توقع خبراء في النقل البحري، أن تحقق قناة السويس خلال النصف الثاني من 2014 ، زيادة في الإيرادات، وحمولات السفن، لتعافي الاقتصاد الأوروبي من الأزمة المالية، وزيادة حركة صادرات النفط بسبب الأزمة الروسية -الأوكرانية، وانتعاش حركة التجارة العالمية المنقولة بحرا.

وقال أحمد الشامي خبير النقل البحري في مصر، إن " زيادة حمولات السفن المارة بقناة السويس ترجع لبدء تعافي الأزمة المالية التي بدأت في عام 2008، بأوروبا وما يتبعها من زيادة حركة صادرات النفط وانتعاش حركة التجارة العالمية المنقولة بحرا".ووفقا لإحصائية الملاحة الدورية، الصادرة عن إدارة قناة السويس، حققت عائدات قناة السويس خلال الربع الاول من العام الجاري 1.214 مليار دولار، مقابل 1.187 مليار دولار، عن نفس الفترة من العام الماضي بنسبة زيادة 2.2%.

وأضافت الإحصائية، التي نشرت على موقع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة الوزراء المصرية، علي شبكة الانترنت، أن حجم حمولات السفن الصافية المارة بالقناة خلال الفترة من اول يناير/ كانون الثاني وحتى نهاية مارس/ أذار من العام الجاري، بلغت نحو 222.6 مليون طن بزيادة بنسبة 3.08% عن نفس الفترة من العام الماضي والتي بلغت حمولات السفن فيها 215.9 مليون طن.وتوقع الشامي، في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، أن " تحقق قناة السويس، مع بدء النصف الثاني من العام الجاري زيادة في معدلات حمولات السفن المارة بها، و زيادة في إيرادات القناة ، بنسبة تصل إلي أكثر من 10%، مع استقرار الأوضاع بمنطقة اليورو، ومع بدء تطبيق رسوم المرور الجديدة في مايو/أيارالمقبل التي اعلنت عنها قناة السويس".

وتبدأ قناة السويس اول مايو/أيار المقبل تطبيق رسوم المرور الجديدة على السفن المارة بزيادة تصل إلى 5% على ناقلات  النفط  والصب والتي تزيد حمولتها عن 20 الف طن.وقال الشامي، إنه لا يتوقع زيادة في اعداد السفن في الوقت الذي تزيد فيه حمولات السفن المارة بالقناة وذلك لاتجاه سوق النقل البحري لاستخدام الاجيال الجديدة من السفن التي تحمل كميات ضخمة توفيرا لاقتصاديات الرحلة.

ووفقا لإحصائية الملاحة الدورية، الصادرة عن إدارة قناة السويس، بلغت اعداد السفن التي مرت بقناة السويس خلال الربع الاول من العام الجاري نحو 4011 سفينة بتراجع طفيف عن اعداد السفن التي مرت بالقناة خلال نفس الفترة من العام الماضي والتي بلغت اعداد السفن فيها 4017 سفينة.

وقال سمير معوض خبير النقل البحري في مصر، إن "التهديدات والتوترات التي تشهدها أوكرانيا مع روسيا  حاليا أدت لاتجاه عدد كبير من الدول الأوربية المستوردة للنفط لسد احتياجاتها من دول الخليج العربي وهو ما أدى  لزيادة حركة النفط القادمة من الخليج العربي، خلال الشهرين الماضيين إلى أوروبا، والولايات المتحدة.وتفجرت الأزمة الأوكرانية في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، حين تراجع الرئيس آنذاك فيكتور يانوكوفيتش، المدعوم من روسيا، عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي لصالح التقارب مع موسكو، وإثر ذلك التراجع اندلعت احتجاجات شعبية ضد يانوكوفيتشس قادت إلى عزل البرلمان له في فبراير/شباط الماضي، وتعيين رئيس مؤقت، في خطوة دعمها الغرب، بينما اعتبرتها روسيا "انقلابا".

وبعدها سيطر مسلحون، يتردد أنهم موالون لروسيا، على شبه جزيرة القرم، التي ترتبط تاريخيا وثقافيا وسياسيا بروسيا، وأجروا استفتاء لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا الاتحادية، أعقبه إعلان موسكو قبول انضمام الإقليم.وأضاف معوض في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، أن " معدلات شحن  النفط عبر قناة السويس زادت بنسبة تعدت نحو 10% مقارنة بالعام الماضي خلال الشهور الثلاثة الماضية طبقا للإحصائيات الرسمية" .

وقال مسئول بهيئة قناة السويس، إن الدراسات تتوقع زيادة في معدلات حركة المرور بنسبة تتراوح ما بين 5 الى 10% تقريبا خلال الربع الثالث من العام الجاري، بسبب نمو حركة التجارة العالمية والاقتصادي العالمي بنسبة 4.7%، لتعافي الاقتصاد لدول الاتحاد الاوروبي.وأضاف المسئول - فضل عدم ذكر هويته- في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، أن زيادة معدلات النمو الاقتصادي، يؤدي إلي زيادة الطلب على النفط  الخليجي في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي بنسبة تصل لأكثر من 10%.

وتقول احصائية الملاحة لقناة السويس، إن حمولات ناقلات النفط المارة بقناة السويس خلال الربع الاول من العام الجاري بلغت نحو 40.2 مليون طن بزيادة بنسبة 18.5%، عن نفس الفترة من العام الماضي والتي حققت حمولات ناقلات النفط بها 33.9 مليون طن.وتعد قناة السويس، أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر، وتمثل إيراداتها نحو 10% من العملة الصعبة سنويا، حيث تبلغ إيراداتها نحو 5.6 مليار دولار سنويا.