي .. وذلك بعد أن تجرّأ سكان مدينة تاجوراء (18 كيلو متر شرق طرابلس) على منعه من إلقاء الدروس والمواعظ قبل صلاة كل جمعة متهمين اياه بـ "تسييس الدين.. وتجيير دروسه ومواعظه لخدمة ايديولوجيا سياسية" لاتخدم الوحدة الوطنية وتهدد النسيج الاجتماعي . 
وكانت جمعة أمس هي الجمعة الثالثة التي لم «يعمر» فيها المفتي مسجد مراد آغا القريب من موطن سكنه بتاجوراء .. وارتفعت في الساحة القريبة من المسجد بعد آداء المواطنين صلاة الجمعة، أصوات عديدة من أعمار مختلفة (نقلتها فضائيات ليبية) تطالب بعزل الشيخ «الصادق الغرياني » من منصبه كمفتي للديار الليبية و"اعتباره مثيرا، بفتاواه، للفتنة، وللحساسيات" و "قرع طبول الحرب الأهلية" .. وتجددت الدعوات لـ "عزل المفتي" بعد عصر الأمس، من المتظاهرين السلمييّن في ساحات الشهداء بطرابلس والبيضاء وأمام فندق تيبستي ببنغازي . 
أما في مدينة طبرق فقد أعلن الطيب الشريف احد أبرز قيادات قبيلة العبيدات إحدى أكبر القبائل الليبية ، المنتشرة في ربوع المنطقة الشرقية من ليبيا ان قبيلته العبيدات "أصدرنا منذ أسبوع "10 حزيران/يونيو الجاري" بيانا نزعنا فيه عن المفتي صفته لتدخله في السياسة " . 
الكثير ممن يعيشون في ليبيا ويرصدون "كواليس السياسة" يتساءلون اليوم : من سيجرؤ على اتخاذ قرار عزل الشيخ الغرياني وجلّ المسؤلين الليبيين في السلطتين التشريعية والتنفيذية يتسابقون على تقبيل يده أثناء مصافحته "تبركا أو تزلفا" ؟ !! 
وهل تجرؤ رابطة علماء ليبيا على الضغط على دار الإفتاء الليبية باختيار مفتي بديل له ؟ 
الإجابة ربما تكون هي الأخرى مرتبطة بما سينتج عن "مخرجات" الانتخابات البرلمانية التي تنطلق في الخامس والعشرين من حزيران / يونيو الجاري .. والتي ينتظرها الليبيون بفارغ الصبر لتصحيح الكثير مما يعتري المشهد الليبي من طفح واجب الإزالة.