(1 يقول مارمول كربخال (1520-1600م) في كتابه إفريقيا على جبل بني وليد الذي تقطنة قبيلة ورفلةإنه جبل من جبال الأطلس، يسكنها قوم اشداء، حريصون على الحفاظ على حريتهم حتى انهم لا يعترفون بأي حاكم من حكام البلاد، وقد تحالفوا مع بربر المناطق الجبلية المجاورة، لتدعيم دفاعهم وتقوية صفوفهم. توجد بأراضيهم واحات تعطي أتماراً جيدة وحقولا تعطي انتاجاً هاما من الشعير، يقام عندهم مرة في الاسبوع سوق كبير يتوافد عليه مختلف قبائل المنطقة، ويؤمه الاعراب كذلك، فيبيعون للبربر، الأنعام والأصواف والسمن، ويشترون منهم منتوجاتهم الفلاحية.

يتواجد بمنطقة جبل بني وليد، زهاء مائة وخمسين قرية، يسكن فيها اهل بني جريد في جو يسوده الامن، وهم لا يخشون أي اعتداء عليهم من الخارج، لأن الممرات والمسالك صعبة للغاية، ولان فيهم مايزيد عن عشرين ألف رجل يحملون السلاح ويحسنون الرماية.اصطدموا مع الأتراك في معارك عديدة، وانتصروا عليهم في كثير من المناسبات، ومع ذلك، فإنهم لا يمانعون في دفع إتاوه إلى ولاة طرابلس، لأنهم في حاجة الى التعامل معهم قصد التجارة، غير انهم لا يسمحون لأي كان ان يلاحقهم داخل أراضيهم. بهذا الحديث، نكون قد انهينا عرضنا عن جبال المنطقة ولا يبقى لنا سوى صحراء برقة، الواقعه في أقصى شرق بلاد البربر.

2) زار الرحالة الإنجليزي جون فرانسيس ليون  منطقة بني وليد خلال الفترة من 15 ـ 18 من شهر فبراير 1818 م وأورد الأسمين حيث ذكر (عاودنا المسير صوب بني وليد ... حيث تبدت لنا ... جماعات من طائر الحجل ... وسكان ورفلة هم قبيلة (ورفلة ) وهم قوم يجمعون بين الرقة والأناقة ، وبناتهم غاية في الجمال ، ويعيش هؤلاء الناس عيشة بؤس فرضها عليهم الباشا (يقصد يوسف القرمانلي )، ولهذا فإن قلوبهم تمتلئ حقداً وكرهاً له، ويقومون بتأجير جمالهم ويصاحبون التجار في قوافلهم إلى أعماق القارة، وتعيش قبيلة ورفلة على هذه الحالة بعد أن كانت قبيلة شديدة البأس ).

وعن وادي بني وليد يقول (ينتج الوادي نذراً يسيراً من الغلال حيث تتركز الزراعة في المناطق الشرقية، وفي مواسم الحصاد يرحل ملاك الأرض في جماعات لجني المحصول ، أما إنتاج الوادي من الزيوت فوفير تكثر به أشجار الزيتون والنخيل ).

3) زارالرحالة والطبيب الألماني جوستاف ناختيجال  بني وليد في شهر فبراير سنة 1869 م وذكرها بالاسم ( بني وليد ) ، وأن طريقها يعتبر من الطرق المعتادة للقوافل والبريد حيث يتوفر الماء في محطات أكثر انتظاماً ، كما توجد استراحات أكثر ملائمة في مراكز سكانية .

ويذكر في رحلته عن بني وليد (يأتي في اتجاه طريقنا وادي الحلفاوي بعد وادي قرار الدربوك الذي ينقل كميات مياهه المنقطعة خلال وادي القرجومة إلى وادي بني وليد ،و وادي الحلفاي الذي تنزله قبائل بني وليد ) ، ويضيف ( زرعت بعض المناطق شعيراً واقتصرت الطبيعة على إنتاج نبات الحلفاء وبعض النباتات والشجيرات الشوكية وأشجار البطوم  ووصلنا من وادي الحلفاوي كما دخلنا وادياً صغيراً يسمى غلبون الذي يتبع نظام تصريف وادي مردوم ـ ويبدو بأن هذا هو الاسم الصحيح لوادي بني وليد ).

ثم يسترسل بعد وصوله إلى بني وليد في ذكر الأودية الخصبة الغنية بمراعيها مثل وادي دينار والمردوم وتماسلة ، ويضيف ثم (وصلنا إلى وادي مردوم الفسيح الرائع من خلال شبكة معقدة من روافده الصغيرة، حيث توجد غابات من أشجار الزيتون لم أر مثلها من قبل تدهش وتسر عين المسافر  ويمتد وادي بني وليد مع كثير من الالتواءات من الغرب إلى الشرق).

ويضيف (وتوجد على المرتفعات المنحدرة إلى الجنوب القلعة العثمانية بمديرها أو رئيس المنطقة .. وتتواصل المزروعات بالوادي لمسيرة أربع ساعات وتشتمل على حوالي 4000 شجرة زيتون وبعض أشجار التين والبرقوق وأشجار السنط [ الطلح ] وشجيرات الأثل ، وتعود ملكية هذه المزروعات إلى عدد كبير من القرى التي تنتشر على جانبي الوادي حوالي 45 قرية طبقاً لكاتب الحكومة الذي كان يمثل المدير الغائب ) . الرحالة 4 ) كذلك 4 4 ) 4 ) هناك كذلك الرحالة الألماني غيرهارد رولفس ( 1831 ـ 1896 م ) الذي وصل إلى بني وليد  يوم 10 يناير 1879 م ، بعد عشر سنوات من زيارة غوستاف ناختيجال ، وذكر أسم بني وليد وأسم ورفلة، وأنه التقى برجل  وصفه بأنه أرفع مشايخ ورفلة هو الحاج معتوق بن رمضان الدعيكي الورفلي الذي كان قد بعث له برسالة لازالت محفوظة في متحف ( فيغزاك ).

ويذكر رولفس عن بني وليد (إذا ما سار المرء على الأراضي الجرداء الممتدة من الجبال حتى بني وليد فإنه ينشرح عندما يفاجأ بمنظر غابة الزيتون الرائعة في بني وليد ، وعندما ينظر من الأعلى فإنه يعتقد الوادي ذو خضرة لا يمكن اختراقها وكأنه حصير من الخضرة ، ويبلغ عرض الوادي حوالي كيلو متر، وهو يتمتع بتربة جيدة، ولا تنتشر هنا أشجار الزيتون فقط بل جميع أشجار الفواكه التي تزرع في طرابلس الغرب باستثناء النخيل ).

ثم يتحدث عن سكان الوادي من قبيلة ورفلة فيقول: (سكان الوادي ورفلة يزعمون أنهم عرب أقحاح، ويتكلمون العربية إلا أن تحضرهم وطراز بناء قراهم التي يبلغ عددها حوالي 50 تقريباً ، وأسماء بعض القرى وأسماء السكان أنفسهم وعاداتهم كل ذلك يدعو إلى الاعتقاد أننا هنا أمام خليط قوي من السكان ).