سجلت أسواق المال الرئيسية في آسيا وأوروبا أمس الثلاثاء، ارتفاعاً بعد قمة تاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة، فيما يترقب المستثمرون اجتماعات مهمة للاحتياطي الفدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع.

وقال ترامب إنه بنى "علاقة خاصة" مع الزعيم الكوري الشمالي الذي أعاد تأكيد التزامه "بالنزع الكامل للأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية" في وثيقة مشتركة وقعها الزعيمان.

وفيما لا يُتوقع صدور نتائج فورية عن القمة، إلا أنها أعطت الأمل بتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية.

غير أن المستثمرين لا يزالون قلقين من حرب تجارية شاملة بعد قمة لمجموعة السبع في كندا نهاية الأسبوع الماضي، انتهت بتراجع ترامب عن دعم بيان مشترك متهماً رئيس الوزراء المضيف جاستن ترودو بقلة النزاهة.

وجاءت تلك المواقف بعد أن فرض ترامب رسوماً جمركية على الصلب والالمنيوم المستورد من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، مثيراً تهديدات بإجراءات انتقامية يخشى البعض تصاعدها.

وتركزت الأنظار الثلاثاء على سنغافورة حيث عقد ترامب وكيم أول قمة أمريكية كورية شمالية بين زعيمين في السلطة.

ووقع الزعيمان ما وصفه ترامب بالوثيقة "الشاملة" و"المهمة" متحدثاً عن "علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية".

وقال كيم إن خصمي الحرب الباردة تعهداً "بطي صفحة الماضي" ووعد "بأن العالم سيشهد تغييراً كبيراً".

وشهدت الأسهم اضطراباً في النهار لكن بورصة طوكيو سجلت عند الاغلاق ارتفاعاً بـ0.3%، وشنغهاي باـ 0.9%. وأغلقت بورصة هونغ كونغ مرتفعةً بـ0.1%

وفي مستهل تعاملاتها ارتفعت بورصتا باريس ولندن وفرانكفورت الألمانية بـ0.3%.

وقال ستيفن اينيس، مدير قسم المضاربات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مجموعة أواندا: "بعد تخطيهم بسرعة الخلاف في نادي مجموعة السبع في كيبيك، يلتفت المستثمرون إلى أجواء التفاؤل التي اشاعتها قمة سنغافورة".

وقال غوهون كوون، الرئيس المشارك والخبير الاقتصادي في مركز الأبحاث الكورية لدى غولدمان ساكس، لشبكة بلومبرغ قبيل التوقيع على الوثيقة بين ترامب وكيم إن الأسواق استفادت من تراجع خطر نشوب نزاع في شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف إن "متابعة وتنفيذ وتطبيق" أي اتفاقيات جديدة تنطوي على أهمية بالغة.

وفيما كانت قمة ترامب وكيم تحتل صدارة الأخبار، يترقب المستثمرون اجتماعات الاحتياطي الفدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي.

ومن المتوقع أن يرفع البنك الأمريكي معدلات الفائدة الأربعاء لكن الاهتمام ينصب على بيانه في أعقاب الاجتماع، وإذا كان سيتضمن أي مؤشر حول خطط لزيادة مستقبلية.

ويناقش مسؤولو البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، على الأرجح وللمرة الأولى خفض برنامج التحفيز الذي بدأ تطبيقه في فترة الأزمة المالية.

وسجل اليورو مكاسب إضافية بعد انتعاشه الإثنين وسط تصريحات وزير المالية الإيطالي الجديد جوفاني تريا التي استبعد فيها خروج روما من منطقة العملة الأوروبية الموحدة.

وهدأت تصريحاته المخاوف من نوايا حكومته الشعبوية والمشككة في أوروبا.

وتعرض الجنيه الاسترليني أيضاً لضغوط فيما تستعد رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي لتصويت حول مجموعة من التعديلات المتعلقة بتشريع مهم حول بريكست، يُمكن أن يقيد ماي في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي.