ستتمكن عائلة المهاجر الجزائري عبد المجيد جخار، القاطنة بولاية سكيكدة (شرق الجزائر)، أخيرا من استلام جثمان ابنها جمال الدين البالغ من العمر 35 عاما، بعد جهود كبيرة من أجل استرجاعه الى الجزائر ودفنه فيها.

ومن المنتظر أن يصل جثمان جمال الدين، الى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة اليوم الخميس، لينقل بعدها الى مسقط رأسه بمدينة القل في ولاية سكيكدة، أين سيتم تشييع جنازته يوم غد الجمعة بمقبرة عين الدولة.

قصة هذا الشاب الحزينة والمؤلمة، التي عاشتها عائلته على مدار نحو سنة ونصف، انطلقت بعد تلقيها خبر وفاته بالبوسنة.

الضحية جمال الدين كان يعمل في مصنع الرخام بولاية سكيكدة إلى غاية سنة 2018، حين قرر الهجرة ومغادرة أرض الجزائر، بحثا عن حياة جديدة، حسب عائلته التي قالت بأنه تنقل إلى تركيا بطريقة شرعية، ثم انتقل إلى اليونان بطريقة غير شرعية، ثم منها إلى البوسنة، أين ظلّ يتواصل مع أفراد عائلته بطريقة عادية ومنتظمة.

وقبل وفاته كان قد اتصل بشقيقته المقيمة بفرنسا، لتنقطع أخباره بعدها نهائيا، ما أدخل عائلته في حالة من القلق والحيرة بشأن مصيره، لتعلم بعدها أن ابنها جمال كان من بين ضحايا الحريق الذي شبّ بأحد مراكز إيواء المهاجرين بسراييفو أواخر سنة 2020.

تلقت بعدها العائلة بلاغا من أمن دائرة القل مفادها أن ابنها جمال الدين قد توفي، إثر إصابته بحروق بليغة نتيجة نشوب حريق في مركز المهاجرين، وقد فارق الحياة بالمستشفى في سراييفو، وللتأكد من ذلك الخبر، مسحت العائلة مواقع التواصل الاجتماعي واليوتوب، أين وجدوا أن حريقا شب في مركز المهاجرين في شهر ديسمبر من سنة 2020، أدى إلى وفاة عدة مهاجرين من مختلف الدول من بينهم 3 جزائريين.

كما أن العائلة راسلت وقتها وزارة الخارجية الجزائرية وبالاتصال بالمصالح القنصلية الجزائرية، لإرسال صور لتتأكد العائلة من وفاة ابنها قبل إقامة مراسيم الجنازة. ومنذ التأكد من خبر وفاته، والعائلة تعمل بالتنسيق مع السلطات الجزائرية، على استرجاع رفاته لدفنه بمسقط رأسه بمدينة القل، قرب قبر والده.