أثار حوار الدوحة الذي جمع رموز النظام السابق من جهة  والجماعة الليبية المقاتلة والإخوان المسلمين ووفد من مدينة مصراته من جهة أخرى في مارس ومايو الماضيين، جدلا واسعا بين الليبيين الفترة الماضية، بوابة إفريقيا الإخبارية التقت وزير الصحة السابق الدكتور احتيوش فرج احتيوش في العاصمة تونس والذي كان من بين المشاركين في هذا الحوار فكان اللقاء التالي:

بداية مرحبا بك دكتور ولو تقدم لنا لمحة عن حوار الدوحة؟

حوار الدوحة كان من أجل لقاء المختلفين والمتخالفين داخل الوطن، الوطن لابد أن يبنى بسواعد الجميع لا يجب أن يبنى على أحادية من أي جانب، الحوار مع الجماعة الليبية المقاتلة والإخوان المسلمين بدء منذ سنة ست وألفين عندما كان عدد منهم داخل السجون واستمر بتباطؤ، إلى أن خرج عدد من الجماعة الليبية المقاتلة والإخوان من السجون، بعد ما أسميت الزلزال المدمر الذي ضرب ليبيا في سنة إحدى عشرة وألفين تغيرت الأمور أصبح من كان في السلطة مسجون ومن كان مسجونا صار في السلطة، طبعا الاجتماع حضره ممثلون للنظام السابق -كل منهم يشكل حالة وطنية بذاته- من جهة ومن الجماعة الليبية المقاتلة والإخوان المسلمين ووفد من مصراته من جهة أخرى.

بماذا خرجتم بعد هذا الحوار؟

نحن اجتمعنا مرتين في قطر وبعد ذلك طلبنا منهم أن يكون الاجتماع الثالث في ليبيا وفي طرابلس وتحديدا في سجن الهضبة. قلنا لهم إننا نريد أن نجتمع داخل السجن ثلاثين مقابل ثلاثين، يمثل النظام السابق عشرة عن السجناء وعشرة عن الناس الوطنيين خارج ليبيا وعشرة عن الوطنيين داخل ليبيا وثلاثين عن فبراير. كل ما نطلبه هو يوم واحد نتحدث فيه مع بعضنا ونتأكد فيه من أن ما اتفقتم فيه مع المساجين هو فعلا ما تم صياغته وأنهم لم يكونوا مكرهين على قبوله ومن ثم نجتمع في اليوم الثاني لنناقش وثيقة تضمن تطبيق الاتفاق بيننا. كما اتفقنا على أن نعقد اجتماعا شهر رمضان المنقضي وللأسف لم نجتمع حتى لكن في شهر عشرة سنعقد اجتماعا  تنظيميا لترتيب الاجتماع الثالث.

اتفقنا على وثيقة وستعرض في اجتماع الهضبة، وكل ما سيتم خلال هذا الاجتماع سيكون تحضيريا لاجتماع الهضبة ونتائج اجتماع الهضبة يعرض على الناس لمعرفته وإبداء الرأي حوله.

طيب ماهو دور قطر في هذا الحوار؟

قطر لم تتدخل لا من قريب ولا من بعيد وكلمة وزير الخارجية القطري وسفير قطر لدى ليبيا كذلك. جاءتنا معلومات بأن الحوار بدأ داخل السجن أي بين رموز النظام السابق ومحامي رئيس جهاز المخابرات السابق عبدالله السنوسي هو الذي أوصل إلينا هذه الرسالة. لكن أبوزيد دوردة كانت له تحفظاته على هذا الحوار وقال لنا بالحرف الواحد: "لا تحنو رؤوسكم لأحد بسبب انني في السجن".

برأيك ما لذي دفع الإسلاميين في ليبيا إلى تغيير موقفهم من المصالحة التي كانوا إلى وقت قريب يرفضونها؟

الحقيقة في الاجتماع أنا قلت لهم بالحرف الواحد أنكم استطعتم دخول ليبيا لكنكم لم تستطيعوا أن تشكلوا حتى شبه دولة ولو شكلتم شبه دولة لما جئتم لتبحثوا عنا.

طيب ماذا بخصوص قانون العفو التشريعي العام؟

هذه واحدة من المبادئ الرئيسية التي طرحناها من أصل تسعة عشرة مبدءا اتفقنا عليه. طالبنا بإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين دون أي قيد أو شرط.

كثر الحديث مؤخرا عن المصالحة، لكن يبدو أن كثرة المنابر الداعية لها حالت دون تحقيقها. ما رأيك؟

في الحقيقة المصالحة في ليبيا لم تصل بعد الى مرحلة جدية لأنها مازالت في شكل اجتماعات مبعثرة. عدم وجود جسم نظامي يرعى هذه المصالحة حال دون التقدم نحو هذا الهدف.لابد أن تكون هناك هيئة نظامية تشريعية لا علاقة لها بأي طرف سياسي تتابع هذه المصالحة، يكون لديها ميزانية خاصة وبرنامج خاص تتكون من متئة الى مائة وخمسين شخص عملهم الوحيد هو تحقيق المصالحة.لكن اذا اجتمع كل عشرة على حده و برعاية المجتمع المدني فان ذلك لن يؤدي لتحقيق أي تقدم نحو هذا الاتجاه.

هناك من يقول أيضا إن المصالحة اليوم باتت ورقة في أيدي أطراف داخلية وحتى خارجية في ليبيا. ما رأيك؟

نعم أكيد، ولهذا أنا أطالب بتشكيل جسم نظامي يتولى هذه المهمة وأنا متأكد أن بإمكانه تحقيق شيء ما.

حادثة سجن الرويمي كيف أثرت على مسار الحوار بينكم وبين الجماعة الليبية المقاتلة؟

لا للأسف نحن لم نلتق حتى نتحدث في هذا الموضوع وكما أخبرتك اتفقنا أن نلتقي مرة أخرى في اجتماع تحضيري يمهد لاجتماع الهضبة لا غير.

هل ستحضرون حوار نالوت الذي سترعاه الأمم المتحدة ؟ وبماذا ستدخلون هذا الحوار بماذا ستطالبون؟

أنا شخصيا دعيت لهذا الاجتماع ومازلت أفكر في حضوره وحتى لو لم أحضره فان هناك من سيحضر لإيصال وجهة نظرنا ولعل أبرزها إخراج المساجين السياسيين وإعادة المهجرين لأماكنهم ومدنهم وجبر إضرار المتضررين.