بالرغم من التحالف القائم بين حكومة الوفاق الليبية ومن ورائها تيار الاسلام السياسي وعلى راسه جماعة "الاخوان" مع النظام التركي بهدف محاربة الجيش الوطني الليبي،فان الفشل يخيم على هذا التحالف بعد أشهر من الدعم بالأسلحة والعتاد والجنود ناهيك عن آلاف من المرتزقة والارهابيين،وهو ما دفع حكومة السراج وحليفها التركي لمحاولة استمالة حلف الناتو للتدخل في ليبيا لصالحهم.

بالرغم من خسائرها الكبيرة مازالت تركيا تصر على التواجد في ليبيا تقودها أطماع في ثروات البلد النفطي وأحلام عبثية لأردوغان باستعادة ارث عثماني قديم لا يوجد الا في مخيلته المريضة.فعلى الأراضي الليبية تتواصل هزائم أردوغان وتتساقط طائراته تباعا وآخرها،السبت،مع اعلان الجيش الليبي إسقاط مسيرة تركية في محيط قاعدة الوطية الاستراتيجية الواقعة على بعد 140 كم غرب العاصمة طرابلس وحوالي 30 كم على الحدود التونسية، أهم قاعدة عسكرية جويّة غرب البلاد.


وتسعى حكومة الوفاق بدفع من  تركيا، للسيطرة على هذه القاعدة العسكرية، لتحقيق تقدم ميداني كبير وتفوق عسكري هام، حيث إن السيطرة عليها يعني قطع خطوط الإمدادات الموجهة لقوات الجيش الليبي بالعاصمة طرابلس، خاصة بمدينة ترهونة، وتعني أيضا السيطرة على سماء كامل المنطقة الغربية.لكن المليشيات ومرتزقة أردوغان تلقت صفعات قوية على أسوار القاعدة وعادت في أكثر من مرة تجر أذيال الخيبة والفشل.

هذا الفشل المتكرر دفع تركيا لمحاولة الاستنجاد بحلف الناتو بهدف محاربة الجيش الوطني الليبي.حيث قال وزير خارجية تركيا،مولود تشاووش أوغلو، في حديث لقناة "أهاربر" التلفزيونية التركية،الجمعة 16 مايو/أيار 2020، إن "لا بد من وقف حفتر.. وعلى الناتو أن يلعب دوراً هاماً في هذا الصدد".على حد زعمه.

وزعم وزير الخارجية التركي، أن بلاده تؤمن بأن الحل الوحيد في ليبيا هو الحل السياسي، وأنه من أجل ذلك تسعى لتحقيق وقف إطلاق النار هناك".مزاعم يفندها استمرار النظام التركي في ارسال المزيد من المرتزقة والارهابيين،حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا نقلت عناصر من داعش للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الليبية..

وكشف المرصد اليوم الأحد، بأنّ عملية نقل المرتزقة إلى ليبيا من قبل تركيا، تتواصل بنسق حثيث، مشيرًا إلى أنّه رصد وصول دفعات جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبية عبر الجسر الجوي التركي بعد تلقيهم تدريبات في معسكرات بتركيا، من ضمنهم مقاتلون كانوا سابقا في صفوف تنظيم داعش.

وبذلك بلغ عدد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، نحو 8950 من المرتزقة بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3300 مجند، وفق المرصد.وبحسب المرصد فإنّ من ضمن المجموع العام للمجندين، يوجد نحو 150 طفلا تتراوح أعمارهم بين الـ 16والـ 18 غالبيتهم من فرقة السلطان مراد، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر، وفق قوله.

وتلقى مرتزقة أردوغان هزائم كبيرة وكشف المرصد اليوم الأحد، عن مقتل 11 مسلّحا من المرتزقة السورييّن، خلال المعارك على محاور عدة في ليبيا.وبين المرصد أن "حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، وصلت إلى 298 بينهم 17 طفلا دون الـ 18 عاما".وقال في بيان، إنّ "القتلى ينتمون لفصائل لواء المعتصم، وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه".

وتنفي هذه التطورات مزاعم النظام التركي بسعيه للحلول السياسية في ليبيا وتؤكد استمراره في مخططات نشر الفوضى في البلاد من خلال اغراقها بالسلاح والارهابيين وتأجيج الصراعات والفتن بين الليبيين.ويؤكد مراقبون أن محاولات النظام التركي لاستمالة الناتو وحثه على التدخل في ليبيا تأتي نتيجة استمرار خسائره وسقوط مخططاته. 

وفي هذا السياق،قال كامل المرعاش الكاتب والمحلل السياسي الليبي:" إن دعوة الرئيس التركي لتدخل الناتو في ليبيا تكشف مدى الفشل الذي مُنيت بها عملية "عاصفة الصحراء" التي أطلقتها حكومة الوفاق منذ ثلاثة أسابيع بدعم تركي على الأرض وعلى مستوى التسليح والعتاد، ومن ثم ترجيح كفة الجيش الليبي بقيادة حفتر".



واستبعد المرعاش، في تصريحات لـ "راديو سبوتنيك"، أن يستجيب حلف الناتو للرغبة التركية بإقحامه في الصراع الليبي، لأن القرار داخل الناتو قرار بالإجماع ولا شك أن هناك في داخل الناتو من سيرفض مثل هذا الزج بالحلف في الصراع الليبي لصالح أحد الأطراف.وأشار المرعاش إلى أن خيارات أنقرة بعد هذه التطورات هو خيار وحيد، وهو إرسال المزيد من المرتزقة إلى ليبيا بعد تدريبهم في عفرين، كما تشير بعض المصادر ووضع هؤلاء المرتزقة في مواجهة المعارك، وهو استثمار تركي في العنف والإرهاب.

وتأتي الدعوات التركية لتدخل ضد الجيش الليبي الناتو بالتزامن مع محاولات أخرى من حكومة الوفاق في نفس الاطار،وهو ما كشف عنه تحريف المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي لمضمون الاتصال الهاتفي الذي جرى،السبت، بين فايز السراج وأمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.

ففي حين زعم المكتب أن ستولتنبرغ أكد للسراج أن "الحلف يعتبر حكومة الوفاق الوطني هي الحكومة الشرعية ولا يتعامل مع غيرها"، معبراً عن قلق الحلف "من انخراط المرتزقة الروس في الحرب الليبية"، خلا البيان الذي أصدره الحلف من أي من هذه النقولات.وقال بيان الحلف الموجود على موقع الناتو إن ستولتنبرغ أعرب عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير للعنف في ليبيا وشدد على عدم وجود حل عسكري للوضع في البلاد.

وأكد الأمين العام للحلف أن الناتو يدعم بالكامل عمل الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة وحث جميع الأطراف في ليبيا وأعضاء المجتمع الدولي على دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة.وحول دعم الناتو المحتمل لليبيا، قال الأمين العام إن الناتو ما زال مستعدا لمساعدة ليبيا في بناء مؤسساتها الدفاعية والأمنية،مشيراً إلى أن مساعدة الناتو لليبيا ستأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والأمنية.

وكانت وسائل اعلام ومواقع وصفحات تابعة لحكومة الوفاق وجماعة "الاخوان" قد روجت ادعاءات المكتب الاعلامي للمجلس الرئاسي مؤكدة أن حلف الناتو يقف الى جانب حكومة الوفاق وأنه مستعد للتدخل لصالحها في الصراع الدائر في العاصمة الليبية منذ أشهر.واعتبر مراقبون أن هذا دليل جديد على أن حكومة السراج تواصل التفريط في السيادة الليبية والدفع نحو تدخل المزيد من القوى في البلاد ما ينذر بمزيد من العنف والفوضى.


وفتحت حكومة السراج الباب أما الغزو التركي الذي بدأ منذ شهر أكتوبر من العام الماضي،حين بدأت أنقرة بإرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا للقتال إلى المليشيات المسلحة في مواجهة الجيش الليبي،اضافة الى العناصر الارهابية والجنود الأتراك،لتتحول العاصمة الليبية الى قاعدة تركية حيث بات نظام أردوغان المسيطر الفعلي على القرار في طرابلس.

وبدأت أطماع النظام التركي في الظهور مع الاعلان عن تقديم شركة البترول التركية "تباو"، طلبا إلى حكومة السراج للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر المتوسط، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية، الخميس.ونقلت الوكالة عن وزير الطاقة التركي فاتح دونماز قوله، إن أعمال الاستكشاف ستبدأ "فور الانتهاء من العملية.