أدت حالة الازدهار الاقتصادي التي شهدتها منطقة جنوب الصحراء الكبرى على مدار العقد الماضي إلى حصول القارة السمراء على لقب "افريقيا الصاعدة". لكن استمرار ظهور بعض المشكلات ألقى بظلاله على التوقعات قصيرة الأجل لمنطقة باتت تشكل نقطة جذب للمستثمرين الأجانب.

ورغم أن الأمور تبدو جيدة في ظاهرها، حيث يتوقع أن يتسارع النمو الإقليمي ويصل إلى 6 % هذا العام بعد أن كان 5 % عام 2013، إلا أنه ليس من الصعب معرفة أن الدول البارزة في القارة في الوقت الحالي مثل غانا، نيجيريا، أوغندا وزامبيا، تتعرض إما لمشكلات سياسية، اجتماعية أو اقتصادية، أو لكل أنواع هذه المشكلات.

وكذلك الاضطرابات التي تشهدها الأسواق الناشئة، وما يحظي به ذلك من تداعيات في ظل ما هو حاصل في الوقت الراهن على الصعيد العالمي من تطورات على الصعيد الاقتصادي.

ونقلت في هذا السياق صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن شيلان شاه، الخبير المتخصص في الشؤون الافريقية لدى شركة كابيتال ايكونوميكس كونسالتانتس، قوله :" في ظل توقعات تتحدث عن أن الأوضاع النقدية العالمية ستشهد حالة من التشديد على مدار السنوات المقبلة، فإن المستثمرين يهتمون الآن بالمشكلات التي تعانيها المنطقة".

وتابع شيلان بقوله :" وربما يتعين على بعض البلدان الآن أن تقوم بتشديد سياساتها بالاتساق مع ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، وهو ما سيؤدي لفترة من النمو الأكثر نعومة".

ومضت الصحيفة تقول إن منطقة جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا معرضة تحديداً لتباطؤ النمو الاقتصادي، وهو ما تتم ترجمته إلى تراجع أسعار السلع. فقد انخفض مثلاً سعر النحاس لأقل من 6500 دولار للطن، بعد أن كان قد وصل إلى 10190 دولار عام 2011.

وقال بهذا الصدد ويلارد مانونغو وزير المالية في زيمبابوي التي تنتج البلاتين والماس :" إذا استمر تراجع أسعار السلع بشكل أكبر مما هو حاصل الآن، فإننا سنكون أمام مشكلة". فيما بدا برافين غوردهان، وزير المالية بجنوب افريقيا، أكثر تفاؤلاً بخصوص التوقعات المستقبلية للقارة، واكتفى بقوله " قد يتراجع المنحني فقط من وقت لآخر".