احتدمت المواجهات والاشتباكات بين تجمعات من المتظاهرين الرافضين لتكليف الدكتور حسان دياب برئاسة وتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، والقوى الأمنية والعسكرية، في منطقة (كورنيش المزرعة) بالعاصمة بيروت، فيما استمر المتظاهرون في قطع الطرق الرئيسية والأوتوسترادت وطرق السفر الدولية في العاصمة وعدد من المناطق في المحافظات المختلفة.
وشهدت منطقة كورنيش المزرعة مواجهات بالغة حادة بين المتظاهرين من جهة، وقوات مكافحة الشغب ووحدات الجيش لدى محاولاتهم فتح الطريق الذي أغلقه المحتجون بالعوائق والإطارات المشتعلة وصناديق النفايات، ورشقوا القوى الأمنية والعسكرية بكميات كثيفة من الحجارة والألعاب النارية، لترد قوات الأمن والجيش بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وتمترس المتظاهرون قرب جامع جمال عبد الناصر، وسادت حالة من الكر والفر بينهم وبين قوات الجيش وقوات مكافحة الشغب التي عززت من تواجدها في محاولة لاحتواء الوضع.
وردد المتظاهرون هتافات مناوئة لعدد من القوى السياسية، في مقدمتها حزب الله والتيار الوطني الحر ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، معتبرين أنهم "نفذوا مؤامرة" لاستبعاد سعد الحريري من موقع رئاسة الوزراء وفرض رئيس حكومة على غير إرادة السواد الأعظم من أبناء الطائفة السُنّية.
وبدا واضحا أن المتظاهرين لم يتجابوا مع الدعوات المتتالية التي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بطلب انسحابهم من الشارع وعدم قطع الطرق والعودة إلى منازلهم، حيث أصروا على البقاء في الشوارع وقطع الطرق والدخول في مواجهات مع القوى الأمنية والعسكرية.
من ناحية أخرى، تجمع متظاهرون أمام منزل رئيس الوزراء المكلف حسان دياب في منطقة (تلة الخياط) ببيروت، مرددين الهتافات الرافضة لتوليه رئاسة الحكومة، ودون أن تقع ثمة مواجهات مع القوى الأمنية المكلفة بحراسة منزله.
كما قام المتظاهرون في محافظة عكار ومدينة طرابلس (شمالا) وكذلك في مناطق متفرقة من محافظة البقاع، بقطع عدد من الطرق لذات السبب اعتراضا على تولي حسان دياب وتكليفه برئاسة الوزراء.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش اللبناني عن إصابة 7 عسكريين بعدما تعرضوا للرشق بالحجارة من قبل المحتجين، أثناء محاولة فتح طريق الناعمة (أوتوستراد يربط بين العاصمة بيروت ومدينة صيدا جنوبا) والذين حاول بعضهم تفريغ حمولة شاحنة من الأتربة في وسط الطريق لإعاقة حركة المرور.
وأشار الجيش –في بيان له مساء أمس– إلى أنه اضطر إلى إطلاق النار في الهواء واستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، لافتا إلى أن الطريق تم فتحه جزئيا ويتم العمل على إعادة فتحه كليا أمام حركة المرور.