تعتبر مدينة درنة من ضمن المدن الليبية التي تجمعها الحضارة الإسلامية والفنية والثقافية على مر التاريخ
حيث تضم المدينة أضرحة الصحابة التي لازالت لها مكانة في قلوب أهالي درنة الذين تعلقوا تبركا بمن دفنوا فيها ثلاثة أضرحة ذات قباب من الطراز المعروف في بناء أضرحة الأولياء والصالحين.
وتتمثل هذه الاضرحة في الصحابي الجليل زهير بن قيس البلوي والصحابي عبد الله بن بر القيسيوكذلك الصحابي أبي منصور الفارسي حيث يوجد بين هذه الأضرحة الثلاثة مبنى يشبه الحجرة الصغيرة .
وقد أقيمت الاضرحة الثلاثة على مدخل المغارة ، التي دفن فيها بقية الشهداء من رفاق ( زهير بن قيس ) ويبلغ عددهم نحو ( سبعين صحابيا على أصح الروايات والتي تؤكد انه قد تم تشييد هذه الأضرحة في القرن الحادي عشر الهجري مما جعل لهذا المكان خصوصية لدى اهالي درنه .
ويعتبر مسجد الصحابة المجاور لهذه الأضرحة هو ملتقى اجتماعي يجمع كل أطياف المدينة من كل الشرائح حيث تقام جنائزهم وتعازيهم في صالة المناسبات المخصصة لهذا المسجد ولأنه يتوسط المدينة وبالقرب من أهم أسواقها وهو سوق الخضار او كما يعرف بسوق الصحابة .
واوضحت مصادر بمسجد الصحابة لمراسل بوابة افريقيا الاخبارية ان هذه الأضرحة لم يتعرض لها اي نظام حكم او سلطة حكمت درنة لا من قريب او من بعيد بل حافظ عليها الجميع الى ان سيطرت الجماعات الإرهابية المتمثلة في تنظيم داعش على درنة الذي اعلنها إمارة إسلامية تحت مسمى ولاية برقة تابعة لأميرهم البغدادي خليفة المسلمين كما زعموا في ذلك الوقت .
وأفادت ذات المصادر ان الجماعات الارهابية قامت بتفجير هذه الأضرحة ومن ثم تكسيرها مساء الجمعة،الذي يوافق 30 مايو 2014.
الجدير بالذكر أن مقبرة الصحابة التاريخية قد تعرضت لعدة عمليات تخريب وتفجير كان اخرها يوم 8 مايو 2014.