شهد المحور الغربي من العاصمة الليبية طرابلس ،اليوم الاثنين ،اشتباكات بين قوات الجيش الوطني الليبي ومليشيات "فجر ليبيا" التي عمدت اليوم إلى الهجوم على مدينة العجيلات الواقعة 80 كلم غرب العاصمة طرابلس ،مع تواتر أنباء عن سقوط عدد من القتلى و الجرحى في صفوف المليشيات.
و نقلت قناة العربية مساء اليوم الاثنين ،عن محمد الصائم ،مساعد آمر "الكتيبة 116" التابعة لقوات الجيش الوطني ،قوله "إن الميليشيات حاولت استغلال الهدنة المعلنة من الجيش والتقدم باتجاه تمركز قوات الجيش على أطراف المدينة" ،مشيرا إلى أن قوات الكتيبة تعاملت معها و أجبرتها على التراجع و خروجها بالكامل من المدينة ،" وهي تقوم حالياً بعملية تجنيد قسري للأهالي الذين أقفلوا محالهم التجارية وفضلوا البقاء في البيوت هربا من حملات التجني"،على حد قوله.
و أضاف الصائم أن قوات الجيش ألحقت خسائر كبيرة في صفوف مليشيات "فجر ليبيا" حيث قتل 6 أشخاص و أصيب 12 آخرون منهم على الأقل ،مضيفا أن ثلاثة من عناصر الكتيبة أصيبوا خلال هذه الاشتباكات . إلى ذلك ، ذكرت تقارير إخبارية أن المدينة شهدت في الآونة الأخيرة عمليات نزوح جماعية ،تصاعدت وتيرتها منذ السبت الماضي.
و شهدت منطقة العقربية و المناطق المجاورة لها ، جنوب مدينة الجميل ،100 كلم غربي العاصمة طرابلس ، هي الأخرى منذ ظهر اليوم اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش و مليشيات "فجر ليبيا" ،فيما ذكر مصدر عسكري أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى هذا المحور منذ صباح اليوم.
و تأتي هذه الاشتباكات عقب إعلان الجانبين ،وقف إطلاق النار ،استجابة لتوصيات حوار جنيف الذي جمع نهاية الأسبوع الماضي الأطراف المتنازعة في ليبيا برعاية الأمم المتحدة ،بغية الوصول لحل سياسي للأزمة ، وقد أصدرت القيادة العامة للجيش الليبي الأحد ، بيانا أعلنت فيه وقف عملياتها العسكرية برا و جوا و بحرا ، واستثنى الجيش وقف عملياته ضد "الإرهابيين" ،و ذلك بعد يومين من إعلان ميلشيات "فجر ليبيا" وقف إطلاق النار ، غير أنها سريعا ما تراجعت عن موقفها ، و نفذت عمليات عسكرية بمنطقة العجيلات.
وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي كبير في ظل وجود برلمانيين وحكومتين في الشرق والغرب الأولى معترف بها من قبل المجتمع الدولي والثانية معلنة من جانب واحد، ولم تحظ باعتراف ، ووصفها البعض بإنها حكومة ظل للجماعات المسلحة، التي سيطرت من خلال جماعة "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس.