تجري اتصالات سرية بين قادة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ورموز في المعارضة السودانية للتوصل إلى تسوية تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل.

وقال مصدر مطلع فى الخرطوم إن الاتصالات الجارية بين الحزب الحاكم والمعارضة لا تزال في مراحلها الأولى، واصفاً إياها بالـ"الاستكشافية"، ورجَّح إرجاء الانتخابات في حال التوصل إلى تفاهمات تمهد لمصالحة وطنية تشمل المعارضة وتحالف متمردي "الجبهة الثورية" في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

لكن مسؤولا فى حزب المؤتمر الشعبى المعارض نفى وجود أي اتصالات سواء كانت سرية أو علنية مع الحزب الحاكم وشدد على أن قوى المعارضة متمسكة بأهدافها المعلنة بالعمل على إسقاط النظام الحاكم فى السودان وتشكيل حكومة انتقالية .

وأضاف المصدر فى تصريحات صحفية أن التغيير الأخير في الحكومة السودانية الذي أزاح رموزاً بارزة في السلطة كانت تعرقل جهود المصالحة الوطنية، قد يفتح الباب أمام حوار جدي ، وأشار المصدر إلى أن استقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد يتطلب تنازلات من كل الفرقاء لتجنب أخطار التمزق والانهيار.

في سياق متصل، قال الرئيس الجديد للبرلمان السوداني الفاتح عز الدين: إن الحزب الحاكم سيكون مرناً في مواقفه مع القوى السياسية لصوغ الدستور وتعديل قانون الانتخابات.

ورأى أن شرط المعارضة تشكيل حكومة انتقالية يرمي إلى تفكيك النظام في ظل ظروف استثنائية وينطوي على رفض للمشاركة في الحوار والتلاقي. ورفض إيقاع البلاد في فراغ حقيقي وتفكيك المؤسسات في ظل انهيار الدول الأفريقية الجارة للسودان. وأشار إلى إمكان التوصل إلى الأهداف المتعلقة بالمشاركة والتوازن في الفرص لتشكيل المستقبل في تداول سلمي للسلطة عبر الانتخابات.