قالت صحيفة " لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن أي قوة عظمى من الممكن أن تتسبب في خسائر عن غير قصد، مشيرة إلى اجتياح ليبيا قبل 3 أعوام.

وأضافت - في تقرير على موقعها الإلكتروني- أن هذا الاجتياح لم يكن من الممكن التنبؤ بنتائجه، مشددة على اختلافه عن اجتياح أي من العراق أو أفغانستان.. وأكدت الصحيفة أن أيا من الدبلوماسيين الأمريكيين لم يكن يتخيل قبل 3 أعوام ما سيؤول إليه الحال في ليبيا اليوم - إذ أصبحت ليبيا بلدا ينعدم فيه القانون، جاذبا للإرهاب، ومزعزعا لاستقرار جيرانه.

وعادت الصحيفة، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى ما قبل3 سنوات إبان ابتهاج الشعب الليبي بقدوم الدبلوماسيين الأمريكيين لليبيا باعتبار الولايات المتحدة وحلفائها، المنقذين مما كان سيرتكبه أنصار الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معيدة إلى الأذهان وصف أوباما للمهمة الغربية التي لم يسقط فيها قتيل واحد بـ "التدخل النموذجي".

وقالت إن السيناريو الليبي ليس كغيره؛ إن أي عمل فيه حتى وإن كان قليلا ينقلب لنتيجة غير مقبولة وله ثمنه.. وإنه بالرغم من النجاحات العسكرية التي حققتها الولايات المتحدة وحلفاؤها من "منظمة حلف شمال الأطلسي"، إلا أنهم فشلوا في تحقيق غايتهم الأبعد وهي "وضع ليبيا على الطريق الديمقراطي السليم" وجعلها بلدا لا يمثل أي خطر على الأمن الغربي.

ونقلت "لوس أنجلوس تايمز" قول النقاد إن الولايات المتحدة وحلفاءها عملوا بغير قصد على جعل ليبيا منطقة تهديد أمنى أقوى مما كانت عليه قبل الاجتياح العسكري، لتصبح الملاذ الأكثر أمنا للمتشددين في شمال افريقيا، والمخزن لأسلحتهم التي يتم تهريبها لجماعات مسلحة متطرفة في الصومال ونيجيريا وغيرها، كما أصبحت ليبيا أيضا بوابة واسعة لأكثر من 50 الف شخص، من سوريا وشمال افريقيا، لأوروبا عبر حدودها المفتوحة.

ونوهت الصحيفة عن صعوبة التأكد في الوقت الراهن بعدما غادر الأمريكان ليبيا، مما إذا كان المسؤولون الليبيون قادرين على تحقيق الحرية والأمن لشعبهم، والنجاح في بناء تحالفات سياسية، وأشارت إلى رفض الحكومة الليبية الضغوط الغربية لإغلاق حدودها وبناء جيش قوى، وإفساحها المجال أمام الميليشيات المسلحة.

واختتمت الصحيفة بأنه نظرا لانشغال الإدارة الأمريكية بعدد من القضايا العالمية، فإن الأزمة الليبية تأتى الآن كقضية من الدرجة الثانية، ولكن إذا ما استمرت الأوضاع في التردي، فربما يتدخل الناتو من جديد من أجل إنقاذ البلاد.