تواصل حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج انصياعها لأوامر الرئيس التركي ومخططات جماعة "الاخوان" الساعية لاستمرار مسلسل الفوضى في ليبيا ونهب ثرواتها،حيث تواصل رفض وقف اطلاق النار الذي أعلن عنه الجيش الوطني الليبي،فيما كانت سابقا تستجدي الهدنة وهو ما يثبت أنها باتت تستقوي بالغزو التركي الذي تصاعدت وتيرته في محاولة لانقاذ أذرع أردوغان في طرابلس.

وتصاعدت الدعوات الدولية لوقف اطلاق النار،حيث طالب مشعل بن فهم السُّلمي رئيس البرلمان العربي المنظمات الدولية بالتدخل لوقف فوريّ لإطلاق النار في ليبيا.ووجه رئيس البرلمان العربي الجمعة رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي يُطالب فيها مجلس الأمن الدولي بإلزام كافة الأطراف المتصارعة في ليبيا بالوقف الفوري لإطلاق النار، وذلك لحماية المدنيين وتهيئة الأوضاع لاستئناف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا.

وأكد رئيس البرلمان العربي أن ليبيا تعيش أوضاعًا إنسانياً في غاية الصعوبة في ظل انتشار وباء كورونا، والحصار المفروض على بعض المدن الليبية، واستمرار العمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين وما صاحبها من عمليات انتقامية.وشدد رئيس البرلمان العربي على ضرورة حقن دماء أبناء الشعب الليبي ولا سيما في هذه الأيام المباركة والتي يتهيأ فيها المسلمون في كافة دول العالم للاحتفال بعيد الفطر.


من جهته اكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو،لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، خلال اتصال هاتفي، علي أنه "لا حل عسكري للأزمة الليبية، وأن الحل يكمن في العودة إلى المسار السياسي، وضرورة الالتزام بمخرجات مؤتمر برلين"، مشيرا إلى حرص بلاده على تحقيق الاستقرار في ليبيا وإنهاء معاناة شعبها، وأنها ستعمل على تحقيق ذلك.

وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو تم خلاله بحث تطورات الوضع في ليبيا، حيث أشارت الخارجية الروسية في بيان لها إلى أنه "تمت الإشارة إلى أهمية التوقف الفوري للأعمال القتالية واستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة بمشاركة إلزامية من الأطراف الليبية لحل الأزمة على أساس قرارات مؤتمر برلين التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،خرج من جهته ليؤكد أن إنهاء الصراع في ليبيا "بات أمرا مهمّا وحاجة مُلحة"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، تم خلاله التعبير عن انشغالهما ومخاوفهما من تزايد التدخلات الأجنبية في ليبيا، وذلك في رسالة واضحة إلى تركيا التي أصبحت محاولاتها لغزو ليبيا محط انتقادات دولية.

وأعلن الجيش الوطني الليبي ليل الثلاثاء الأربعاء، قرارا بوقف إطلاق النار من جانب واحد، وذلك لتجنب إراقة الدماء في نهاية شهر رمضان وإعطاء فرصة لاستعداد المواطنين لعيد الفطر.وأوضح الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن قوات الجيش قررت الابتعاد عن طرابلس لمسافة 2 إلى 3 كيلومترات على جميع الجبهات.

وقال المسماري: "نتفهم جميع الصعوبات التي يعاني منها أهلنا في طرابلس والخطر الذي يواجهونه بسبب الأعمال العدائية للإرهابيين والمرتزقة الأتراك".وأضاف "منذ بداية شهر رمضان، أعلن الجيش الوطني الليبي من جانب واحد عن وقف لإطلاق النار، ومع ذلك فإن ما يسمى بحكومة الوفاق لم تدعم هذه المبادرة الإنسانية".

دعوة الجيش الليبي قوبلت بترحيب أممي ودولي لكن في المقابل أعلنت حكومة الوفاق رفضها لهذه الهدنة.وقال متحدث الخارجية بحكومة الوفاق الليبية المتمركزة بطرابلس، محمد القبلاوي،الأربعاء، أنه تم رفض دعوات وقف إطلاق النار الحالية لأنها "محاولة لإنقاذ حفتر الذي رفض الهدنة منذ البداية".على حد زعمه.

وكانت رئيسة البعثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز،قالت الثلاثاء الماضي،إن حكومة الوفاق لم تتقيد بوقف النار المعلن، ودعت إلى الالتزام بقرارات حظر توريد السلاح إلى ليبيا.فيما عبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال اتصال مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج عن قلقه من تصاعد القتال في طرابلس وحولها.


وبدا واضحا ان حكومة الوفاق استقوت بالتدخل التركي الذي تجاوز حدودج ارسال السلاح والمرتزقة والارهابيين ليتحول لغزو مباشر حيث أصبحت أنقرة القائد الفعلي للعمليات العسكرية في ليبيا.وتزايد تعنت الوفاق ومليشياتها بعد سقوط قاعدة عقبة بن نافع "الوطية" في أعقاب استهدافها بهجمات مكثفة من البارجات التركية والطيران التركي المسير ما دفع الجيش الليبي للانسحاب منها.

سقوط "الوطية" ومن قبله عدد من مدن الغرب الليبي صبراتة وصرمان والعجيلات كان نتاج الغزو التركي الذي بات واضحا وعلنيا بشكل كبير.وتسعى أنقرة الى الاستيلاء على مدينة ترهونة التي تعتبر آخر معاقل الجيش الليبي غرب ليبيا، وتعد المنفذ الرئيسي للدخول إلى العاصمة طرابلس تمر عبرها إمدادات الجيش وإلى محار عين زار والرملة وصلاح الدين.

وشهدت المدينة، اليوم الجمعة، اشتباكات عنيفة من ثلاثة محاور في محاولة جديدة لمليشيات ومرتزقة أردوغان للسيطرة على المدينة،لكن الجيش الليبي تمكن من صد الهجوم وكبد المهاجمين خسائر كبيرة.ونقل موقع "ارم نيوز" الاخباري عن الضابط في عمليات الجيش الليبي، محسن الحامدي: إن قوات الجيش بادرت بالهجوم على العناصر المسلحة في مواقع تجمعاتها، وهي تستعد للهجوم على ترهونة، بعد أن نفّذ سلاح الجو الليبي ليلة أمس وفجر اليوم، أكثر من 10 غارات جوية على مواقع وتجمعات الميليشيات، كبدتها خسائر فادحة.

وأضاف الحامدي، أن عناصر الميليشيات انسحبت بطريقة غير منظمة أمام الجيش، بعد استهدافها من الجو والأرض.وأوضح الحامدي، أن قوات الجيش تقدمت لمواجهة هذه العناصر في عدة مواقع أمامية، منها مثلث الشريدات، والقربوللي، والرواجح، وكذلك الطريق الساحلي. وتم في هذه العملية، مقتل عدة عناصر، منها القيادي في ميليشيات، نور الدين النعاس، والذي تفحمت جثته في السيارة التي تم استهدافها من قبل الجيش.

ويعد نور الدين النعاس الزنتاني، آمر ما تعرف بسرية الاقتحام، أحد أبرز قيادات الزنتان الموالية لأسامة جويلي.ويعد النعاس قائدا ميدانيا لدى الميليشيات المدعومة بالمرتزقة والمسؤول عن نهب وسرقة منازل صرمان وصبراتة والمسؤول عن قيادة المرتزقة التشادية في معارك العزيزية التي تمتهن سرقة منازل المواطنين، وفقا لتقارير اعلامية نقلا عن شهود عيان.

وفي سياق متصل أكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، فجر الجمعة، إسقاط دفاعات الجيش 5 طائرات تركية مسيرة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، منها اثنتان كانتا تستهدفان المدنيين في ترهونة.ومنذ ما يقرب من شهرين، تحاول ميليشيات طرابلس ومرتزقة تركيا اقتحام مدينة ترهونة الواقعة 88 كيلومترا جنوبي طرابلس، للاستيلاء عليها وقطع خطوط الإمدادات عن غرف العمليات العسكرية للجيش الليبي المتقدمة في العاصمة الليبية.


وعلى وقع محاولات الوفاق وحليفه التركي الترويج لانتصارات كبيرة،يتجه الجيش الوطني الليبي للاستعداد لجولة جديدة من القتال متوعدا بإلحاق هزيمة بالحلف الإخواني التركي القطري في ليبيا.وهو ما أكدته تصريحات رئيس أركان القوات الجوية بالجيش الليبي، الفريق صقر الجروشي، التي أعلن فيها أن سلاح الجو الليبي "أوشك على تنفيذ أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا.

وقال الجروشي في تصريحاته، إن "الساعات القادمة ستكون مؤلمة جدا على المعتوه وأتباعه في ليبيا"، وذلك في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.وأكد في هذا السياق أن "جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن المحتلة في ليبيا، هي هدف مشروع لمقاتلات سلاح الجو التابع للجيش الليبي"، موجها في نفس الوقت تحذيرا وصفه بالأخير إلى "المُغرر بهم والمنضمين إلى الميليشيات، بأن يُسلموا أنفسهم وإلا ستتم إبادتهم".

وتؤكد هذه التطورات،أن تشهد الساحة الليبية تصعيدا عسكريا خلال الأيام المقبلة،ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مصادر توقعاتها، أن تكون الجولة الجديدة من القتال في ليبيا أعنف بكثير من الجولات السابقة، وقالت إن ذلك ما يُفسر عودة الأزمة الليبية إلى دائرة اهتمام الأطراف الإقليمية والدولية التي ارتفعت فيها وتيرة الاتصالات والمشاورات التي شملت أبرز العواصم المؤثرة في العالم بدءا من موسكو إلى واشنطن مرورا بباريس وكذلك أنقرة.